أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - اقتلوا ..... زينب














المزيد.....

اقتلوا ..... زينب


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يقول المستشرق الاوربي، إدوارد مونتاغيوا : اقتلوا زينب .
علام ايها السيد هذه الدعوة الى القتل ؟
حين قرأت تبريرك، وتركت عواطفي وميولي، وجدتك محقا، حين يرعبك خطاب امراءة منذ الف سنة، لتؤسس الى تهديم عروش الطغاة، في تنظير قل نظيره، حين انبرت تلك الشامخه ونظرت الجموع ، تفرست في وجوه احست بالمهانة ، ورجولة اخذها الانهيار ، وارجل واهنه تحمل اجساد ارعدها معيار الشرف والعهد المنقوض ، بقايا من الحياء وقد قصف الرؤوس بالوهن والخجل من نكث بيعة وتراجع مهين، فكانت شخوصهم برمتها تريد ان تسمع ما يؤنبهم على خذلان . وقفت ابنة علي ابن ابي طالب ، مسترسلة مدركة واعية ، ثاقبة الرؤى ، تعرف ما تريد ، وتنتخب المفردة التي لا يؤجل لها قرار ، كانوا ينظرون اليها ، أبية ضيم ، كتلة من صبر تعجز عنه الصم الصياخيد ، بيرغ رسالة لا يطويه ابن سميه، ذاك لقيط بوابات البصره، وشموخ لا يحنيه عظم مصيبة الاحبة المضرجين على رمضاء كربلاء، وتواصل لا يفك اواصره سقوط الرجال، لتحمل النساء مشوار التبشير والتنوير لرسالة جدها محمد ص . رغم جو الإرهاب والإرعاب ، وانتشار الآلاف من الشرطة والجواسيس ، وهم في حالة التأهب والإستعداد، خوفاً من هياج الناس، وخنقاً لكل صوت يرتفع ضد السلطة،إنها فارسة العصور.
محقا فيما تدعي ايها السيد المستشرق، بعد ان اضرمت النار في القلوب ، وهزت المشاعر وايقظت النفوس المتخدرة ، فأفاقت على الحقيقة التي اوضحتها العقلية في خطبتها التي اعجزت البلغاء ، ودقت أجراس الثورة والفداء ضد الظلم والفساد، ومن هنا يتجسد قولك بعد ان امتدت زينب عبر العصور اذ يبعث فيك الرعب لتقول : من هي هذه المرأة!!?
إن أقوالها تفلق الحجر لقوتها وهي امرأة، إنها تهدد عرشاً عظيماً، عرش يزيد بن معاوية . يزيد و حسب ما تعرفنا على سيرته هو من أشباهنا نحن الغربيين ....نحن في أوروبا نتعاطى الخمور، و نتسلى بالمراقص الليلية، و نتسامر عبر العلاقات الجنسية و غيره الكثير.
أما زينب فهي شبيهة بالسيدة العذراء . حقيقة نعترف فيما بيننا أن هذه المرأة تشكل خطراً كبيراً يهدد ليس فقط عرش يزيد بل كل عرش مثل عرش يزيد .
إذن زينب تهددنا نحن أيضاً، من أين قطعت أن يزيد لن يكون بإمكانه محو ذكرها هي و عائلتها . إن هذا التحدي يجب أن يوضع على طاولة البحث و التحليل، و من أين قطعت أن رأيه سيكون بدداً و أن عرشه سيسقط . إن السيدة العذراء عندنا لم تتحدى الأمبراطور الكبير، و لا زعيم كهنة الكنيسة.
إذن زينب أخطر من العذراء بكثير.
تلك هي زينب الخطر الذي يداهم الامبراطوريات، واستعماريات الشعوب، وحكم الطغاة، وقطع نحور الاحرار . هكذا لم تمر عابرة، بل أسست للارادة المواصلة والمثابرة، فأقلقت القريب والبعيد. ان تفسيرك فيه من الابعاد، من الضرورة ان يكترث به امثالك لما للخطاب من قوة تاثير عبر الازمان، وللارادة الديمومة في تواصل لم تنفك عراه، حين يكون القوة الدافقة لكل الاحرار. وليس من الغرابة قولك : لكن ما هي القوة التي كانت تهدد بها مملكة يزيد ؟
هذا ما يدفعنا للتأمل و التخوف ،إن زينب هذه يجب أن تموت ، و يجب أن لا تأتي زينبات أخريات ، وإلا هلكت عروشنا .يجب أن نقتل كل زينب. و لذا يتحتم علينا معرفة كل ما تحمل من زينب من مبدأ أو قيم أو خلق ام فكرأو سياسة فنضع لها كمينا نسحقها حتى نقلل من شأنها، علينا أن نؤسس ثقافة تطارد زينب و تحطمها فلا تجد لها من يقتدي بها فيموت أثرها شيئا فشيئا فتخلو لنا عروشنا.
أعزائي نحن نقدس السيدة العذراء و لكن لم نحسب لها اي حساب سياسي، أما هذه الزينب فحسابنا السياسي لها يفوق كل حساب آخر.
هنا قوة زينب، في شخصية نادرة الوجود، لم تبك الا في خلوتها في اناء الليل، ولم تتهاوى او تهن، شامخة وهي تعصف بالرؤوس الخاوية والخائنه، ولم ينل منها الخوف قيد انمله . تناولت القضية كتسليم من قائد لقائده، ومن خطاب الاحرار الثوار في ساحة الوغى، الى من اقلقت الارض وهزت العروش . صلبة وهي تضع الحقائق السماوية وشريعة الاحرار اذ تخاطب بكل ازدراء طاغية عصره : لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء. أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون . فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد .
أي شخصية تلك السيدة، وهي تسقط الاعمدة واركان الحكم على رؤوس الادعياء، حين تنبري بكل كبرياء، في مجلس كهربت اوصاله وتجمدت اوداجه اذ ضربت خياشيم وعنفوان القتلة اذ تقول : مع اني والله يا عدو الله وابن عدوه استصغر قدرك واستعظم تقريعك ، غير ان العيون عبرى والصدور حرى وما يجزى ذلك او يغني وقد قتل الحسين عليه‌السلام ، وحزب الشيطان يقربنا الى حزب السفهاء ليعطوهم اموال الله ، على انتهاك محارم الله. فهذي الأيدي تنطف من دمائنا ، وهذه الأفواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الزواكي يعتامها عسلان الفلوات.فلئن اتخذتنا مغنماً ، لتجدنا مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت يداك.
اذن فعقيلة الهاشمين ليست تلك البكاءة النواحة المنهارة .نعم الحزن لهيب يعتمر في صدرها، نعم الاسى مزق نياط جنانها، وهي تنتقل بين جثة اخ حبيب واخر كفيل وابن اخ في عز الفتوة وفتية في غرة الكينونة . نعم كل هذا قائم ومتحرك في خوالج صدرها، ولكن القيادة تحتاج ارادة صلبة يختفي بين ثناياها حزن عميق في لوح الذات.امراءة فاقت قدرات الصبر، حين تنهال المصائب، فأدت المهمة وحفظت النساء والاطفال، وانتصر شموخها على كبرياء الطغاة .فثارت الكوفة بتوابيها الوفا ، واهتزت الكنانة غضبا ، واعلنت الحجاز ثورة ، وتواصل التاريخ عنوانه اللعنة على الطغاة . فزينب ليس مجلس عزاء ورثاء فحسب بل هي مفخرة الثوار وطريق الاحرار وسيدة العصور قصاد الظلم . وعز القائل :
ولو ان النساء كمثل هذي ...... لفضلت النساء على الرجال



