|
الحقيقة دريم في مصر
جورج فايق
الحوار المتمدن-العدد: 1413 - 2005 / 12 / 28 - 08:44
المحور:
الصحافة والاعلام
الحقيقة أصبحت خيال و حلم لمن يبحث عنها فكأنك تبحث عن قطة سوداء غير موجودة في غرفة مظلمة خصوصاً في مجتمع يملئه الجهل و التعصب و الكره و تسود فيه أخلاق البدو الرائعة فتح برنامج الحقيقة في قناة دريم ملف شائك و هو اختفاء بعض بنات الأقباط في مصر و هل هو خطف أو تغرير أو .....و كان البعض يعتقد أن فتح هذا الملف و مناقشته بارقة أمل للوقوف على حقيقته و خصوصاً أنه هناك حالتين محددتين لشقيقتان قاصرتان اختفيا من بيتهم منذ أكثر من سنتين و بعد الحلقة الأولى و عرض الحالة أهتم رئيس الجمهورية بنفسه و أعطى أوامره لوزير الداخلية لتحديد مكان البنتين و معرفة حقيقة الأمر و في أقل من عدة أيام حددت وزارة الداخلية مكان الفتاتين و خرجت علينا الصحف أنهما تزوجا من شخصين مسلمين عن حب و اقتناع و أنهما يطالبان بأخذ تعهد بعدم التعرض لهما و أنهما أنجبوا على و أميرة ثمرة الحب الجميل و يطالبان الجميع عدم التدخل في حباتهما إلى هنا القصة منطقية و لم تخرج عن سياق القصص الأخرى فالبنانان خارجتان من بيتهم بإرادتهم و دون أي ضغط أو غصب مادي و يجب أن لا تلوم تلك الأسرة المنكوبة غير نفسها فهي التي قصرت في تربية بناتها و أنها بالتأكيد جنت ثمرة ما زرعت و لكن الأمر لا يجب أن يمر مرور الكرام و يبقى فقط فتح الملف بغرض تسديد خانة و لأن البيان الذي صدر عن الداخلية بيان معروف و محفوظ و نهاية طبيعية لفيلم عربي ممل يعرض في سينما ترسو فأنت تعرف النهاية من بداية الفيلم و لكنك مضطر أن تجلس و تسمعه للنهاية لأنه ممنوع الخروج من السينما ألا بعد نهاية الفيلم فهذه يجب أن نسأل لماذا تقاعست و تخاذلت الشرطة عن تحديد مكان البنتين ؟ و لماذا لما يظهرا ألا بعد البرنامج و توجيهات الرئيس و هل كل بنت مختفية يجب أن تذهب إلى قناة دريم و الجلوس مع وائل بيه الأبرا شي حتى يلقى الضوء على قضيتها و تتعطف الداخلية على الأسرة و تكشف عن ما حدث للبنت و من أشار على هؤلاء الصبية بالهروب و عدم الإشهار الرسمي للإسلام في الأزهر لأنهم قاصرتان و سوف ترد إلى أهلهما ؟ و هل تزوجا البنتان زواج رسمي على يد مأذون ؟ و من هو ؟ و هل يجوز القانون له تزويج فتاة قاصرة ؟ أما أن قانون السن لا يشترط في هذه الحالة لأن البنات مسيحيات و سوف يكسب ثواب من تزوجيهما لمؤمنان ووضع أهل الفتيات أمام الأمر الواقع أما قدم له شهادات ميلاد و بطاقات مزورة ؟ أما لم يتزوجا شرعي و عقد عليهم الشابان عقد عرفي ؟ و من هنا يجب مسائلتهما عن الزواج و العقد على بنات قاصرات و هل كان هناك شهود على العقد ؟ أم الزواج شفهي أي انه زنى و لأن البنات قاصرات يجب مسائلة الشباب قانوناً أم لأن البنتان مسيحيتان فلا توجد خطوط حمراء و كله مباح حتى لا نعكر صفو الوحدة الوطنية الخيالية التي توجد فقط في تصريحات المسئولين و لكن في أرض الواقع تعصب و تخاذل من المسئولين في أعطاء الحقوق للأقلية حتى لا يعكر الصفو العام و لأن الفوز للأغلبية فالقانون مع الأغلبية و التعميم و التعتيم لتهميش و أهدار حقوق الأقلية و الاتهام بالعمالة و الخيانة و الإساءة لسمعة مصر لكل من يجرؤ على إلقاء الضوء على مشاكل الأقباط منذ أيام قليلة هدد قضاة مصر باللجوء للتحقيق الدولي في الانتهاكات و الاعتداء علي القضاة ما لم تعاقب الحكومة المصرية المتورطين في ذلك و لم يتهم أحد القضاة بالخيانة و العمالة أما الأقباط في المهجر فسيل التهم و الإهانات بسبب عقد مؤتمر يدعو فقط لدعم حقوق الأقليات و إلقاء الضوء على ما يعانوه و لم يهددوا باللجوء إلى التحقيق الدولي و طالبوا الحكومة المصرية بحل المشكلة
