أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - وهل لدى المسلمين عدى الإرهاب و القتل ؟ .













المزيد.....

وهل لدى المسلمين عدى الإرهاب و القتل ؟ .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 5300 - 2016 / 9 / 30 - 21:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أرى مدنا تعلق عاشقيها /
وبناتها / ومهندسيها/ فوق أغصان الحديد،
وتصدر الشهداء كي تستورد الويسكي
و احدث منجزات الجنس و التعذيب .
( درويش ) .

من الغريب حقا كيف أنه لا يزال هناك من له القدرة على التفاجئ ، كلما سمع خبرا عن تفجير يقوم بها المسلمون هنا ، أو مذبحة يقومون بها هناك ، فهل كل هذا التاريخ الطويل من المذابح الذي ارتكبها المسلمون بحق الآخرين ، وبحق أنفسهم لا يكفي لنعلم ؟ ، ثم هل هذا الذي نراه اليوم على الأقل في العشر سنوات الأخيرة لا يكفي لنعرف أنه ليس لدى المسلمين حالي سوى الإرهاب و العنف و القتل إتجاه المخالفين و إتجاه الآخرين ، فهل مثلا حين تم قتل الجعد بن درهم ، أو صلب الحلاج ، او قتل الجهم بن صفوان ، أو تقطيع أوصال ابن المقفع لم يكن هؤلاء هم المسلمون ، و الامر نفسه بالنسبة لليوم فهل من قتل فرج فودة ، او الذي إغتال الطاهر جاووت ، أو الذي طعن الأديب الكبير نجيب محفوظ لم يكن مسلما ؟ فهل هؤلاء قتلوا على يد بوذيين ، ام قتلوا على أيدي المسلمين ؟ .إن كل الدلائل تشير في الواقع إلى أن الثقافة الإسلامية ثقافة إرهابية ، و أن المسلمين بالعموم إذا هم لم يعلنوا التأييد الصريح للإرهاب ، فهم يصمتون عليه ويقبلون به برضى صامت ، و هنا طبعا لا فرق بين المسلم ، و بين دولته التي بناها ، فكما المسلمون إرهابيون ، فدولهم أيضا إرهابية ، فإذا كنا سنفاجئ بسبب عملية الإغتيال التي تطال المثقفين كالجريمة بحق ناهض حتر التي حصلت أخيرا ، فماذا عن الدول التي تقر بعقوبة القتل لأمثال ناهض ، فعلى سبيل المثال دولة كموريتانيا ، هي دولة ستقتل ناهض حتر لو كان مواطننا فيها ، وهذا ما تفعله الآن من الصحفي سجين الحق في حرية التعبير المدون " ولد مخيطر" ، فولد مخيطر حكم عليه بالإعدام بذريعة إزدراء الدين وهناك دولة عديدة إسلامية تحكم بالقتل على أمثال ناهض حتر و ليس موريتانيا فقط ، كالسعودية و السودان الخ ، وبما خص باقي الدول التي تدعي فقط أنها تحاكم على جريمة إزدراء الدين ، و أنها لا تقل ، فهذا إدعاء كاذب ، لأن الحكم على شخص بأنه إزدرى الدين ، هو كصدور فتوى رسمية بإهدار دمه ، وطبعا هنا إذا كان هذا الشخص وفيا لبلاده ولم يفر كما يفعل أغلب المعاقبين بها خوفا على حياته ، فستطبق عليه عقوبة الإعدام من جحافل الإرهابيين الذين لا تفعل الأجهزة الأمنية لهم أي شيء ، و هكذا فالأمر كله تبادل أدوار بين الدولة التي تحاول الظهور بمظهر المتمدن أمام الغرب ، وجحافل المتطرفين الذين يحكمون الشوارع ، و ابرز صورة على هذا الوضع ، هو حال الملك الأردني الذي سبق له و أن مشى مع رؤساء بعض الدول في فرنسا تضامنا مع ضحايا حرية التعبير من صحفيي "شارلي هيبدو" ليظهر بمظهر الملك المستنير الرافض للإرهاب و مصادرة الحريات ، فيما هو في دولته يحاكم كاتبا صحفيا ، على كاريكاتير ساخر نشره على صفحته في فايسبوك ، وفي النهاية يسلمه لأحد الإرهابيين لإغتياله أمام دار العدالة ، و إن لم يكن لهذه الصورة معنى ،فأي الصورة التي لديها معنى إتجاه علاقة الدولة الإسلامية بإرهاب الشوارع ؟ .