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أل سعود .... هل ادركتم سوء العواقب
- الموصل .... في المزاد
- موقع المسلة ..... كم تضع في ( السلة )
- قيل للحرامي إحلف ... قال جاء الفرج
- لصوص .. يدخلون من ثقوب غباءنا ... ابطالا
- مشروع قانون مجلس النواب ... هل الاعتراض على التوقيت والبنود ...
- زيارة المالكي الى السليمانية ... اهداف محتمله وليست محالة
- رسالة مثال الالوسي الى السيد مقتدى ..... خطاب قاسي لقائد سيا ...
- ابن قاسم .... خرج بأعظم الوفاض
- لقد غرقت شفافيتكم ... في بحر دماء الابرياء .
- من غدر بمقاتلينا ... في الزنكوره ؟ لا جواب
- اشدٌ القلوب غلا ... القلب الحقود
- القائد العام للقوات ..... ماهذا الخطاب الباهت
- رجال الحشد .... تبا لمن ناصبكم العداء
- من كان منكم بلا خطيئة .... فليهرش وجوه الاخرين
- الرطبة ... تسترجعها دماء ساخنة
- هل ادركتم ... ان الغد رهين من خطط له
- فرقة .... ركلة التنانين ..... ومزقت العناوين
- العبادي ... عقلية التكييف .. في قراءة الموقف
- وثيقة الاحلام ..... خبز باب الاغا


المزيد.....




- شاهد..برازيلية تخوض تجربة قفز مثيرة من جسر شاهق بأمريكا
- فيديو يوثق مواجهة مضيفة طيران لراكبة متسللة بعد رحلة من نيوي ...
- سوريا.. خريطة تحركات وسيطرة فصائل المعارضة ووضع بشار الأسد.. ...
- -رويترز- : أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات عن أراضيها وفقا لخ ...
- الجيش السوري يشن -هجوماً معاكساً- ويستعيد مناطق من المعارضة ...
- في غزة.. مأساة مستمرة وأثمان باهظة في حرب بلا نهاية وتل أبيب ...
- ألمانيا.. عدة ولايات تطالب الحكومتين الحالية والمقبلة بتشديد ...
- مدفيديف يتوقع نهاية حتمية لزيلينسكي ويوجه رسائل إلى عدد من ق ...
- معركة القسطل.. يوم قال الحسيني للجامعة العربية -أنتم مجرمون- ...
- تشكيل مجلس شراكة سعودي فرنسي خلال زيارة ماكرون للرياض


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - اقتلوا ..... زينب