توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1412 - 2005 / 12 / 27 - 15:41
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
قرأت فيما قرأت ان المواطن الاسرائيلي يقرأ بمعدل 7 كتب في السنة وبمعدل300 كتاب في عمره
على الفور بادرني الجني المشاغب في بالسؤال
وكم كتابا يقرأ العربي في عمره كله..؟!!
بحثت ونقبت وفتشت فلم اجد جوابا شافيا لانه فيما يبدو ان الاجابات الهزيلة والمخجلة تتوارى وتختفي وليست لديها بجاحة انصاف المتعلمين والمثقفين والمدعين..!!
عرفت ان كتابا قيما جدا طبع 2000نسخة احتاج الى خمس سنوات كاملة لكي تنفذ نسخه في السوق الثقافية العربية الممتدة من المحيط الهادر الى الخليج الثائر..!!
وأعرف كتابا وشعراء على قفا من يشيل ولديهم مخطوطاتهم الابداعية التي عنست وشاخت دون ان تجد ناشرا حقيقيا لان معظم دور النشر مفصلة على مقاس هذا الامبراطور أم ذاك حسب المعايير السياسية والجنسية الموجودة في السوق
العرب للاسف شعب غير قارىء بمشيئة الحكام وبهوى اللهو والاسترخاء ..هذه حقيقة وليست من باب جلد الذات..
العرب يرزحون في امية متحجرة ومركبة في وقت تحتفل فيه اليابان مثلا بالذكرى الخامسة لوداع أمية الكومبيوتر ..!!
العربي غالبا لايعرف الكتاب الا عند "كتب الكتاب" وهو يعتز باميته وبعولته ويفاخر بجهله ويتيه شرفا بامته التي انجبت صواريخ عابرة للقارات من طراز نانسي وهيفا ونوال و…روبي
يكفي العربي اعتزازا ان لديه رصيدا لاينضب من الفضائيات الكاسيات العاريات يغنيه عن امهات الكتب وعماتن وخالاتهن..!!
وللحق فان الامجاد والانتصارات العربية تتوالى بما لايدع مجالا للشك في فروسية العنصر العربي وفحولته ولا أدل على ذلك من الانتصارات الرياضية المحلية وسحق الخصوم ولو بهدف من تسلل واضح..!!
نعم..
انها مقارنة غير مهذبة وغير بريئة بين عدو عاقل وبين أخ جاهل
فالاسرائيليون يقرأون عنا كثيرا ..ويعرفون عنا أكثر بضغطة زر
بينما نحن العرب العاربة لا نفك الخط ولانعرف موطىء أقدامنا في ظلمة التعود والاستسهال والغفلة
وكأننا نسينا أول أمر للعباد من رب العباد..
اقرأ..
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