حقيقة إن الصورة التي لدينا للمسلمين الآن ، لا تشي سوى بأننا أمام امة من المتطرفين و الإرهابيين ، أو في أحسن الأحول المنبطحين للإرهاب ، و لأتصور أي فرد يمكن رد هذا الكلام لما لدينا عليه من دليل ، لهذا لمن يريد حقا أن يدافع عن هؤلاء ، فليكن صريح في إخبارهم بعللهم ، فالفكرة أن ندعي الصدمة من الحوادث الإجرامية ، و أن نزعم أن هذا لا يمثل الإسلام و المسلمين لنفصل بين المسلمين والإرهاب ، كله تضليل في تضليل ، فالإرهاب صنيعة المسلمين ، و الإرهاب منتوجهم الوحيد و الأبرز ، وهم و للأسف لا يحاولون حتى أن يغيروا من حالهم لنعذرهم ، فمن يسعون لهذا منهم كفرج فودة و طاهر جاووت و إسلام بحيري وغيره ، يكون مصيرهم السجن أو القتل ، لهذا فعن أي دفاع و تسامح مع هؤلاء و الواقع يقول أنهم أمة إرهابية ، و متمسكة بإرهابها ، بل وفخورة به ، ولمن يريد أن يتأكد فليذهب ليرى تعليقات المسلمين عقب الحادثة ، وهنا نحن لن نتكلم عن من قد يوصفون بالمتطرفين ، بل سنتلكم عن مواطنين عاديين صفحاتهم الشخصية على الأقل ، مليئة بالأمور التي تعتبر محرمات دينية ، ولكن مع هذا ، فهم وفي دواخلهم يتحولون سريعا إلى مبررين للإجرام والقتل ، بل وحتى التشفي والسخرية ، و لهذا فلا يمكن بتصوري التعويل على ديانة تغرس في أفرادها حتى الأقل إلتزاما ذلك الحقد الدفين ، فما بال عتاة المتطرفين و الإرهابيين ، فأمه كهذه لا تستحق التعاطف ، و عموما فيكفي إن لم يجدي كل ذلك للإقناع أن نلتفت لداعش لنرى حال المجتمع المسلم على حقيقته ، فداعش هي التمثيل الحي لواقع المجتمع المسلم إذا تركت له الحرية ، فهناك حقا تطبق شرائع الإسلام كما هي تدرس في المدارس الإسلامية ، أما المجتمعات التي لدينا الآن ، فهي فقط ولكون هناك شروط دولية تفرض عليها ، فهي تظهر لنا بشكل ما أنها تحوز بعض التمدن ، و لكن واقع الحال و الصورة الداخلية تقول لنا أنه تمدن مغشوش ، و تمدن ميال للزوال عند أي لحظة لإنهيار سلطة الدولة ، بل اليوم حتى هذه الدولة لم تستطع أن تبقى تمثل شكل الدولة الحديثة ، فبضغط المتطرفين أصبحت الدولة هي نفسها تمارس الإرهاب لكي تخفف من شعور الإحتقان الذي لدى مواطنيها الإرهابيين عليها ، و قوانين إزدراء الأديان ، و تجريم حرية الفكر ، و سن القوانين التي تميز ضد المرأة ، و ضد الحريات الجنسية ، كلها تدخل في هذا الإطار ، وهو إطار أرضاء جمهور الإرهاب في الدولة ، في المقابل طبعا يمارس الجمهور إكمال ما بقي من هوامش منسية لكي يكتمل المشهد ، فجرائم الشرف حدث و لا حرج ، و الاعتداءات بحق المخالفين حدث ولا حرج ، فمرة هجوم على كنسية ، ومرة هجوم حانة ، ومرة على ملهى ليلي ، وفي النهاية كله راجع لأنه المتوقع و البديهي من المسلمين ، فماذا لدى أمة كل تراثها الفكري الذي يحضا بالاحترام ، هو تراث الدم و الإرهاب و القتل و السحل ، و كل تاريخها مع المثقفين و المفكرين و الأحرار ، هو تاريخ القمع و الإرهاب و الإحراق الكتب ، لهذا فماذا سنتوقع من أمة هذا هو تاريخها ، وهذا هو معتقدها ؟ .





#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون والتخريب الممنهج للحضارة الإنسانية .
- - ثمن الايدولوجيا - الجزائر نموذجا .
- للتعريب بالقوة نعم ، ولرفضه ولو بالكلام لا .
- محاربة اللغة العربية كآلية لمكافحة الإرهاب و التخلف 2.
- محاربة اللغة العربية كآلية لمكافحة الإرهاب و التخلف 1.
- البوركيني لإغاظة الفرنسيين لا أكثر .
- إزدراء الأديان و الاستقلال عن دولة الإسلام .
- التحرش كإفراز طبيعي للقيم المجتمعية الإسلامية .
- الإسلام كمشكلة للعالم .
- خرافة إسمها الشريعة الإسلامية .
- عنصرية أوربية أم همجية إسلامية .
- تربية المسلمين قبل تربية اللاجئين سيدة ميركل .
- عن براءة الأزهر من سجن إسلام بحيري .
- دولة بها مساجد، دولة في خطر.
- تحويل المساجد لخمارات لحل مشكل الإرهاب .
- رزيقة شريف ضحيتك يا وطني .
- قلنا من البداية -لا تصالح- .
- كيف يشيع الحجاب -البيدوفيليا- .
- أوروبا و جزاء النجاشي .
- المساجد كثكنات ، لا ك دور عبادة .


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...
- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...
- قائد الثورة الإسلامية: ضرورة الحفاظ على جاهزية القوات المسلح ...
- فتوى الجهاد المسلح دفاعاً عن فلسطين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - وهل لدى المسلمين عدى الإرهاب و القتل ؟ .