عندليب الحسبان
الحوار المتمدن-العدد: 5300 - 2016 / 9 / 30 - 10:51
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
" على الرغم من أن الطائفية ، هي عنصرية دائما ، فإن طائفية الأكثرية ، غالبا ما تكون عدوانية .. وطائفية الأقلية ، غالبا ما تكون دفاعية ."....هذا الحديث لبهجت سليمان سفير سورية السابق في الأردن , ويبدو من هذا التصريح أن الرجل من جهة يدافع عن طائفية نظام الحكم السوري في الحرب , ومن جهة أخرى يبث الطمأنينة في ضمير فريقه المقاتل بأن قتاله دفاع عن النفس لأنه أقلية .
________
أقلية ؟ ....ما معنى أقلية يا سعادة السفير ,..؟!
طبعا , نشكرك أولا على اعترافك الدبلوماسي بأن ثمة طائفية تعترك في الحرب السورية , وأنتم الذين ما فتئتم تصرون وتلحّون على أن الأمر مؤامرةٌ كونية , وقطبيةُ صراعِ عالمي , وقضيةُ تحرر وطني , فتفرغون بذلك الصراع السوري من ديالكتيكه الداخلي وتفاعلاته واستحقاقاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ,وتتهربون من المساءلة الوطنية وتسقط عنكم المسؤولية القانونية والأخلاقية , بل وتتحولون من مسؤولين أمام العالم عن سورية , إلى ضحايا العالم في سورية , وتصيرون في لعبة الأمم أقلية يضطهدها العالم .
_________
هذه هي لعبة الأقلية الضحية , اللعبة التي أدار بها بهجت سليمان ونظامه الفكري السياسي الحرب في سورية مع الخارج والداخل على السواء , وكان ضحية هذه اللعبة , سورية الدولة والإنسان , ليس لأن سورية أقلية في العالم , ولكن لأن من حكمها أقلية في الطائفة , وأغلبية في السلطة .
________
الأقلية في المنطق السياسي لا تحكم , فحصولها على الحكم يعني أنها امتلكت القوة وغلبت , وبذلك لا تعود أقلية بل أكثرية , ..ولكن النظام السوري يخلط أوراق اللعبة بين الاجتماعي " الطائفي " وبين السياسي , فهو اجتماعيا ينتمي إلى طائفة الأقلية , وسياسيا ينتمي إلى طائفة الأكثرية , وفي مجتمعات عربية مخصية التمثيل السياسي حيث الحزب عقيم طبقيا , والانتماءات الأولى من عشيرة وقبيلة وطائفة هي روافد التمثيل السياسي , لا يعود أي معنى للأغلبية الطائفية في المجتمع السوري ما دام من يحكم هو الأقلية الطائفية , ولا تعود الأغلبية " السنية " هنا أكثر من خراف تعد وتحصى وتذبح .....والذئب الأقلية هو الذي يفترس لأنه ببساطة يمتلك أنيابا وبراميل متفجرة ...
________
سعادة السفير , الصهيونية أيضا أقلية .....
#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