فرنسا
باريس: بدأت مجموعة من الفتيات غالبيتهن من بنات المهاجرين العرب، المرحلة الأولى من مسيرة تطوف المدن الفرنسية احتجاجا على عنف مزعوم تتعرض له الفتيات في الأحياء والضواحي الفقيرة على يد الإخوة وأولاد الجيران. وقد رفعت المشاركات في المسيرة شعار: "لا عاهرات ولا خاضعات".
تشرف على تنظيم المسيرة التي انطلقت منذ يومين من بلدة "فيتري" جنوب باريس جمعية "بيوت الأصدقاء" المناهضة للعنصرية والداعية إلى حقوق مدنية متكافئة. ومن المقرر أن تطوف المشاركات في المسيرة بكل المدن الفرنسية الكبرى قبل العودة إلى العاصمة.
وتعيش بنات المهاجرين المغاربة والأتراك أزمة اجتماعية بسبب الانفصام بين قيم البيت الإسلامية المحافظة من جهة، والقيم المتفلتة في الشارع والمدرسة في مجتمع غربي من جهة أخرى. وقد نشأت في السنوات الأخيرة عصابات من الفتيان لمطاردة الفتيات اللواتي يتشبهن بالفرنسيات في ثيابهن، وإيقاع عقوبات بدنية عليهن.
وفي أكتوبر الماضي تعرضت الشابة الجزائرية الأصل "سهام بن زيان" (17 عاما) للحرق وهي حية على يد أحد شباب الجيران، دون أن يتدخل أحد لإنقاذها، ودون أن يعلن السبب وراء ذلك. وقالت "كاهنة بن زيان" شقيقة سهام التي تشارك في مسيرة الاحتجاج إن من الصعب أن يكون المرء أنثى في أحياء المهاجرين، إذ إن هناك دائما حفنة من المراهقين المتفلتين تسمم حياة بقية السكان.
وأضافت "كاهنة" في مقابلة لها مع التلفزيون الفرنسي أن هؤلاء الشبان هم أيضا ضحايا الإهمال العام، وهم يصبون معاناتهم وفشلهم الدراسي والبطالة التي تلاحقهم، على شقيقاتهم وعلى باقي بنات الجيران. ويطلق هؤلاء على كل فتاة لا تطيع صفة "عاهرة". من هنا جاء شعار المسيرة "لا عاهرات ولا خاضعات".
وقالت "فضيلة عمارة" - رئيسة جمعية بيوت الأصدقاء التي تنظم المسيرة - إن الهدف من هذه الجولة عبر فرنسا هو لفت الأنظار إلى الواقع الصعب للشبيبة المهاجرة، وللفتيات بالأخص. وتشير "فضيلة" إلى أن الحياة الاجتماعية لهؤلاء الفتيات كانت افضل قبل عقدين من الزمان. وقد حققت كثيرات منهن نجاحا ملفتا على الصعيدين الدراسي والمهني. لكن انتشار تيارات متطرفة - يغذيها قادة محليون! - أوقع عديدا من الشبان في حبائل التشدد والمغالاة.