أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير عادل - الطبقة العاملة وحرامية الخضراء ومناسبة العاشوراء














المزيد.....

الطبقة العاملة وحرامية الخضراء ومناسبة العاشوراء


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 00:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


منذ اكثر من اسبوع والقوى الاسلامية الشيعية تعد نفسها لشهر محرم، حيث شنت بوابل من الشعارات العنصرية والقذرة ضد النساء و"شاربي الخمور" والمعادين للطائفية بكل انواعها، والذين لا تشكل مناسبة العاشوراء ولا السنة الهجرية اية وقفة في منظومتهم الفكرية والاجتماعية، في كل مكان وخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي.
سألني احد الزملاء بانه لا يحدث في ايران مثلما يحدث في العراق في مناسبة العاشوراء وجميع المناسبات الشيعية، من تعطيل الدوائر الحكومية وانفاق الاموال الكبيرة في هذه المناسبات على اليافطات واستيراد القامات والسلاسل الحديدية من ايران لاستخدامها في ادماء الجباه ولسع الظهور، ونشر اللافتات وتنظيم المواكب الحسينية، وتسخير وسائل الاعلام وخاصة الفضائيات من تسويق الاساطير وفبركة القصص السوبرمانية كسياسة تملق واسترزاق من القوى الاسلامية الشيعية، والفرض على المجتمع بتغليف نفسه بوشاح اسود والركوع والاذعان للحزن الاجباري، وتسيير مليشيات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في شوارع المدن بحثا عمن لا يكترث لهذه المناسبة او لم يظهر الحزن على سيمائه او على ملابسه، والتصعيد من عملية فرض الاسلمة الشيعية بجميع تفاصيلها الحياتية واليومية، بالرغم ان ملالي قم - طهران هم مصدري المناسبات الشيعية الى العراق والمنطقة، ومصدري القامات والسلاسل، ومصدري الايديلوجية الشيعية. الجواب بسيط جدا، وهو ان الملالي في إيران حسموا مصير السلطة السياسية، واسسوا دولة اسلامية بمذهب جعفري، وفرضوا القوانين الاسلامية، واصبحت الثقافة والايديلوجية السائدة هي ثقافة وايديلوجية الملالي في المجتمع، فلا حاجة لتعطيل امور الحياة وتكبيد الطبقة البرجوازية التي تسيطر على دفة الحكم والتي تمثليها السياسي منوط بالملالي، بخسائر مادية عن طريق تعطيل الدوائر والمصانع وخفض الانتاجية.
في العراق، ما زالت السلطة السياسية غير محسومة، وما زالت الدولة لم يكتمل بنائها، وما زالت هويتها غير معروفة بسب صراع القوى القومية والاسلامية، ولم تحسم مسالة الهوية، هل هي جعفرية اسلامية ام عروبية ام فدرالية لا طعم ولا لون لها مثلما تطالب بها الاحزاب القومية الكردية، ام علمانية، ودستور له مفسري اكثر من مفسري القرآن. لذلك ان السعي الحثيث للقوى الاسلامية الشيعية في هذا المضمار يصب في اتجاه تلوين المجتمع العراقي بلونها الأيديولوجي الاسلامي والطائفي. ان محاولات القوى الاسلامية الشيعية في فرض ثقافتها وفكرها هي جزء من عملية حسم السلطة السياسية وهوية الدولة لصالحها. فالمناسبات الشيعية، هي جزء من الطقوس التي تهيئها وتستغلها لتمرير برنامجها السياسي والايدلويجي والاجتماعي في المجتمع. فمن الحماقة ان يسأل المرء ان تعطيل الدوام الرسمي في المصانع والدوائر يكبد الدولة خسائر كبيرة، وان القوى الاسلامية ليس لديها مشروع تشكيل دولة. فالعكس صحيح، فهي تملك مشروع دولة، وان الخسائر التي تتكبدها "الدولة" لا تعوض بقدر تعويضها عندما تحسم السلطة السياسية لصالحها.
ومن الجانب الاجتماعي ان التصعيد من عدد المناسبات الطائفية، هي سياسة لتحميق الجماهير المحرومة وخاصة الطبقة العاملة، ودق اسفين في صفوفها، حيث تعمل تلك المناسبات على سلب الهوية الطبقية والانسانية من العمال، وتذر الرماد في عيونها، وتكون فرصة للقوى الاسلامية الشيعية ان تتمادى في سرقتها وتفريغ جيوبها، اما عبر زيادة استغلالها واستثمارها او عن طريق عقد صفقات مع المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، للتغطية على فساد وسرقة تلك القوى على حساب حياة ومعيشة العمال والكادحين في العراق. ان القوى الاسلامية البرجوازية الشيعية تحاول في هذا العام محي شعار "باسم الدين باكونا الحرامية" من ذاكرة المجتمع والجماهير وساحات الاحتجاجات. فبدون الدين لا يمكن الاستمرار في تحميق الجماهير وسرقتها ونهبها، ولذلك صعدت من حملتها قبل حلول المناسبة المذكورة.
في هذه المناسبة نخاطب العمال، ان لا يتحولوا الى مادة دعائية لهذه القوى، وان يفصلوا أنفسهم ولا يكونوا جزء من الجيش الطائفي في هذه المناسبة. انها مناسبة للتفريق بين العامل المصنف "شيعي" والعامل المصنف "سني"، بين العمال المصنفين "مسيحيين وصابئي"ن والعمال المصنفين "مسلمين شيعة". ان مناسبة العاشوراء ليس الا ورقة سياسية طائفية تلعبها القوى الموجودة في السلطة السياسية لتشويه الوعي الانساني والطبقي للعمال والجماهير المحرومة في العراق. ان من منظم وعراب هذه المناسبة هم حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى والفضيلة وبدر والتيار الصدري، الذين حولوا المجتمع العراقي طوال هذه السنوات الى جحيم لا يطاق. ان الذين ينظمون مناسبة العاشوراء هم حرامية ولصوص المنطقة الخضراء، وسيقفون مثلما وقفوا في كل عام في مقدمة المواكب الحسينية يتباكون على "الهريسة" التي يتصارع عليها جميع حرامية البرلمان والقضاء والحكومة.
ان تصعيد النضال وتوحيد الصفوف ضد استقطاع رواتب العمال والموظفين، ضد سارقي ارباح النفط لعمال النفط، ضد سياسة التقشف، ضد محاولات خصخصة التعليم والصحة، ضد مماطلة عدم دفع رواتب عمال الصناعة والبلديات وعمال العقود في مؤسسات الدولة، هو البوصلة النضالية وليس كما يحاول حرامية المنطقة الخضراء دفع الجموع المحرومة مشيا على الاقدام الى كربلاء.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة
- مجلس السياسات الاستراتيجية بين معركة الموصل وصك الاسنان
- مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية
- اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير
- عام على مهزلة اصلاحات العبادي.. عام من نشر الاوهام
- ترامب لم يقفز من السماء
- العامل وعضو البرلمان
- التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الد ...
- ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير
- التراجيدي البريطاني والكوميديا العراقي في تقرير تشيلكوت
- الكلاب المسعورة المنافقة ....العنصرية الحقيرة بين أدانة تفجي ...
- دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي
- انهم يغيرون اسماء المدن
- نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري
- على مذبح اهالي الفلوجة
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي


المزيد.....




- السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام ...
- السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث ...
- Greece: Great Strike Action all Over Greece November 20
- 25 November, International Day for the Elimination of Violen ...
- 25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
- استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين ...
- هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
- متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع ...
- استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ ...
- -فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير عادل - الطبقة العاملة وحرامية الخضراء ومناسبة العاشوراء