يصر وائل بك الأبرا شي على استضافة شخصيات من المفروض أنها قبطية و لكن كلامها و منهجها و ألفاظها أخوانية إسلامية و تدافع عن الاتجاه المعاكس باستماتة فهو يأتي بضيوف أمثال جمال أسعد و عادل لبيب و ...... بوصفهم مفكرين أقباط معتدلين و هؤلاء بفكرهم البترولي البدوي يصورون من يدافع عن مشاكل الأقباط بالمغالاة و تضخيم الأمور و عكس الأوضاع و أنهم هم الذين يعلمون الحقيقة بعيداً عن مغالاة الكنيسة و أقباط المهجر و هذا غاية خبيثة في نفس القائمين على هذا البرنامج أنه يحاجج الأقباط و شكواهم بهؤلاء الفئة المحسوبة كذباً و زوراً على الأقباط حتى يظهر أن هناك أقباط عقلاء يقولون الحقيقة أمام أقباط متطرفون يضخمون من المشاكل القبطية من أجل الحصول على مكاسب مادية أو معنوية للأقباط و يتجلى هذا واضحاً في البرنامج في إعطائهم فرص مهاجمة و تقويض مشاكل الأقباط و التشكيك فيها و بما أن الشك في صالح المتهم فلا جاني هناك و لا قضية من أصله فالأستاذ عادل لبيب الذي يصرح بالزني بالقبطيات في سن 12 سنة و يبرع في الدفاع عن الزواج الشفهي و العرفي بالبنات القاصرات و بتهم الأم بالتقصير نعم الأم مقصرة بل شك و لكن القانون يجرم هذا الزواج تحت أي مسمى و لابد من معاقبة من قام وساعد و شهد عليه و أن لم يكن هناك زواج فهو زنى بفتاة قاصرة و هل القانون الذي يمنع زواج القاصرات يسمح بالزنى بهم ؟ فعندما بقتل مجرم أبنك لابد أن يحاكم على جريمته حتى لو كان هذا الابن عاق و سيء الخلق و موته أفضل من حياته و لكن حق المجتمع لا يسقط في معاقبة المجرم حتى لا نشجع المجرم على تكرار جريمته و يجب أن يدين المجتمع الجرائم بغض النظر عن جنس و دين المجني عليه لكن لأن المجتمع مليء بالأمراض الاجتماعية و التعصب الأعمى يبارك هذه الأمور ما دام في حق الأقلية و لا يفكر أنه قد يحدث هذا لأبنته القاصر و يعرض لنا وائل بك الأبراشي فيلم ترسو أخر هو حاجة أبنها محتجز في أحدى سجون اليونان و يهددون أبنها أما الاعتراف بالانتماء لجماعة بن لادن أو تغيير دينه و ردت الحاجة المؤمنة على أبنها على أبنها أوعى يا حبيبي أحنا مسلمين و مؤمنين و موحدين و جاء لها جواب مكتوب عليه مرقس قطعته و حرقته ووضعته تخت الدواسة و لم تدخل الجواب الشقة لأنها مؤمنة و بتصلي و نسيت الحاجة أن تقول لنا أبنها في أنهي يونان يونان البلد أو يونان الخيمة أو يونان المحطة فمستحيل أن يكون في اليونان التي تتبع الإتحاد الأوربي و تطبق كل مواثيق حقوق الإنسان و كيف ابنها كلمها على تليفون دولي و هو في السجن و هل أبنها في سجن به تليفون دولي ؟ و كيف بعد ما مزقت الجواب و حرقته ووضعته تحت الدواسة أتت به لوائل بيه الأبراشي و هل أبنها فيه أي ميزة عن ملايين اليونانيين فهل هو عبقري أو مخترع أو مصلح اجتماعي أو فيلسوف أو مبشر عظيم حتى تضغط عليه بلد بعراقة اليونان لترك دينه يا وائل بيه عيب تستخف بعقول المشاهدين و تأتي بهذه الخرافات و أن كانت هذه الحاجة المؤمنة تكشف لنا عن العقليات المريضة المتخلفة التي نعيش معها و نتعامل معها وهم الغالبية العظمى من المجتمع و ما علاقة الربط بين زواج قاصرات كانوا قبطيات بشابين بهذه القصة الخرافية الواهية و حتى تكتمل فصول المسرحية أب يتهم الكنيسة بخطف أبنته و حبسها في الدير لكي تترك دينها و تؤمن و نسى أن يقول أن أبنته تعذب و أنها حتى الآن صابرة على العذاب و أنها لا تريد ترك دينها صدقت يا وائل بيه كنت أتجول يوماً في أحد الأديرة ووجدت حجرة كبيرة مليئة بالبنات محلوقات الشعر و يجلدن بكربايج و يسكب عليهم زيت مغلي و يصعقن بالكهرباء فسألت من هؤلاء البنات قالوا بعضهم تركن المسيحية فأردن أن نؤدبهن و الأخريات غير مؤمنات نعذبهن حتى يؤمنوا أو يدفعوا الجزية و هن صاغرات و بهذا تكون الاتهامات متبادلة بين الطرفين و تضيع الحقيقة في بلد الحقيقة
#جورج_فايق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعم النبوة و الألوهية بحاجة إلى دليل !!!
-
يا امرأة عظيم هو أيمانك
-
مبرئ المذنب و مذنب البريء كلاهما مكرهة عند الرب إلى الأستاذة
...
-
لم يعد هناك ( أ ) أرنب _ و ( ب ) بطة بل هناك ( أ ) إرهاب و (
...
-
تحية للصوت الصارخ بالحق في برية الخوف و النفاق رد على مقالةع
...
-
السامري الصالح و قبول الأخر
-
الأسلام كرم المرأة ! و الدليل هنا
-
انتخابات مصر (مسرحية من 3 فصول ) يشهدها على المستوى المحلي م
...
-
هم أولى بوحشهم
-
حْبلى قصيدة لـ نزار قباني
-
من أي روح أنتم ؟
-
أزمة كاتب
-
عن الإصلاح
-
متى بأتي ملكوت الله ؟
المزيد.....
-
-لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة
...
-
الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
-
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا
...
-
رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|