بيان من داخل السجن المدني بوجدة الذكرى 28 لاستشهاد الرفيقة سعيدة لمنبهي

محمد بوطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1411 - 2005 / 12 / 26 - 08:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

بيان من داخل السجن المدني بوجدة
يتزامن حلول الذكرى الثامنة والعشرون لاستشهاد الرفيقة المناضلة الأمامية سعيدة لمنبهي في إطار الإضراب اللامحدود عن الطعام الذي خاضه المعتقلون السياسيون والمعتقلات السياسيات (مناضلي ومناضلات) في شهر نونبر ودجنبر 1977، مع استمرار اعتقالنا من داخل زنازن القهر والعار للشهر الثاني والعشرون (سنة وعشر أشهر) على التوالي أي منذ 12 فبراير 2004 بعدما تمت إدانتنا وفق محاكمة صورية بثلاثة سنوات سجنا نافذا. وذلك على إثر المحاكمة السياسية التي تعرض لها إطارنا المناضل –أو ط م– بعد مقاطعة الامتحانات المظفرة التي خاضتها الجماهير الطلابية بموقع وجدة في أيام 10-11-12 فبراير 2004.
ويأتي استحضارنا لهذه المحطة المشرقة من تاريخ نضال وكفاح الحركة الماركسية اللينينية المغربية عموما ومنظمة إلى الأمام على وجه الخصوص في سياق الهجوم البرجوازي الرجعي الذي يشنه النظام القائم على الإرث النضالي للشعب المغربي الكادح مسخرا في ذلك إعلامه الرجعي ومختلف أشكال الدعاية البرجوازية الرخيصة. وذلك بمساندة ودعم شرذمة من الخونة المرتدين المحسوبين في فترة سابقة على تجربة الحركة الماركسية اللينينية المغربية في إطار ما يسمى "هيئة الإنصاف والمصالحة" التي تعمل تحت ذريعة "طي صفحة الماضي ومعالجة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" على تدمير ومحو الذاكرة النضالية للشعب المغربي الكادح وتشويه حقيقة استشهاد مناضلينا الشرفاء واختزال المناضلين على رأسهم المناضلين الثوريين في مجرد ضحايا!!
إن هذه الحملة التضليلية الدنيئة بقدر ما تكشف عن العداء الشديد الذي يكنه النظام القائم بالمغرب للجماهير الشعبية الكادحة بقدر ما تفضح طبيعته كنظام حكم مطلق قائم على أساس القمع والتنكيل والتقتيل الجماعي الممنهج كما هو الشأن في المحطات النضالية الخالدة لكل من سنوات ( 1958 –1965-1981 –1984-1990 ...)
وفي ضل هذا السياق نسجل استمرار تنكر النظام القائم بحكم طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية لكل مظاهر الحريات السياسية، واستمرار ممارسته لمختلف أشكال القمع الوحشي الممنهج ضد نضالات الجماهير الشعبية ( قمع الحركة العمالية، قمع الحركة الطلابية، قمع حركة المعطلين، قمع الجماهير الشعبية في تالسينت، بوعرفة، الحسيمة، بكارة ) هذا ناهيك عن قمع نضالات الشعب الصحراوي الصاعد واغتيال واعتقال مناضليه الشرفاء.
إن هذا الواقع كفيل بكشف زيف وبهتان هذه الشعارات الديماغوجية "طي صفحة الماضي" " تصفية ملف الاعتقال السياسي"... التي يهدف النظام من ورائها توفير الغطاء الإيديولوجي الذي يسمح له بتمرير جرائمه الطبقية الأمر الذي لن يزيدنا سوى تشبتا بهويتنا الفكرية والسياسية الماركسية اللينينية ويعمق إيماننا بقضية الشعب المغربي الكادح التي لن يزيدنا السجن والاعتقال إلا تشبتا بها ويرسخ قناعتنا الثابتة بحتمية وضرورة انتصار الخط البروليتاري الثوري.
