بوجمع خرج
الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 16:49
المحور:
الادارة و الاقتصاد
صار المواطن عبارة عن مستهلك عبثي في مملكة تنامت فيها الرذيلة التي أصبح فيها المفسد يكرم وخائن الأمانة عديم الضمير المؤسساتي يوظف السلطة مزاجيا باسم الدستور والملك.., في لا أخلاقية المؤسسات والتربية على مواطنة بيزنيسية البرلمان بالمفهوم المنحرف لكلمة بيزنيس.
إنه من جهة زمن مقاولاتية البرلمان في خوصصة مقنعة، وحريمية الكوطة بما تعنيه من اصطناعية الديمقراطيات، ومن جهة أخرى زمن البرلمان المعبد في طوطمة من وتنية المذاهب.
لم يعد المواطن يهتم بقيمته كإنسان وقد أصبح معتادا على حياة المذلة في مدينة الرذائل حيث الثقافي لا قيمة له ولا حضور له سوى لهو فاسق منحرف يتطبع عليه المواطنون في مناسبات الرذيلة منذ الطفولة.
فعلى مستوى الثقافة أصبح السفيه فنانا مغنيا يردد المعاني الجنسية العارية ولا يهم النوطة الموزونة أو تنظيم الكلام في المعاني النظيفة، تعد له البرامج والمنصات ويخصه الإعلام وصفات إشهارية ليتجمع حوله المواطنون في سهرات التبذير....
إنه زمن تحول فيه الحب إلى الفسق، ولم تعد أسر اليوم سوى تعبيرا متطرفا متضادا بحيث من جهة خلية النفاق والخيانة...ومن جهة أخرى خلية الخرافات والأساطير في توتين المذاهب... وضاع الدين الوسط، بما استقطبت فيه أجيال الغد انحرافا.
وفي نفس السياق تقدم مزخرف الأوراق سذاجة يتعالى على الفن الأكاديمي في متجهة بدائية المواطن على شاكلة بهائمية الكينونة، بما أضاع الانسجام مع الذات روحيا وفكريا عاطفيا وعقلانيا
إنه زمن ميوعة الذوق... فكان انفصام المجتمع بما سهل تفشي الظواهر الموضوية المخربة...
فأما مهرج خشبة مسرح الضحك المجاني في كاريكاتورية الكلمات فهو شهادة تدني الجامعات وقد تحولت أحيائها إلى أوكار لأنواع الانحرافات ومدرجاتها صور صراعات الياس...
إنه زمن موت جودة الإنسان المغربي أصلا والممغرب لاحقا....بحيث حرام العيش يوزع مناصبا عليا على طاولة الحكومة يتناوب عليها من دخل اللعبة بلعبة، أي بشروط مسبقة فرضت التنازل عن البرامج الانتخابية...
هي الحالة ذاتها اليوم تتمأسس في انتخابات 2016-10-07
فعلى المستوى السياسي لم يعد من هم للنخب سوى إعادة المحاولة لعلها تصل الكراسي باللعب على وتر عاطفة المواطنين الذين تحولوا إلى قطيع... بحيث بدل اتخاذ قرارات قوية ترقى بالمواطنين ها هو الناخب ينزل إلى المستوى العام دون المتوسط، بمرجعية أن السياسي المحنك هو الذي يعرف كيف يخاطب الناس بلسانهم... فكان من السهل أن يتهافت ورائه المواطنون البسطاء في القرى والمدن المهمشة جريا وراء سراب الوهم والوعود الزائفة ....
لم يعد يهم الشرف والكرامة .... فالمواطن أصبح لاجئا في وطنه يتلذذ التصدق مناسباتية فصار كما سبق للغيوان أن صاحت: بنادم عباد اللومة.
إنه زمن الشعباوية ورذالة الخلق تسود.
ولعل أخطر ما في هذه الرذالة هو غياب الوعي بهذه الرذالة، اللهم قلة هم من انتبهوا فضلوا العزوف أمام قوة اندفاع القطيع...
فلربما علينا أن نعود إلى مدرسة المواطنة التي أفرزت هذه الأزمة لمجتمع صارت فيه التسلية المعتوهة تؤخذ مكان الروحي والمعنوي بمشتقاته من ضمير والأخلاق الإنسانية....
#بوجمع_خرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