أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عواد احمد صالح - الحقائق التي افرزتها الأنتخابات العراقية















المزيد.....

الحقائق التي افرزتها الأنتخابات العراقية


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1411 - 2005 / 12 / 26 - 10:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شكلت الأنتخابات الأخيرة التي جرت في 15 كانون الأول وما تمخض عنها من نتائج خيبة امل كبيرة لجميع القوى الديمقراطية التقدمية العلمانية والوحدوية الحريصة فعلا على اقامة نظام ديمقراطي تعددي متوازن يجمع كل المكونات العرقية والدينية في عراق ديمقراطي واحد ، فهي لم تجر بشكل عادل وشفاف ونزيه ورافقتها مشكلات كثيرة وافرزت مجموعة من الحقائق... فلقد اظهرت الأنتخابات الحقائق التالية :
1-ان الانتخابات شابها تزوير كبير وخطير بمختلف الوسائل ومن قبل قائمة الائتلاف العراقي الموحد في مناطق الجنوب العراقي كافة وفي بغداد وكذلك فعلت جبهة التوافق العراقية في المناطق السنية . ان اعتراض جبهة التوافق يتركز على منطقة بغداد حيث لم تتناسب الأصوات التي يعرفها مراقبو الجبهة ووكلاؤها مع ما اعلنته المفوضية العليا للأنتخابات .
2-ان الخاسر الأكبر من عمليات التزوير هو القائمة العراقية الوطنية التي نبذت الطائفية والمحاصصة ودعت الى وحدة كل المكونات العراقية .والتي تمثل الأتجاه الديمقراطي الوطني والعلماني .فقد تم التزوير من قبل الطرفين الشيعي والسني على حساب القائمة الوطنية العراقية ومن اجل تحجيم دورها .
3-دخلت القوائم الكبيرة باستثناء القائمة الوطنية العراقية الأنتخابات بأجندة طائفية مغلفة باغلفة وطنية براقة وكاذبة في واقع الأمر كل طرف كان يعول على طائفته ومنطقته ويتحصن بها ويعتبرها ملكا له ولايسمح للقوائم الأخرى ومنها العراقية الوطنية بكسب الأصوات في منطقته . وهكذا فعلت قائمتي الأئتلاف الشيعي وقائمة التوافق السني والقائمة الكردستانية كل ضمن منطقته ومحيطه الجغرافي والسكاني وكأن العراق مجموعة اقطاعيات.
4-ان النتائج المعلنة حتى الأن تظهر خسارة التوجة الوطني الديمقراطي الحقيقي الحريص على وحدة العراق ومكوناته المذهبية والعرقية كافة لصالح تكريس الأجندة الطائفية والمذهبية لقوى الأسلام السياسي الشيعي والسني على حساب وحدة العراق ارضا وشعبا .
5-اظهرت الانتخابات وعيا جماهيريا متقدما عما يريده القادة السياسيين وعيا مدركا لحقيقة توجهات كل قائمة وكان معظم الناس يدركون بما لايقبل الشك ان القائمة الوطنية العراقية هي وحدها التي يمكن لها ان تنقذ العراق من ازمته الطائفية المذهبية وان الخيار العلماني الديمقراطي فقط ممكن ان يزيل الأحتقان الطائفي والتوتر الأمني ويعيد اللحمة الى جماهير الشعب . لكن ارادة السياسيين المذهبيين كانت تعمل بالضد من رغبة الجماهير واعتمدت التزوير بمختلف الطرق والوسائل لأنجاح برامجها واجندتها الطائفية .
6-اثبتت نتائج الأنتخابات المعلنة حتى الأن كما اثبتت المرحلة السابقة لحكومة الجعفري ان قائمة الأئتلاف العراقي الموحد تعمل سواء بوعي او بدون وعي وبمختلف الوسائل الشريفة وغير الشريفة على تكريس هيمنتها على السلطة وتشبثها بالحكم دون النظر الى مستقبل العراق ووحدته الوطنية بل ان سلوكها الأنعزالي والديكتاتوري القائم على فكرة الأغلبية ومظلومية الشيعة سوف يؤدي عاجلا او آجلا الى تقسيم العراق على اسس طائفية وقومية ومناطقية . وان ادعائها بأنها تعمل من اجل الوحدة الوطنية وانها حريصة على اشراك الجميع في الحكومة المقبلة ينطلق من كذب وبهتان انما هي في الحقيقة سوف تتعكز دائما على مايسمى الأستحقاق الأنتحابي ثم تمن على الآخرين ببعض المناصب تحت مزاعم اشراك الجميع في الحكم .