ويأتي تخليدنا هذا في ظل وضع يتميز على المستوى الدولي بتصاعد الهيمنة الشرسة للإمبريالية والعالمية على العالم بقيادة الاحتكارات الإمبريالية الأمريكية التي تشن في ظل التحالف الإمبريالي العالمي حروبا استعمارية مباشرة على الشعوب التواقة على التحرر والإنعتاق قصد اضطهادها واستغلالها بغية التنفيس عن أزمتها البنيوية المتفاقمة وذلك مع استمرار فرض الحصار الاقتصادي على ( كوبا ، كوريا الشمالية ...) تحت يافطة مجموعة من الشعارات الواهية من قبيل"محاربة الإرهاب" ، "الحرب الوقائية" "نشر قيم الديقراطية وحقوق الإنسان" "دمقرطة الأنظمة . كما نسجل تصاعد الهجوم الإمبريالي السافر على مكاسب الشعوب والطبقة العاملة عبر تكثيف سياسات الاستغلال وتفكيك التشريعات الاجتماعية وتمرير قوانين شغل رجعية وتسريح الآلاف من العمال وفق أفظع أشكال الاستغلال والاضطهاد من خلال تفعيل آليات الاستعمار الغير مباشر التي توظفها الإمبريالية لتأبيد سيطرتها الاقتصادية والسياسية والإيدولوجية التي تشكل المؤسسات المالية العالمية (صندوق النقد الدولي ، البنك العالمي ... ) دعامتها الأساسية.
هذا في وقت يستمر فيه الدعم الإمبريالي السافر للكيان الصهيوني وتواطئ مكشوف من لدن الأنظمة الرجعية المحلية وعلى رأسها النظام العميل القائم بالمغرب لتصفية قضية فلسطين قضيتنا الوطنية.
أما على المستوى الوطني فلم يتوانى النظام القائم في تعميق جراح هذا الوطن الأسير بسبب استمرار الاختلال الفادح لموازين القوى لصالح التحالف الطبقي المسيطر والنظام الرجعي المستند إليه في ظل أزمة حركة التحرر الوطني المغربية الناتجة عن استمرار انعدام التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة القادر على قيادة الصراع الطبقي ضد أعدائها الطبقيين ومخططاتهم الرجعية.
وفي ظل هذا السياق السياسي، عمد النظام القائم انسجاما مع طبيعته اللاوطنية، اللاديمقراطية ، اللاشعبية ، إلى المزيد من تعميق تبعيته للإمبريالية العالمية . وشنه لهجوم طبقي شرس على ما تبقى مما تبقى من مكتسبات الجماهير الشعبية ومن ضمنها الجماهير الطلابية من خلال تصفية لجل المكاسب الاجتماعية الحيوية (التعليم، الصحة، السكن ،الشغل...) وذلك بتمريره لجملة من المخططات الطبقية (مدونة الشغل، الميثاق الوطني للتربية و التكوين، قانون مكافحة الإرهاب ، مدونة الأسرة، قانون الأحزاب) والإعداد مرحليا لتمرير القانون التنظيمي للإضراب المملاة عليه من طرف مؤسسات النهب الإمبريالي وعلى رأسها البنك العالمي و صندوق النقد الدولي . في وقت يسعى فيه إلى خداع الجماهير الشعبية بمجموعة من الإجراءات و التدابير الواهية لطمس طبيعة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية القائمة من خلال ما يسمى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمنتدى الوطني لإصلاح التعليم و المناظرة الوطنية للتشغيل ... كل ذلك تحت يافطة جملة من الشعارات الواهية العهد الجديد دولة الحق والقانون الانتقال الديمقراطي المشروع الديمقراطي الحداثي طي صفحة الماضي ... والتي حظيت بالتفاف ودعم سياسي وإيديولوجي مكشوف من لدن القوى الإصلاحية وأذيالها التحريفية المتنكرة لنضالات الجماهير الشعبية.
ووعيا منها بطبيعة الإصلاح الجامعي المشؤوم كمخطط طبقي تصفوي بهدف النظام القائم من خلال تفعيله إلى تعميق أزمة التعليم و العمل على تكييفه وفق مقتضيات نظام الرأسمالية التبعية و ذلك بضرب مجانية التعليم العالي ،خاضت الجماهير الطلابية بقيادة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي معارك نضالية حاسمة ضد تفعيل بنود "الإصلاح الجامعي" دفاعا عن مكتسباتها و عن حقها المشروع والمقدس في التعليم و ذلك في مجموعة من المواقع الصاعدة (وجدة، مراكش، أكادير، مكناس، فاس...) مجسدة بذلك الخط الكفاحي التقدمي لإطارنا العتيد أوطم الأمر الذي واجهه النظام القائم بقمع وحشي وحملة من تعليمالاعتقالات و المحاكمات الصورية، و المتابعات التي طالت العديد من مناضلي الحركة الطلابية إضافة إلى تفعيل بنود الطرد في حق مجموعة منة المناضلين بسبب نشاطهم السياسي و النقابي من داخل أوطم و تعزيز الترسانة القمعية من داخل الجامعة المغربية بنشر ما يسمى "الحرس الخاص" من داخل الحرم الجامعي تمهيدا لتمر ير البنود الأكثر تصفوية في الاصلاح الجامعي خاصة تلك المتعلقة بضرب مجانية التعليم.
