أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ياسر سعد - !!ليبيا ....والايدز السياسي














المزيد.....

!!ليبيا ....والايدز السياسي


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1412 - 2005 / 12 / 27 - 15:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كما هو متوقع فقد صدر قرار من المحكمة العليا الليبية بإلغاء أحكام بالإعدام صدرت بحق خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني أدينوا بتعمد حقن أطفال ليبيين بدم ملوث بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز)، كما أمرت المحكمة بإعادة محاكمتهم أمام محكمة عادية. في حين رحبت الحكومة البلغارية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالقرار وقال الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف اثر اعلان القرار "لقد الغيت الأحكام بالاعدام التي لم تكن عادلة, نتمنى ان تساعد الفعالية والسرعة التي ابانت عنهما المحكمة العليا الليبية في حل القضية في اسرع وقت ممكن." وقال ديميتار تسانشيف، المتحدث باسم وزارة الخارجية البلغارية، إن القرار على ما يبدو يقر بوقوع مخالفات إجرائية جسيمة في المحاكمة الأولى. من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جستن هيجينس ، القرار بأنه "إيجابي". فيما أعربت إيما ادوين، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، عن أملها في أن "يؤدي القرار إلى حل سريع وعادل."
حكم المحكمة الليبية كما يراه المراقبون يأتي كمحاولة لانهاء المواجهة القائمة بين ليبيا والغرب. فالقرار جاء بعد أن نظرت المحكمة العليا بدعوى استئناف مقدمة من الممرضات الخمس ومن الطبيب الفلسطيني الذين كانت قد صدرت بحقهم أحكام الإعدام رميا بالرصاص في مايو / آيار 2004 بتهمة التعمد بإصابة 426 طفلا بفيروس الإيدز في مدينة بنغازي. وقد توفي خمسون طفلا منهم منذ ذلك الوقت. ولطالما دفع المتهمون الستة، الذين قضوا في السجن ما يقرب من سبع سنوات، ببراءتهم من الاتهامات الموجهة إليهم، وقالوا إنهم اتخذوا اكباش فداء لتدني مستوى النظافة والصحة العامة في المستشفى الذي وقع به تفشي المرض. وقال المتهمون إن اعترافاتهم الأولى انتزعت منهم بواسطة التعذيب. الحكومة الليبية كانت قد المحت مؤخرا إلى احتمال إبطال أحكام الإعدام في مقابل مساعدة العائلات. وكانت ليبيا وبلغاريا قد اتفقتا مؤخرا على إنشاء صندوق لتعويض عائلات الأطفال الذين تقول إنهم حقنوا بالفيروس.
ليس بمقدورنا بطبيعة الحال ان نجزم ببراءة او جريرة الممرضات والطبيب الفلسطيني والذين سبق وان ادينوا بالتسبب بمقتل العشرات من الاطفال الابرياء. ولكننا وبشكل حاسم نستطيع ان نقول ان الحكم القضائي الليبي كان سياسيا وبالدرجة الاولى. فالحكومة الليبية والتي سلمت بمطالب الادارة الامريكية ان كان من جهة التعويضات الفلكية لضحايا لوكربي وغيرهم او كان من جهة تفكيك برامج الاسلحة الليبية والتي انفقت عليها الحكومة المليارات من اموال الشعب الليبي المسحوق, الحكومة الليبية وجدت نفسها مضطرة لانهاء وطي ملف الممرضات البلغاريات حتي يتم قبول نظامها البائس في المجتمع الدولي والذي يستخدم قضايا حقوق الانسان والديمقراطيات حينا والقوة المفرطة حينا اخر للهيمنة على مقدرات الاقتصادية للدول الضعيفة ان كان على شكل تعويضات او صفقات اسلحة او احتلال مباشر. الموقف الليبي الاخير اظهر وبجلاء ان الدول العربية وبشكل عام مصابة بمرض انهيار المناعة السياسي – الايدز- فتلك الدول والحكومات تسخر امكانياتها الاقتصادية واجهزتها القضائية ومناهجها التعليمية لتتحصل على الرضى الغربي عموما والامريكي على وجه الخصوص حتى تتمكن انظمتها من البقاء على سدة الحكم. لا اتصور ان القضية سيتم إغلاقها بإلغاء احكام الاعدام على الممرضات البلغاريات, بل اكاد ارجح ان يتم دفع تعويضات لهم على سوء المعاملة التي لاقوها في السجون الليبية وربما يتم الاعتذار منهم على ما اصابهم من التعذيب والذي قادهم للاعتراف بما لم يقترفوه ومن المحتمل ايضا ان ترمي الحكومة الليبية باكباش فداء من الضباط الصغار المتورطين بالتعذيب من دون علم حكومتهم والتي اشتهرت في الافاق بحسن معاملتها لمواطنيها المستضافين في سجونها. بقي ان نتساءل عن احوال الابرياء من السياسيين الليبيين الموقوفين في المعتقلات والسجون الليبية والذين لا بواكي لهم, لماذا لا يطالب الغرب بمعاملتهم بُعشر ما يطالب به من جهة البلغاريات؟ ثم اذا كانت البراءة من نصيب الممرضات البلغاريات من اصابة مئات الاطفال الليبين بمرض الايدز في المستشفى الحكومي, فمن هو المسؤول؟ وهل سيتم محاكمة مسؤولين ليبيين على هذه الجريمة واصدار احكام مشابهة للاحكام الملغاة بحق الممرضات الغربيات؟



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟
- ! اللبواني والدولة السورية...بين المس بالهيبة ومشاعر الخيبة
- بشار الاسد...رئيس واهم ام حالم
- فرنسا ...وحصاد الهشيم
- جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى
- الوزير صولاغ إذ يمتدح السياسة السعودية
- العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء
- إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض
- إسلام قس ايطالي...وثقافة الخزعبلات
- العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد
- الخادمة الاندونيسية شاهدة على انهيارنا الاخلاقي
- هل يعين مبارك شعبولا نائبا له؟
- الانظمة العربية..بين الاصلاح الامريكي والسلام العبري
- الانتخابات العراقية...باطلة وبالثلاثة
- قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب
- التايم تختار ماهر عرار ..الشخصية الكندية لعام 2004
- المأساة الآسيوية..والدور العربي
- الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ياسر سعد - !!ليبيا ....والايدز السياسي