|
أدبني ربي .... ليته لم يفعل
منال شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 11:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الأدلة الدامغة علي نبوة محمد أدبه الجم و عظمة أخلاقه و ترفعه عن الصغائر و عقله الراجح و عدم مقابلته الإساءة بمثلها و لما لا و قد أدبه ربه فأحسن تأديبه ! و عن نفسي لا أتصور رجلاً يُسمي نفسه حكيماً لبيباً ينأي بنفسه عن اللغو و الانحدار لمستوي العامة فيرد الإهانة بمثلها و يزيد فيُكّني أعدائه بما يحط من شأنهم لا لشئ سوي ليشفي غليله . فإن كان الوقور الحكيم يترفع عن هكذا تدني خلق و قلة شأن فما بالنا برجل يدعي أنه المتحدث بلسان الإله علي الأرض ! .
و العجب كل العجب ألا يجد المسلم المعتقد في نبوته حرجاً في وصفه بخير الخلق و سيد ولد أدم و الإسهاب في التغني بمحاسن أخلاقه و سيرته العطرة و التعامي عن وقائع لا تدع مجالاً للشك في أن محمد كان شتاماً لا يملك غضبه فيُطلق العنان للسانه السليط ينال به من أعدائه بغية الإنتقام منهم مما يتنافي قطعاً و أخلاق رجل وقور فما بالنا و نبي ! . و القصص التي تشهد علي الغل الذي كان يأكل قلب محمد و لا يهدأ إلا بالإنتقام منهم كثيرة و لا يسعني حصرها ، إلا أنني و بادئ ذي بدئ أود أن ألفت إنتباه القارئ إلي مغالطة يبرر بها ضعفاء العقل ما كان يصدر عنه من بذاءات و أفعال إجرامية بأنه كان يدافع عن نفسه أو أن أعداءه كانوا هم البادئين بالعدوان أو السب و السخرية و يتناسون أو يتعمدون إغفال أنهم بهكذا حجة لا قيمة لها يحطون من مفهوم و قيمة النبوة فلا يجعلون فرقاً بين أخلاق كافر مفروض فيها كل مذمة و ذاك الذي أدبه ربه بنفسه ، و نِعمَ التربية ! . عمرو بن هشام و كنيته أبو الحكم ، أطلقتها عليه قريش لشدة حكمته و اتساع معارفه و رجاحة عقله ، كان أحد أعضاء دار الندوة و التي كانت بمثابة مجلس الشعب في قريش ، رجل ذو بصيرة و وقار لا ينكرهما عليه صغيراً و لا كبيراً . لم يصدق أبو الحكم ما ادعاه محمد و رفض الإسلام و هذا شأنه ، بل سأذهب أبعد من ذلك و أقول بأنه كان يسخر من محمد أو يتعمد إيذاء أتباعه و هو ما يقبله العقل و لا نجد في تصديقه أو فهمه معضلة فالرجل كافر فمن أين له بالخلق الحميد ، أما الغير مفهوم و اللامبرر أن يتفوق عليه النبي أو حتي يجاريه في الوضاعة و البذاءة فيُكنيه محمد بأبي جهل ضارباً بذلك المثل لكل مسلم في الشرف و الترفع عن الصغائر و حُسن الخلق ! . إن محمد كان يقول ما لا يفعل أو بالأحري كان يؤلف ما لا يقدر علي فعله لأن القول أسهل كثيراً من الإلتزام بالفعل ، فوقت الغضب تعمي البصيرة و ينكشف القناع و ليس أفضل من لحظة الغضب لتعرف أمام مَنَ تقف و مع مَنَ تتحدث . فهل يُعقل ألا يملك نبياً غضبه فيُطلق للسانه العنان في للسب و التعريض و التشهير بخصمه فيتدني بنفسه واضعاً إياها علي قدم المساواة مع عدوه الكافر عديم الخلق ؟ فإذا كان الكافر عديم الخلق معذور لجهله فبما قد نعذر نبي ! خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ، هذا كلام محمد ، أو كلام ربه الأمر سيان ، فأين كان منه ؟ هل أعرض محمد عن الجاهلين أم كان أجهل منهم ؟ إن كنت رجلاً عادياً لا تُمثل سوي نفسك و تأتي القبيح فعلاً أو قولاً فأنت مسكين أما إن كنت قدوة و مُعلم و نموذج يُحتذي أو هكذا تطلب ثم تجاري السفيه في سفاهته و تتفوق علي سليط اللسان في بذاءته فأنت علي أقل تقدير أفاق مُحتال و كتلة من الشرور . . هذا الذي قال عنه ( الله ) و إنك لعلي خلق عظيم ، و قال هو عن نفسه : إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق كان طعاناً فاحشاً سباباً يعميه الغضب فيُزبد و يُرغي بما كانت قريحته النبوية تجود عليه به . ثبت أنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال لليهود وهو مشرف على حصون بني قريظة وقد حاصرهم :" يا إخوان القردة والخنازير ، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟" وقد ناداهم بذلك ؛ لكفرهم ونقضهم العهود التي كانت بينهم وبينه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموالاتهم الأحزاب ضدَّه ، ولشتمهم إيَّاه .(الطبري(2/252) تحقيق الشيخ أحمد شاكر، وذكره ابن كثير بتحقيق الوادعي:(1/207) ووردت في ( إمتاع الأسماع صـ 243) بنص:"يا إخوان القردة والخنازير وعبدة الطواغيت ، أتشتمونني؟!" بل ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لآية76 من سورة البقرة نقلاً عن مجاهد قال : قام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يوم قريظة تحت حصونهم فقال:"يا إخوان القردة والخنازير ، يا عبدة الطاغوت". و نفهم من الأحداث أن اليهود شتموا محمد أو قيل له أنهم شتموه فجن جنونه و رد لهم الصاع صاعين ، و لا أعلم أين ذهبت أخلاق النبوة و حلم الرسول الذي كانت تضع له أم جميل الشوك في طريقه فيترفع مجرد الإعتراض ، أم كان وقتها مجبراً علي إلتزام الأدب لا بطل ! في صحيح مسلم باب قائم بذاته عنوانه ( باب من لعنه النبي ( ص ) أو سبه أو دعا عليه و ليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة و أجراً و رحمة ) و المقصود أن من سبه محمد أو لعنه و كان مظلوماً لا يستحق السب و اللعن كان سب محمد و لعنه له بمثابة زكاة و أجر و رحمة ، و بالطبع فإن من سبه محمد و هو يستحق السب فقد نال جزاءه و حظه الذي يستحق من لسان محمد النبي السَبّاب المبعوث رحمة للعالمين !
#منال_شوقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
و مازال الحمقي يتساءلون
-
لغة التخلف
-
ثقافة إحكام الحبل حول الرقبة
-
الميكافيليون يمتنعون
-
مَن الذي ينفخ الفقاقيع ؟
-
وقفة و إهداء
-
مناوشات مع الله
-
أسباب النزول
-
براحتك طبعاً ( لكنك غبي )
-
عندما يفقد الإله ذاكرته ( الإله الكيوت )
-
بين فاطمة ناعوت و مجدي خليل مع حفظ الألقاب
-
كنت أعرف هذه المرأة
-
كان يتقزز من المثليين
-
و من الرجال أيضاً عاهرون (5)
-
و من الرجال أيضاً عاهرون (4)
-
و من الرجال أيضاً عاهرون (3)
-
و من الرجال أيضاً عاهرون (2)
-
و من الرجال أيضاً عاهرون (1)
-
موقع شرف المسلم من الإعراب
-
ميراث المرأة و العنصرية الدينية البغيضة
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|