|
ايها الشيوعيون مرام ليست ما يرام
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 1413 - 2005 / 12 / 28 - 10:50
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
ما يجري في العراق هو صراع محتدم بين مؤسستين اسلاميتين ذو نزعتين دكتاتوريتين تستندان على نفس المبادئ والاسس النظرية الدينية الشمولية في حق احتكار الحكم باسم الله وباسم الدين،هما الدكتاتورية السنية والدكتاتورية الشيعية.هذا المؤسستان تحاولان السيطرة على الدولة ومؤسساتها بكل السبل شرعية اوغير الشرعية ،و الصراع هو جزء من صراع اكبر على مستوى العالم الاسلامي ،تلعب فيه المؤسسة الدينية بقسميها الشيعي والسني دور المحرض ،المرشد والموجه.اما مرام فهي ليست اكثر من مكان لتجمع المتسولين والضعفاء الذين يبحثون عن احسان او فتات الخبزفي نهاية الماتم المقام على روح الديمقراطية والحرية الموعودة او بداية حفلة لوفاق مرحلي اواتفاق على توزيع الحصص اوتلاعب يسمى بتعديل نتائج الانتخابات. الجالسون في خيمة مرام يأملون ان من يمثل عمود مرام الرئيس ان يتعطف ويتلطف يحن ويمن عليهم ولو بلقمة او بما يشبع البطن او ما يملأ الجيب من الخرداوات او صدقة لله فالارض لا تخلو من المحسنين. كلا المؤسستين،السنية والشيعية، لهما عمقا استراتيجيا خارجيا يمدهما بالدعم المالي والمعنوي والارهابي،وان كان العمق السني العربي متوحدا في نظرته وفي انسجامه وتلاحمه على خلافاته وتناقضاته ،لكنه يرى الخطر الايراني او الشيعي خطرا محدقا يهدد المعبد السني الذي الذي بنيت عليه الدولة منذ تأسيسها وشرخا في منظومة الكيان العربي السنية، فان العمق الشيعي المتمثل في ايران قلق ،غبي وساذج في نفس الوقت ،فهذا العمق انتهازي الطبيعة يحاول ان يكسب الشارع العربي باصطفافه مع القضية الفلسطينية ودعم ارهابيي حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله ثم شن حملات اعلامية على اليهود لكسب التعاطف الاسلامي ،وبنفس الوقت يلعب على اثارة الشيعة في العراق ضد القوات المتعددة الجنسية بنفاق قل نظيرة ،اكان بواسطة الاف المعممين الذي تسربوا الى العراق بعد سقوط النظام او بالتثقيف المغاير للحقيقة والاعلام الخبيث الذي يفوق اعلام فضائية الجزيرة نفاقا وكذبا ودجلا..كما انه يحاول اللعب على الوتر الطائفي لاثارة النزاعات والنعرات المذهبية ،وان لم يستطع بلوغ هدفه فسيسعى الى خلق حالة من الخصام المستعصي على الاتفاق بين الاطراف المتهالكة على المناصب والمستعدة على التضحية بالاف الابرياء على محراب الطمع والهيمنة الدينية والسياسية حتى زوال الخطر الامريكي او رحيله من على ابواب ايران ،بعدها سيحاول تهدئة اللعب وتقسيم السلطة بين الطرفين على حساب الشعب العراقي .من الحمق الاعتقاد ان قطعان الانتحاريين والمخربين وزارعي الفتن والنعرات يصلون الى العراق بدون علم المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية بهم ،فمن البلادة والعي والجهل المركب تصديق ذلك اذا ما صدقنا اعتباطا ان الحكومات ليس على اطلاع كامل بتحركاتهم.كما من السذاجة التصور بان هذه القطعان تعمل دون اي تخطيط او علم من جبهة التوافق وازلامها وان الاحزاب الاسلامية الشيعية لا تعرف هذا ،فصمتها وترددها بعدم فضح ذلك يعني عزمها ونيتها الفاسدة باقتسام السلطة والثروة الوطنية بين الدين الستي والدين الشيعي . السؤال الذي يطرح نفسه هو اين موقع الديمقراطيون والشيوعيون من كل هذا ؟وهل تجمعهم مع المتسوليين في مرام يخدم قضيتهم وقضية الديمقراطية والحرية في العراق ؟وهل ما سيجود به المحسنون من اساطين المعبد السني المتمثل بيافطته العلنية ،جبهة التوافق ،وبعض ممثلي هيئة علماء المسلميين المتخفيين في غلالات الكيانات السياسية المستقلة مثل الارهابي فخري القيسي والصميدعي ،كافيا لكي تدب الحياة في جسد القوى العلمانية بحيث تكون قادرة على المواجهة والصراع والنضال ضد الغربان السوداء.؟ لا اعتقد ان ما تفعله هذه القوى والتي قسم غالب فيها من انصاف اليساريين وانصاف الاميين السياسيين والمتدينين الذين يدعون التنوير،يصب في صالح الهدف الذي يسعى اليه الديمقراطيون والعلمانيون والشيوعيون ولا يساهم في تحرير المجتمع من الافكار الغيبية والدينية المتحجرة والطائفية الحمقاء ومن مؤسسات القمع الاسلامي المزمن والاضطهاد المسلط على المرأة تحت مبدأ سد الذرائع .