7--اثبتت نتائج الانتخابات الأولية ان المفوضية العليا "المستقلة" للأنتخابات ليست حيادية وليست نزهية وهي فعلا منحازة وغير مستقلة وهي لم تفعل شيئا تجاه التزوير البين والواضح. ان ما يسمى النتائج الاولية التي اعلنتها المفوضية هي بمثابة ذر الرماد في عيون القوائم الأخرى واشعارها بوقف مبكر انها خاسرة وان قائمة الأئتلاف الشيعي لايمكن الا ان تحصد الأغلبية رغم انف الآخرين .
8- ان الولايات المتحدة بأعتبارها الراعي الأساسي للعملية السياسية واللاعب الأول في الساحة العراقية مسؤولة مسؤولية مباشرة عما حصل وسوف يحصل مستقبلا وان سكوتها عما جرى ويجري بل موافقتها ومباركتها العلنية لنتائج الأنتحابات المزورة هو خطأ قاتل بالنسبة لسياستها ومشاريعها في العراق والشرق الأوسط وهي بتركها الحبل على الغارب لقوى الأسلام السياسي الطائفية تفعل ما تشاء اثبت انها غير حريصة على تحقيق استقرار فعلي في العراق وانها تترك للطائفيين والمتعصبين من مختلف الأعراق امكانية تقسيم البلد وتمزيقة كل حسب اهوائه واجندته .وهي في المحصلة النهائية ليست نصيرا فعليا للديمقراطيين الحقيقيين والعلمانيين .
9- منذ تشكيل حكومة الجعفري حكومة المحاصصة الطائفية والبرجوازية تبين ان الولايات المتحدة ايضا وايضا ومن خلال محاولتها الهيمنة والتحكم بالعالم وفرض " شريعتها على الجميع " باعتبارها تمتلك التفوق العسكري والتكنولوجي .. تبن انها لا تكترث بطبيعة القوى السياسية التي تتحالف معها وليس من الضروري ان يكون منهج تلك القوى " ليبراليا صرفا" المهم ان يكون هناك قدر من اللعبة الديمقراطية وان تسير القوى التابعة في خط المصالح الأمريكية . فلا ضير ان تتبنى حكومة ابراهيم الجعفري وغيرها أيديولوجية دينية ورجعية تعيد من خلالها انتاج نظام رأسمالي مشوه .. المهم ان تتوافق تلك الحكومة والنظام الذي تقيمه مع متطلبات إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية المهووسة بفرض تفوقها العسكري الأمبريالي ومصالحها الاقتصادية كحقائق نهائية !! هذا ما أثبتته تجربة السنتين الأخيرتين في العراق.
10- ادخلت النتائج المعلنة والتي لن تتغير على الأغلب عندما تكون نهائية العملية السياسية العراقية في نفق مظلم .. وهي اذا ما بقيت كما تريدها القوى الشيعية الفائزة فسوف تؤدي الى تأجيج العنف وتعميق الأزمات التي يعاني منها الشعب العراقي في كافة المجالات ( الآن تستفحل ازمة الوقود نتيجة الزيادة في اسعارة وتتولد من جرائها ازمات اخرى كثيرة ) اضافة الى ان الحالة السياسية التي سوف تنتج بعد تشكيل الحكومة سوف توفر مبررات سهلة للأرهابيين للعزف على وتر الطائفية وتوفر لهم مبررات الأستمرار ... وتساهم في تعزيز التخندق الطائفي والعرقي والديني للمتعصبين من جميع الأطراف .
11- يجب ان يدرك الجميع وخاصة قائمة الأئتلاف الشيعي ان العراق لايمكن ان يحكم من قبل مجموعة طائفية او عرقية مها كان وزنها وحجمها السياسي وان خيار العراق الوحيد اما الديمقراطية الحقيقية خارج كل الأجندة الطائفية والمذهبية والعقد التاريخية المرضية واما الاحتراب والتقسيم الذي لا يتمناه كل وطني مخلص وشريف .
23-12-‏2005‏‏
عواد احمد صالح
ملاحظة : كتب المقال قبيل اعلان النتائج النهائية



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقائق التي افرزتها الانتخابات
- القائمة العراقية الوطنية ضمانة لترسيخ الديمقراطية ووضعها في ...
- لمناسبة الذكرى 88 لثورة اكتوبر الأشتراكية العظمى: بعض الدروس ...
- اشكالية الديموقراطية والأصلاح السياسي في العالم العربي
- اطلس الجرائق
- تاريخ الحزب الشيوعي العراقي هو تاريخ المساومات والمراهنات ال ...
- غريب مثواك ايها البؤس
- ثقافة الاستبداد تأطير الحلم وتهميش الوعي
- لنعمل على اسقاط الدستور الطائفي الرجعي
- الماركسية النظرية الثورية لتحرير الطبقة العاملة اهميتها وضرو ...
- مأزق قوى اليسار والديمقراطية في العراق
- اين نحن وما هو خطنا السياسي ؟


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عواد احمد صالح - الحقائق التي افرزتها الأنتخابات العراقية