أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف مانجستو - حقائق تأبى الغفلة ( 1-2 )














المزيد.....

حقائق تأبى الغفلة ( 1-2 )


شريف مانجستو

الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 13:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دائماً ما أتذكر مقولة رائعة للإمام على بن أبى طالب " كرم الله وجهه" : إن الدُنيا ساعة فاجعلها طاعة ، وإن النفس طمّاعة فعوّدها القناعة . فى مخيلتى شعور جامح يسعى لتفسير وتفنيد هذه المقولة الجادة الحاسمة لأى إشكالية . وعلى الرغم من خلفيتى الفكرية اليسارية ، إلا أننى مازلت على قناعة أن الدين له قراءات وتفسيرات يُجيدها القوم بشتى مشاربهم و مبادئهم .
كم هى عظيمة تلك المقولة . أرى الكون أحوج لتوصيفها وتحليلها ، وذلك فى ظل الحقد المستشرى كالطفح الجلدى على أجساد وضمائر الإنسانية . وفى ظل الأطماع التى سيطرت على النفوس بلا استثناءات . وسأقوم بحول الله وقوته بطرح ما اهتدت إليه نفسى _الآمرة لكُل سوء وكُل قُبح _ من أفكار و أطروحات تُعبر عن وجدانى اللحظى .
(1) إن الدُنيا ساعة
من روعة هذه الحياة أنها قصيرة جداً . لا أمل فى التأبيد حتماً . فالجميع سيموت وسيبلى ، ولن يترك له أثر. وقد جائت الأديان بهذه الحقيقة وجائت أيضاً كُل الفلسفات المادية منها والمثالية بهكذا حقيقة . ومن هُنا نشأت فكرة التطوّر والتغيير فى كُل شىء ، حتى فى طموحات البشر المتنوعة . فالآجال معروفة ومحفوظة عند المولى تعالى ، وعلينا ان نعرف أن الحياة مهما طالت فهى قصيرة ، ومهما علَت فهى بالتأكيد وضيعة وحقيرة. سنتركها يوماً ما ونُدفن بأجسادٍ عارية تنهشها الهوام والديدان . إنها حقيقة لا مفر منها . قال بعضهم : كم من عزيزٍ أذلّ الموت مصرعه .. كانت على رأسة الرايات تخفقُ . أين أصحاب الرايات العدائية لكُل فقير و مريض ؟ . أين أصحاب الرايات البائسة ضد أى إنجاز أو نجاح ؟. أين أصحاب هامان و فرعون وثمود ؟. أين كاليجولا وستالين و هتلر و عيدى أمين ؟.أين أصحاب رايات القومية البائسة ؟. لقد ماتوا و انتهوا .
و لا أنسى مقولة الفيلسوف الرومانى إبكتيتوس ، حيث قال : إنه لا يوجد شر فى هذا الكون . حتى الموت يتحول إلى خادم للطبيعة .
فهؤلاء أصبحوا خدماً لحتمية مادية ولابد . أى تحوّلوا إلى ذرات كالرماد . وهذا منطلق مادى .
إنهم تركوا الضياع والأموال والنفوذ . كما يترك الفقير بؤسه و شقائه ولابد .
(2) فاجعلها طاعة
الطاعة لها أوجه مختلفة . منها الطاعة لله فى القلب وفى العقل وفى الضمير وفى البدن . أن تستشعر قدرة الله عليك . ألا تخشى أحد إلا الواحد الأحد . أن تعلم أنك فى تلك الساعة التى ستعيش فيها ، عليك واجبات أخلاقية واجتماعية تجاه نفسك وأهلك ومجتمعك و للبشرية.وعلى الجميع أن يُقدّر قيمة ما يقوم به من إنجاز ، لاسيما الإنجاز الذى له علاقة بخدمة البُسطاء والمحتاجين . فالطاعة الشاملة فى تقديرى تكمُن فى إرضاء القلوب البائسة وتطمينها من مخاطر مُحدقة . من الطاعة أيضاً احترام رغبة الآخر فى تبنى ما يشاء من أفكار و عقائد . فالكون كله خُلق للجميع ، وليس لفئة مُعينة تحكُم بقانون القوة والبطش . من الطاعة أيضاً الوقوف بكلمة الحق أمام سلطان جائر . فقول الحق يحتاج إلى قلوب قادرة على التصدى والمُثابرة واليقين التام بنصر الله عز وجل . ومن الطاعة أيضاً تأتى فضيلة الزُهد فى الدنيا ، والمقصود هُنا هو التخلّى عن كُل أطماع دُنيوية حقيرة ، قد تقود صاحبها إلى الهلاك . فالزُهدُ يصنع عقول مُضيئة ويُعطى للقانعين بريق . والزُهدُ هُنا لا يتعارض مع أى طموح إنسانى ، بل يكون وقاية من أى سقوط مُزرى . و أُنهى مقالى هذا بمقولة الخليل ابن أحمد الفراهيدى _رحمه الله _ حين أراد الأمير أن يصله بشىء من عرض الدنيا . فقال له الخليل " إنا مُستغنٍ عنك بالذى أغناك عنى ". فلنتدبر ونتعظ



#شريف_مانجستو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم عيال عيال
- الحب من غير أمل
- سماء سوريا مُحرقة
- إسرائيل كيان إرهابى
- لحن الأمل
- طنط سامية شنن
- شاطىء الحقد
- عصام حجى .. بين الرغبة والهذيان
- جمهورية تركيا الإخوانية المُتحدة
- الصحة المصرية فى خطر
- الإجابات السبعة لأسئلة يسرى فودة (2-2 )
- الإجابات السبعة لأسئلة يسرى فودة (1-2)
- المكارثية فى مصر
- دونالد ترامب والمعسكر الديمقراطى
- و انتصر القضاء المصرى على ثورة الشك
- جماعة الإخوان المسلمين و بئر الخيانة
- مصر أكبر من أى ميليشيا
- انقلاب حماس الدموى بعيون مصرية
- أحزاب المعارضة المصرية تحتضر
- الشعب المصرى و الثقافة الاستهلاكية


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: 400 مستعمر يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيا ...
- ثبت تردد طيور الجنة الجديدة على القمر الصناعي بجودة هائلة
- في اليوم الثالث من عيد الفصح اليهودي.. الاحتلال يحول القدس ل ...
- آخر تطورات ما يجري بالضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك
- اليوم الـ84 من العدوان المستمر واقتحام المسجد الأقصى ودهس مج ...
- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف مانجستو - حقائق تأبى الغفلة ( 1-2 )