فهم،القوى العلمانية والديمقراطية بتحالفهم مع المعبد السني للطعن في نتيجة الانتخابات ومن ثم الضغط على المعبد الشيعي ،يقوون طرفا اسلاميا على طرف اخر ،ويذكون نار الصراع الطائفي بين المذهبين ،ويجعلون من البرلمان القادم ساحة للصراع الطائفي والمذهبي الديني بدلا عن الصراع السياسي ،ويخسرون ارضيتهم وشعبيتهم وشخصيتهم المستقلة ،وسيكونون الضحية الاولى في حالة حدوث اي اتفاق بين الطرفين ،وهو وشيك ،فالطرف الشيعي ابدا استعدادا كاملا للتنازل عن بعض الوزارات السيادية وبعض المقاعد للتوافق السني والجميع يعلم ان الشيوعية والعلمانية بالنسبة للمؤسستين الاسلاميتين السنية والشيعية هما انحلال وكفر وزندقة وخطر على الاسلام . واذا كان تحليل العلمانيين يخلص الى ان الانتخابات كانت استقطاب طائفي احدثته مجريات الصراع السني الشيعي قادت الى ذلك الحملات الارهابية الشعواء ضد الشيعة والكورد والمسيحين واليزيدين والمندائين وبقية المكونات ،فكيف لهم ان يركبوا سفن سذاجتهم السياسية، ويسطفوا مع من لا يمكن ان يكونوا نظيفي اليد كما يوحي شعارهم ،ولا يمكن تبرئة مرجعياتهم الدينية من دم العراقيين الابرياء ثم يصرحون ان مرام ليست بتجمع طائفي .؟ هل يعتقد هذا الجمع ان الناس بذلك الغباء والسذاجة لكي تصدقهم بينما اكبر القوى التي بنيت عليها مرام وهي جبهة التوافق السنية تنزف طائفية وتهديدا ووعيدا وتطعن وتنتقص بكل ما هو ليس بعربي سني وتشكك بهويته القومية وولاءه الوطني.؟ اذا اردنا الديمقراطية ان تنتصر يجب على الاحزاب والقوى والشخصيات العلمانية ان تحتفظ بشخصيتها وكياناتها المستقلة ،ولا تتقمص دور المصلح الاجتماعي الديني او تتحول الى نافخ نيران في موقد الطائفية،وان تكون بنفس المقدار من البعد من قطبي الصراع وتحاول كسب النتائج لصالحها واستقطاب الناس الى جانبها بعد فشل احزاب الاسلام السياسي الشيعية في الحكم وعدم اكتراث كلا المؤسستين الدينيتين السنية والشيعية بارواح ومصائر وحياة الناس وحرياتهم . ليست القضية هي من سيحكم واي محظوظ سيكون وزير واي طامع سيكون رئيس وزراء ،بل القضية هي اي قانون واي نظام سيكون. وهذا لا يتم الا بكسب الناس وتحريرهم من الاوهام الدينية اكان على الصعيد الاجتماعي او البرلماني ،لكن تجربة الجمعية الوطنية في الاشهر الماضية بينت ان العلمانيين لم يلعبوا دورا متميزا في التصدي لطموحات الاسلام السياسي ولم يستغلوا المنبر البرلماني استغلالا جيدا بل التزموا الصمت حتى بما يخص قانون منح اعضاء الجمعية الوطنية راتبا تقاعديا مدى الحياة نتيجة خدمة تسعة اشهر فقط !!! لقد كانت القوى العلمانية في البرلمان قوى مخيبة للامال والتطلعات مثل ما هي عليه الان مجرد اسم على غير مسمى او على قول المثل الشعبي اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور. وعلى العموم ومهما يكن ،هل لنا ان ندرك ان التطورالديمقراطي والتحرري والعلماني لا يأتي بين يوم وليلة بل هو عملية مستمرة تتطلب الكفاح والنضال المتواصل والصراع وليس المهادنة وعقد الاتفاقات مع من نحاول تخليص المجتمع من تاثيرهم الضار اعني بهم احزاب الاسلام السياسي .
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علمانية واسلام علاوي سير للامام
-
حمدية الحسيني اهي مغفلة ام غبية ام لصة.؟
-
المهمشون
-
الحوار المتمدن ..مرآة ليست كبقية المرايا
-
استراتيجة فريق الدفاع الصدامي الغبية
-
عمرو موسى وشبكة امان يا للي امان
-
ماذا يفعل هذا الصبي في الجنة.؟
-
كبة باردة من فم ليث كبة
-
في رمضان تنزل مليشيات الله افواجا
-
دفاعا عن البعران
-
المؤمن جلال الطلباني وشيخه ابن دليمية
-
اين لجنة النزاهة عن قانون تقاعد اعضاء الجمعية الوطنية.؟
-
هل من فرق بين البعث الاسلامي والبعث القومي.؟
-
خطوط حمراء بلا قيمة وتيارات صفراء بلون الخبث
-
القومية العروبية الطائفية
-
الكتور كاظم حبيب واجتثاث البعث
-
مليشيات بدر والصدر وجهان لظلام واحد
-
شعب عراقي ام شعوب عراقية
-
فدراليات الخوف
-
الدستور ونغل الباغة
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|