أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - حوارات المنفيين- 6















المزيد.....

حوارات المنفيين- 6


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 390 - 2003 / 2 / 7 - 03:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                 حوارات المنفيين
                                             - 6 -   
 
 
                                    


تشير للأحمق بإصبعك ناحية القمر
فيحملق في طرف الإصبع.  *

يحملق الاحمق في اصبعك ،وبعد ان تنقل نظرك بإتجاهه، سترى عينه توحّدت بأخراها، في نظرة عميقة، نظرة تودّ انتّ معرفة رغبتها.
 ستقول ؛ الرغبة أعمق من وجع القلب ، وتحزن لنيتشه ،لأنك لا تبصره في عينيه،ستنسى يدك معلقة في الهواء،كي يعدّ عليها امله في الوصول الى الشتيمة، سيبصر بقعة لون على طرف اصبعك ، سريعاً يتوهمه لون حبر، فيتهمك تومئ بالكتابة العالية،لكنه سيتدارك بنصيحة الإقلاع المعروفة حين يعرف انه لون التبغ !.
 ربما لايترك وقتاً كافياً حتى يبادرك ،باطلاً، بالخروج على السماء، الحاداً ،وتحدياً،سباً، يبصره بالسبابة وانت تبقيها في الاشارة.
 تصرخ بريء اليد والامنيات: لا... انه القمر،القمر،القمر هناك، ربما يقول لك ؛ وإن.
 سترتبك وتخاف، فلا تمعن بالصراخ، متذكراً عقوبة من يسمع القول ولا ينطقه اتباعاً ، سيكون لسانك ثقيلاً في لعاب فمك المرّ متذكراً الدم يقطر من لسان مقطوع لمن عاقبه مقنّع اخر لا يتخفى بالاسم المستعار وحده، بل تحت قناع اسود لفدائي يضحي بحياته ولا يعلن ملامحه اكراماً للحقيقة.
وحين تتذكر مكرمة العفو التي تناقلتها الفضائيات، برفع تلك العقوبة ،إهدأ،ولا يلهك الامل ،خفْ قليلاً ،ربما استحدثوا للاصبع عقوبة القطع كالاذن، خفْ قليلاً،لكن لا تتحرك لا تحرك اصبعاً قرب اخر ،فحركة الابهام على السبابة ،تلك اشارة النقود،كلها نقود ايها الشاعر ، في القول نقوده ،وفي الاشارة لمعان القصد، وعليك ان تنجو.
 بررّ اصبعك بإشارة التوحيد. وكررها ؛انه القمر، القمر،القمر هناك ،ولابد ان تقرأ له مايتيسّر؛ اقتربت الساعة وانشق القمر،وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر.‏وقبل ان تكمل لن يقول لك: شاعر مجنون ،سيقول ؛من شعراء النصب والخديعة وفنّ الخلوة الشعرية،لكنك ستكمل؛وكذبوا واتبعوا اهوائهم وكل امر مستقر.  تحقيقاً سيقول لك؛اين الامر والمستقر في سبابة تشير الى القمر؟ لحظتها تذكـّر اكثر منه العارف البصري، وستقول ذكراه،في كلمات رجل عرضت عليه وزارة المعارف وهو في السجن فرفض، واذ يسألك عن نبأه ،قل هو سيد قطب القائل:(إن إصبع السبابة الذي بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا  يقر به حكم طاغية)، قل رفعاً صوتك اكثر ؛ انه القمر ، القمر، القمر هناك، وقبل ان يقاطعك الاحمق؛ الكلاب؛ الكلاب تنبح القمر، ابك كثيراً؛
فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر
 
لا تخفض يدك،لا تخفض الحزن،وابلغ الاحمق ملياً ان كرادلة الجزيرة مات اعماهم،ولم يبصر القمر ،كان البيت طوع يديه،و كانت الجهات كلها خلفه،و ينحني خلف قداسته قطيع الملايين. مات غير مؤمن بالاشارة، ودوران الارض.
 انه ظلام الاحمق الذي يقرأ اصبعك الان،الظلام الذي لم يطفأ صرخة غاليلو، وهاهو ظلام الاعمى يتحقق في الاحمق.
ابق في اشاراتك حلاجاً تمتلىء جبته بالله ودم الحسين،وليبق الاحمق في غوغاء قطيعه.
 اشرّ عالياً ،لا تخفض يدك، حتى؛
كأن يداً من وراء الضريح                                  حمراء مبتورة الاصبع
مدت الى عالم ٍبالخنــــوع                                والضيم ذي شرّق ٍمتـــرع
ربما يحتفظ لك بصورة من رفحاء التصحر، وعليك فيها بعض هذا العزاء،يحتفظ بها ليضعها في سقيفة اخرى، ربما يحملق ملياً في اصبعك الاخر الذي لم تضيعه في الحرب، ليبصر لمعان الزوجة في اليد،خاتماً،واشارات،وسيضطر للولوج بدقائق حياتكم وخصوصيات العائلة, امعاناً في الفضيحة، دعه لما يتكدر منه، يحدق في اسرارك، دعه يفعل دعه يمرّ.
خفْ قليلاً ،لا تخفض يدك،ولا تبسط قلبك كل البسط. خفْ قليلاً ، من سلطة السهل الممتنع بين يديه، والقتل في احلامه.
لكن ماذا ستقول له وهو الخبير بفن السياسة ، وانت خبير العزلة ، والخلوة.  سيقول لك؛ الاشارة، ليست السبابة وحدها ، انها علامة النصر كاملة رفعتها بوجه الكتابة ايها الرافضي، ستقول ؛لا دخل لصدام بها، انها نصر المسيح، والمسيح منـّا اهل الفجيعة.
سيقول؛ اشارة نصر تشرشل، سيأمْر ِكُ اصبعك، فتقول؛ اما الوسطى فإشارة حرب تعرفها ، والسبابة اشارة  لما احرزه تشرشل في نوبل للاداب  1953،فكان يقول احرزت الادب والحرب معاً... هل تفهم؟.

لا تخفض يدك ،اشرّ ملياً ،و عشْ شعرك، لم يكن هذا بأول اغتيال لك فتموت،ايها الشاعر، لا تحزنك كثرتهم ،تعزى بك،و ليكن الصمت قبرك الدفيء....... عزلتك، متـْها مليأً، وامحضهم الاشارة موتاً، كأول موتك امام المقنع الفدائي،وكآخر صمتك امام المقنع الكتابي، متْ كنخل الجنوب في اشاراتك ووقوفك، تعزى بالشعر، بقول الالماني الجميل هاينريش هاينه:
                       الجنة الجديدة تجذب العديد من المخطئين القدامى.

وتعزى حثيثاً بقوله الآخر:
نادراً ما فهمتموني
و نادراً ما فهمتكم ،
أما عندما نسقط في الوحل
فعندها نتفاهم فوراً

*  مثل من الشعرالصيني
 
 
 


 




#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات المنفيين - 5
- متابعات صحفية - 47
- حوارات المنفيين
- حوارات المنفيين
- 2003 ايها العام .. الخاص
- حوارات المنفيين
- الحقيقة اعزّ من افلاطون
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- الاجيال الشعرية تحتفي ب كمال سبتي في مدينة لاهاي
- متابعات صحفية -37
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- ليس كل ناج ٍ حكيماً
- القلعة الحصينة.... صداميينغراد


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - حوارات المنفيين- 6