أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مولاي عبد الحكيم الزاوي - نفسانية التواكل














المزيد.....

نفسانية التواكل


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 01:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نفسانية التواكل
ذ: مولاي عبد الحكيم الزاوي
ثمة الحاضر أو "نار الأسئلة" التي تلازمه، وثمة "الوعكات السياسية" و"العياء الاديولوجي" و"الكاريزمية الجوفاء" المتطاحنة في زمن الهويات السياسية والعقدية، والاستبلاد المنمط بأقنعة صناديق الاقتراع، التي دفعت بروني كاليسو، واحد من مشرحي منجزنا السياسي المعاصر، يصيغ مقولة "التكرار" كبراديغم محايث لتاريخانية فعلنا السياسي.
فداخل "الدولة الصارمة" التي قضت بدولنة المجتمع، وبجعل السلطة تنغرس بشكل مثير في فضائنا اليومي، وقامت باستبعاد الإنسان من دائرة الضوء نحو أقبية النسيان، تعليما وتثقيفا، تربية وتنشئة... وعبر مقولة "الدولة المسرح" لرائد انتربولوجيا الأديان المقارنة كليفورد كيرتز، تكونت هذه النفسانية المغربية، العصية على الادراك والاستيعاب، المتمردة على كل مقاسات التحليل النفسي المعتادة، المنحلة من كل التوصيفات السوسيولوجية، التي تربت على الانهزامية والتواكل، على الخنوع والانبطاح، على الاستنجاد بالأجنبي في لحظات التيه والضياع، على الانشداد الوجداني للميثولوجيا، كلما عجز مدركها العقلي عن تفكيك الأشياء، على التماهي مع الاستبداد السياسي، الماتح من تجربة المخزن التاريخية، على الاستسلام الوجودي من الاخر المتفوق في لحظة عدم.
نفسانية تاريخانية استدمجت القابلية للأشياء، وقضت بأن تكون على هامش الوقائع، كما ارتضت القابلية للاستعمار، كما تفصح عن ذلك "استبانة" العروي الأخيرة، ورضت أن تعيش خارج "مداراته الحزينة"، بل وتقاذفت "طاجين" لحظة الإستقلال بعبارة رجل الإقتصاد الراحل ادريس بن علي، دونما احساس بعمق اللحظة السياسية، وبمسؤولية الزمن التاريخي، وما تقتضيه من حس وطني مرهف، ومسؤولية أخلاقية في تدبير أشد اللحظات عتمة في اسطوغرافيتنا التاريخية، فهل تلخص مأساتنا حاضرا في تواكل نخبنا مع الفساد، في تماهي الحماية "كمنظومة إصلاح نصا" مع تقاليد مغربية منغرسة في وجدان المغاربة، ورعايتها لمغرب الاستقلال ؟
فمن واجب الإنسان إما أن يموت واقفا على قمة جبل، أو أن يكون ممددا على تبن زنزانة مظلمة، لا منزلة بينهما، فهل أضحت نخبتنا في واقع الحال أقل وطنية وحماسة من نخبة الأمس؟ نخبة علال الفاسي والمهدي بن بركة وعبد الله ابراهيم وعبد الرحيم بوعبيد...؟ وهل العائق الأكبر هو أنفسنا كما أفصح عن ذلك صاحب الاختيار الثوري؟ مستعيضا بنفسه عن نظرية المؤامرة والتكالب الأجنبي التي عمرت ردحا من الزمن في أفئدة مثقفينا دون أن تجد مسوغات لتبرير هذا التأخر الحضاري.
ولأن "التاريخ دائما معاصر" بعبارة كروتشي، فلأنه يمكننا من إدانة أذناب الاستعمار الجديد، وسدنة تهجير النظريات وتوطين المفاهيم وغسل العقول، وتنميط الواقع، فحينما يغدو الفكر- التاريخ، مجرد وعاء للتوليف ودغدغة العواطف، وحشد الذاكرة بالملاحم، مفتقدا إلى تشخيص وتحليل واقتراح لسرديات كبرى، تجيب عن انتظارات الفرد المغربي، تلتزم بقضاياه اليومية، تنهجس بآلام وأمال من هم تحت، من يئنون في دهاليز النسيان، ومطامير معذبي الأرض، نكون قد غادرنا طوعا الزمن التاريخي دون استئذان، ويكون "مثقفونا" مع قليل من التحفظ والارتياب في حالة نشاز، كمن يصارع طواحين الهواء، ونكون بذلك، نحيا زمن أفيون المثقفين، كما زعم السوسيولوجي الفرنسي ريمون ارون؟ وزمن مكر التاريخ بالتوصيف الهيغيلي، الذي يكتب خفية عن الأنظار، يصعد منه المفبرك، وينغمر الأثير في أجنحة الظلام.
ولأن الذي يحرك هواجس الواقع اليومي هي القراءة، وخارج أنطولوجيا الحاضر لا معنى للقراءة، في مجتمع يدمن الجهالة والتكلس، ويتنطع بالاستبداد، ويخاصم طوعا الزمن التاريخي، فإن طريق الخلاص، تعدو متعذرة في وصف وضع ألف "الجمود على الموجود" و" الاستقرار في ظل الانحطاط"، وتغدو معه مقولة العروي أكثر معقولية في فهم هكذا واقع "لا يخلصنا من هذه المحنة سوى معجزة"، دونما تعسف على زفرات التاريخ، وتجني على تمردات الزمن، ومصادرة لحقه في الهدم واعادة البناء.



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مولاي عبد الحكيم الزاوي - نفسانية التواكل