أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فاطمة ناعوت - على مقام الهُزام














المزيد.....

على مقام الهُزام


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 10:04
المحور: بوابة التمدن
    


=========

تتذكرُ طفولتُنا تلك الأبياتِ الحانية، المُنغّمةَ على مقام "الهزام" الهادئ، الذي يخترق شغافَ القلب ليملأه طمأنينةً وفرحًا. “طلعَ البدرُ علينا/ من ثنيّات الوداع/ وجبَ الشكرُ علينا/ مرحبًا يا خيرَ داع". ومقامُ الهُزام سُلّمٌ موسيقيّ من سلالم مقام السيكاه، وهو المقام الشرقيّ الذي يترك في النفس شعورًا بالقِدَم والطرب الهادئ والعشق الموغل. مقامٌ موسيقي ساحر، يستخدمه المقرؤون عادة في تلاوة الآيات القرآنية التي تصف الجنّة ورَغَدها، لما يمتاز به مطلعُ المقام من عذوبة ورقّة ومَسٍّ من الحنوّ والعطف.
أما كلمات النشيد، فمستقرٌّ في وعينا أن ولدان أهل المدينة المنورة (يثرب قديمًا)، أنشدوها لحظة ظهور موكب الرسول عليه الصلاة والسلام، على مشارف يثرب، مهاجرًا من مكّة المكرّمة، في مثل هذا اليوم الذي صار رأسًا للسنة الهجرية، التي نحتفلُ اليوم ببذوغ عامها الجديد 1438 هجرية. لكن أهل الحديث لم يُقرّوا بذلك، واختُلِف حول متى وأين أُنشِدت تلك الأنشودة الجميلة. فقيل إنها كانت عند قدوم الرسول من غزوة "تبوك"، ولكن الأكثر شيوعًا هو ما قاله الإمام البهيقيّ، وما نعرفه منذ طفولتنا، إنها أُنشدت لحظة اكتمال الرحلة الشاقة للرسول وصحبه من المهاجرين من مكّة إلى المدينة يثرب، عام 622 ميلادية. وكانت لونًا من احتفال الأنصار بمقدم الرسول والمهاجرين معه. وأيًّا ما كان متى وأين أُنشدَت، فإنها تظلّ ركنًا ركينًا من ذاكرتنا العميقة، وتراثنا الديني الخالد.
وأما "الثَّنيّة" في اللغة، فتعني الطريق إلى الجبل. و"ثنيّة الوداع"، هي مكان يقع عند مدخل المدينة المنوّرة، وكانت مكان توديع المسافرين منها.
شدّت بتلك الأنشودة المطربةُ المصرية "سعاد محمد"، وهي تجسّد صوت "الشيماء" شادية العرب، وأخت الرسول في الرضاعة، في الفيلم الشهير التي جسّدته بعبقرية الفنانة الجميلة "سميرة أحمد” مع الفنان الاستثنائي “أحمد مظهر” الذي أدى دور "بِجاد" زوج الشيماء، الذي أسلم اختيارًا وقرارًا بعد طول عداء للرسول عليه الصلاة والسلام. وتقول كلماتُ الأنشودة التراثية:

طلع البدرُ علينا .. من ثنيّات الوداعْ
وجبَ الشكرُ علينا .. ما دعي لله داعْ
أيها المبعوثُ فينا .. جئتَ بالأمر المطاعْ
جئتَ شرّفتَ المدينة … مرحبًا يا خيرَ داعْ

طلع البدرُ نبيًّا ... ورسولا عربيًّا
ينشر القرآن نورًا ... وضياءً قُدُسيًّا
ولكَمْ بِتنا حياري ... وارتقبناه مليًّا
فبدا اليومَ جليًّا ... من ثنيات الوداعْ

طلع البدرُ علينا … ومن النورِ ارتوينا
برسول الله قري ... يا رُبا يثربَ عينا
هبةُ الله إلينا … من يفي لله دينا
وجبَ الشكرُ علينا ... ما دعى لله داعْ

طلعَ البدرُ مُبينا … رحمةً للعالمينَ
وبشيرًا ونذيرا … منقذًا دنيا ودينا
نحن بالله هُدينا … واستجبنا فحيينا
أيها المبعوثُ فينا … جئت بالأمرِ المطاعْ

---
أنصتوا للكلمات الحانية، والموسيقى الآسرة، وصوت سعاد محمد الشجيّ على هذا الرابط، ثم صلّوا على المُصطفى:
https://www.youtube.com/watch?v=1asISuLrBL4

وكل عام واللهُ ساكنٌ في قلوبنا، لنغدو أكثر رحمةً وأكثر محبَّةً وأقل عنصرية وتباغضًا.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ثنيّات الوداع
- الجمال المستحيل
- العلاقمة... قرية مصرية جميلة
- القديسةٌ أم الأمُّ؟
- رسائل محمد بك وفاطمة هانم
- ((قصيدة ((ليلى))
- على طريقة تشارلي تشابلن
- هي العصافير متوحّشة؟
- -تحوت- …. ربُّ القلم والنيروز
- حوار مع أبي: وألحقني بالصالحين
- بيان فاطمة ناعوت حول البوست الذي تُحاكَم بسببه
- هل نحب مصر؟ هل نحن فاسدون؟
- يا شيخَ الطيور.... سلامات
- شايلوك البرلمان المصري
- وصفات سحرية للقتل الشرعي
- سلامٌ عليك أيها الفارس
- توضيح الواضح في فوضى التعريفات
- اسم الصليب عليكِ!
- يومي الأول بالمدرسة
- خرج م الطابور يا خروف!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فاطمة ناعوت - على مقام الهُزام