وأمام كافة أشكال القمع والإرهاب المنتهجة من طرف الأجهزة القمعية للنظام ضد نضالات الحركة الطلابية ، وأمام جسامة المهام المرحلية المطروحة ، فإننا نهيب من داخل هذا الحصار الفظيع بكافة الجماهير الطلابية المزيد من الالتفاف حول إطارها النقابي الشرعي و الوحيد "أوطم"، قصد التصدي لمختلف المحاولات الهادفة إلى اجتثاثه، وقصد مواجهة ما يمكن مواجهته من "الإصلاح الجامعي" في أفق تأسيس شروط المواجهة الشاملة.
و استلهاما منا لمغزى الاعتقال السياسي باعتباره قضية طبقية ، و تجسيدا لهويتنا كمعتقل سياسي نعلن للرأي العام الدولي والوطني ما يلي
تشبثنا بالبرنامج المرحلي الإجابة العلمية على أزمة الحركة الطلابية.
تشبثنا بتعليم شعبي ، ديمقراطي، علماني وموحد.
تشبثنا بإطارنا العتيد أوطم الممثل الشرعي و الوحيد لكافة الطلبة المغاربة.
تشبثنا بمطالبنا العادلة والمشروعة (التسجيل بالسلك الثالث، استرجاع المحجوز (كتب ، صور فوتوغرافية شخصية وعائلية، رسائل شخصية...) البث في طلب النقض المرفوع للمجلس الأعلى ، حقنا في الحصول على البطاقة الوطنية...)
تضامننا المبدئي و اللامشروط مع نضالات الجماهير الشعبية و في مقدمتها نضالات الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء.
تضامننا المبدئي و اللامشروط مع نضالات حركة المعطلين .
تضامننا المبدئي واللامشروط مع الشعب الصحراوي الصاعد في نضاله المشروع من أجل تقرير مصيره السياسي ، و تأسيس دولته القومية المستقلة .
تضامننا المبدئي و اللامشروط مع كل المعتقلين السياسيين و على رأسهم معتقلي القضية الصحراوية.
تضامننا المبدئي و اللامشروط مع كل الشعوب التواقة للتحرر و الانعتاق و في مقدمتها كفاح الشعبين الفلسطيني و العراقي.
إدانتنا الصارخة لحملات القمع و التقتيل القذرة و الارتزاقية التي يشنها النظام القائم ضد المهاجرين السريين الأفارقة.
إدانتنا الصارخة لمخطط الشرق الأوسط الكبير" باعتباره حلقة أساسية ضمن المخطط الامبريالي العالمي الهادف إلى تأبيد السيطرة على الشعوب .
إدانتنا الصارخة للقوى الظلامية و تواطؤها المكشوف مع النظام القائم لضرب نضالات الجماهير الطلابية.
إدانتنا الصارخة للتالوت الامبريالي الصهيوني الرجعي.
إدانتنا لكل المتطاولين و المتكالبين على إرث و تجربة الحركة الماركسية اللينينية المغربية و من ضمنها تجربة الطلبة القاعديين من داخل الجامعة.
تنديدنا بالمحاكمات الصورية التي طالت مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي.
تنديدنا بالمتابعات و بحملات الطرد الممنهجة من طرف النظام ضد مناضلي الحركة الطلابية.
مطالبتنا بالإفراج الفوري و اللامشروط و تنديدنا بالمساواة الرخيصة لممثلي النظام القائم من داخل السجن لثنينا عن توجهاتنا المبدئية .
عاشت الطبقة العاملة صاعدة و مناضلة في سبيل التحرر.
عاش النهج الديمقراطي القاعدي وفيا لخطة الكفاحي التقدمي.
عاشت أوطم منظمة جماهيرية ديمقراطية تقدمية و مستقلة
المجد و الخلود لكل شهداء الشعب المغربي الأبي.
المجد والخلود لشهداء الخط البروليتاري الثوري (سعيدة لمنبهي،أمين التهاني،
عبد اللطيف زروال ،اجبيهة رحال)
و الخزي و العار لكل من ارتد و خان.
الخزي و العار لقوى الغدر و الظلام.
"ألف تحية لسعيدة لمنبهي التي علمتنا بأن الموت على درب الثورة ، انتصارا رائعا
للمعاني السامية للحياة."
م.ق
إمضاء المعتقل السياسي محمد بوطيب
رقم الاعتقال 59201
السجن المدني بوجدة

الاتحاد الوطني 2005-12- 11النهج الديمقراطي القاعدي
لطلبة المغرب - موقع وجدة –

#محمد_بوطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات