الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والثوابت الفاسدة والتخلف العربي

انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 17:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يمثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, وامتداده من الإتفاقيات الدولية الإنسانية مثل العهدين الدوليين للحقوق السياسية والمدنية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية, مرجعية إنسانية عامة فوق كل المرجعيات الخاصة (المرجعيات الخاصة يعود أصلها إلى عصور التوحش واستعباد الإنسان للإنسان), وبالتالي فإن كل ما خالف حقوق الإنسان, من عرف أو عادة أو قانون أو حكم ديني, هو أمر فاسد وباطل, ويجب أن يسقط لا أن تسقط حقوق الإنسان بحجة أن ما يخالف حقوق الإنسان خصوصية أو ثابت من الثوابت الدينية أو الثقافية.

وبنظرة بسيطة في حقوق الإنسان سنجد في مجتمعاتنا مخالفات صارخة لهذه الحقوق, منها:
• عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات يخالف المادة (1) والمادة (2) من حقوق الإنسان.
• العقوبات البدنية, كالجلد والقطع والصلب والقتل (القتل صلبا ورجما عمل في قمة الوحشية), تخالف المادة (5) من حقوق الإنسان.
• وصاية الرجل على المرأة البالغة السن القانونية يعارض الأهلية الكاملة وهذا يخالف المادة (6) من حقوق الإنسان.
• تقييد حرية المرأة في التنقل والسفر يخالف المادة (13) من حقوق الإنسان.
• القوامة, وتزويج القاصرات, وإرغام البنت أو المرأة على الزواج, كل ذلك يخالف المادة (16) من حقوق الإنسان.
• غياب الديمقراطية الحقيقية يخالف المادة (21) من حقوق الإنسان.
• المناهج الدينية التي تزرع الكراهية الدينية تخالف المادة (26) من حقوق الإنسان.

ويمكن القول إن غياب ثقافة حقوق الإنسان ومحاربتها بحجة مخالفتها للثوابت, وعدم تمتع الإنسان العربي بأبسط حقوقه, سبب لإنعدام الديمقراطية. مجتمعات لا تفقه حقوقها, بل قد تعاديها, كيف يمكن أن تمارس وتطبق وتنعم بديمقراطية حقيقية؟

التخلف الحقيقي هو عدم وعي أفراد المجتمع بحقوقهم وعدم اقتناعهم بها نظرا للوعظ الديني الفاسد. ولذلك فالتحدي الأول لإنتشال هذه المجتمعات من وهدة التخلف هو إنتشال العقل العربي من مخلفات ثقافة الماضي؛ ثقافة الإستعباد والغزو وتمجيد القتل والقتال, ثقافة رجل القبلية المتوحش الذي يرى أن أعلى مفاخره نحر خصومه المنافسين له أو لقبيلته في المرعى والنساء, الذي انعكس على الإسلام, وذلك بنشر حقوق الإنسان على نطاق واسع وجعلها من الثقافة العامة, وكذلك الحجج الفلسفية والأخلاقية التي تبرر هذه الحقوق. لذلك يشكل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, وخلفيته الفلسفية, برنامجا ممتازا ومختصرا للإصلاح الثقافي والإجتماعي والسياسي.

هامش:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملخص بمثابة عناوين عريضة لمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
(1) المساواة في الكرامة والحقوق. (2) بطلان التمييز بين الناس لأي سبب كان, سواء الجنس أو الدين أو غير ذلك. (3) الحق في الحياة والحرية والسلامة الشخصية. (4) بطلان الاستعباد. (5) السلامة من التعذيب والعقوبات القاسية والوحشية والحاطة بالكرامة. (6) الاعتراف بالشخصية القانونية للإنسان. (7) المساواة أمام القانون. (8) حق التقاضي ضد أي انتهاك لحقوق الإنسان. (9) السلامة من الحجز والنفي التعسفي. (10) حق المتهم أن يمثل أمام قضاء مستقل ونزيه وعادل وعلني. (11) (أ) المتهم برئ حتى تثبت إدانته بمحكمة عادلة علنية. (ب) لا جريمة إلا بقانون صادر قبل إرتكاب الجريمة. (ج) لا توقع عقوبة أشد من العقوبة التي ينص عليها القانون. (12) حق الخصوصية. (13) حق التنقل والسفر والعودة بحرية. (14) حق اللجوء من الإضطهاد. (15) حق التمتع بجنسية ما, وبطلان حرمان الفرد من جنسيته أو تغييرها. (16) (أ) حق الزواج للبالغين من الجنسين بدون قيد, على أساس المساواة في الحقوق بين الزوجين, (ب) لا زواج إلا برضا الطرفين (ج) للأسرة حق حماية الدولة. (17) حق الملكية. (18) حرية التفكير والدين وحرية تغيير الدين. (19) حرية الرأي والتعبير. (20) حرية الإشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية. (21) (أ) إرادة الشعب مصدر السلطة, ويعبر الشعب عن إرادته بانتخابات نزيهة دورية سرية وعلى أساس المساواة بين الناخبين. (ب) الحق في فرص متكافئة لتقلد الوظيفة العامة. (22) الحق في الضمان الإجتماعي. (23) (أ) الحق في العمل والحماية من البطالة. (ب) الحق في المساواة في الأجر لنفس العمل. (ج) الحق في أجر عادل يضمن حياة كريمة. (د) الحق في إنشاء النقابات والإنضمام إليها. (24) حق الراحة وحق تحديد ساعات العمل والحق في عطلات دورية. (25) (أ) الحق في مستوى كاف من المعيشة يتضمن التغذية والملبس والمسكن والرعاية الصحية. (ب) للأمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين. (26) (أ) الحق في التعليم. والتعليم الأساسي الزامي ومجاني. (ب) هدف التربية إنماء شخصية الإنسان وتعزيز احترام الإنسان, وتنمية التفاهم والتسامح بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية والدينية. (27) (أ) الحق في الإشتراك في الحياة الثقافية والإستمتاع بالفنون. (ب) الحق في حماية الحقوق الفكرية للشخص. (28) الحق في نظام عالمي يحترم هذه الحقوق. (29) لا يجوز أن يقيد القانون هذه الحقوق إلا لضمان حقوق الآخرين. (30) بطلان أي تفسير يهدم على هذه الحقوق.

#انور_سلطان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات