أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد حسين - الحرية ان عادوا ...فعد














المزيد.....

الحرية ان عادوا ...فعد


جهاد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 17:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان فينا شبقاً للطيران في أشواقنا

والناس طير لاتطير

“درويش رمزية الهدهد”


الحديث عن الحرية هنا حديث عن الانسان فهي جوهر تكوينه ووجوده فبدونها لايكون الانسان موجوداً فإذا كان أساس صفة الوجود هو الوجود الفاعل فأساس ,الفاعلية في الوجود الانساني هي الحرية وهنا تكون الحجة الدائرية التي أسوقها منطقية (حرية = جوهر الانسان = وجود فاعل = الحرية ) .
وهي من الصفات التي “جبر عليها الانسان ” فالله لم يخيره لأن يكون حراً أو لا بل جعل إختيار الإنسان ” للعبودية “جزءًا من حريته :{فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} وهي التي على أثرها يكون الانسان مسؤولاً عن إرادته بحريته فيها وربطها بالمسؤولية يُكسِبها تعريفاً واعياً وهي حال الانسان غير الخاضع لتأثيرات الجهالة والأهواء ، والذي يتصرف بوعي استنادًا إلى مفاهيم الحقيقة والعدل، محققًا بذلك بشكل كامل ما ينسجم مع طبيعته الخاصة وماهيته وبالوعي بها يكون الانسان مسؤولاً عن إعادة اكتشاف وجوده الخاص أو “كينونته “مما يجعله يحمل أقصى درجات المسؤولية الاخلاقية , ولو القينا الضوء بعمق على تجربة النبي الرسالية نجد أن محورها الأساسي كان أن “ينتقل” الإنسان العربي من حالة العبوديه الى حالة الحرية والانتقال من الوعي بالوجود الجزئي جزيرة العرب – الحروب الطبقية الابائيه الى الوعي بالوجود الكلي وقيمه فكان العربي يولد سيداً واخر يولد عبداً فيكون تصور العقل العربي للوجود هذه هي حدوده فكانت مهمة النبي وخطوته الاولى هي أن يجعل المجتمع واعياً بحريته فعلى حد تعبير ارسطو ان الانسان حر ولكنه بحاجه الى ان ينفض عنه غبار العبوديه ليكتشف أنه حر وهو عينه ما فعله النبي وشرع في تربية المجتمع عليه فكان يفرق بين الحرية والإراده التي مكانها القلب وبين الاكراه على الفعل فاذا أجبرت أحد على فعل هذا لايعني أنك غيرت إرادته التي هي معنوية فنرى النبي صلوات الله عليه يقول لعمار كلمة بليغه ” فان عادوا فعد ” أي أنهم أجبروك أن تسب دين محمد بلسانك وتعود عنه ولكن ” قلبك مؤمناً ” كما هو لذلك عندما يساله النبي “صلى الله عليه وسلم ” بعدها كيف أصبح قلبك يا ياسر يقول “عامر بالايمان ” وهذا هو الشأن.
فليكون الايمان هدفاً واضحاً للانسان عليه أولاً أن يزيل عن طريقه أشواك العبودية وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع بلال فإيمان بلال وحده درساً في الحرية فهو لم يبدل آلهة قريش بإله واحد جديد ليظل في عبوديته إنما آمن بقيمة “الاله الذي يدعو إليه النبي” وهي أنك انسان مساو تماماً لسيدك الذي يستعبدك فهو امن بالناس سواسية فايمانه منطلقه الوعي بقيمته ووجوده وهذا ما قدمه له النبي صلوات الله عليه فالانتقال من حال الشرك إلى الايمان هو واقعاً تحقق كانتقال من حال العبودية الى مقام الحرية ، والحرية مقاماً لديمومتها وخلودها والعبودية حال لتحولها .
فقيمة التساوي التي جاء بها النبي صلوات الله عليه هي كانت أم أسباب العداء له لأنه ينذر بتحول اجتماعي قد يكون رادكالياً رغم تدرجه فمشكلتهم ليست في انهم مؤمنون بأصنامهم ولهم موقف معرفي وعقدي تجاهها ، إنما موقف براغماتي يجعل الحفاظ على الأصنام حفاظاً على بنية المجتمع القائمة أسياداً وعبيداً وهذا يفسره وجود النبي أعواماً كثراً ولم يكسر صنماً واحداً وهذا بدوره يفسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واعياً بأهمية تكسير الأصنام النفسية التي جعلت الوجود في المجتمع العربي وجوداً “زائفاً “باستعارة مصطلح هايدغر فالوجود المسؤول هو الذي يخلو فيه الفرد من الاكراهات وكذلك المجتمع فبالحرية يعي الانسان وجوده الأصيل الذي هو فاعلية ارادته فيه يقول محمدالغزالي : ” ان الاكراه على الفضيلة لايصنع المجتمع الفاضل والاكراه على الايمان لا يصنع المجتمع المؤمن ” وكلمته هذه خير مجال يمكن أن يفسر قوله تعالى “لا إكراه في الدين ” والاكراه نقيض الحرية .



#جهاد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعلاء الايماني والارهاب الديني


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد حسين - الحرية ان عادوا ...فعد