ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1411 - 2005 / 12 / 26 - 10:46
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أكتب مجددا" بعد أنقطاع طال ..أطمأنوا ,لم تصطادني مفخخة أو عبوة مزروعة , ولم تنفجر بي ألغام مررت من فوقها وأنا اقل أطفالي الى المدرسة ,أخطأتني كل الشظايا و الرصاصات التائهة ..وقت طويل قضيته في المتابعة والمراقبة و أنتظار الجديد ..لم أفوت خبر في فضائية أو صحيفة محلية ,تفرجت على كل المعارك و الثورات التي كان آخرها معركة الأنتخابات و ثورة الأصبع البنفسجي و التي أعترف خجلا" أني أشتركت بها ,وأرى اليوم بوضوح الطراطير التي البستنا أياها... الأيام التي لا أجد ما أتأسف عليه سواها ,ذهبنا مصدقين بالديمقراطية الجديدة و آمنا بها و أخترنا فرحين ..لكن ظهر انه فلم هندي طويل مليء بالأحداث المصطبغة باللامعقول , حياتنا قضيناها و نحن نعيش هذا الفلم الذي لا ينتهي و كل ما نتخيل ان النهاية قد قربت يبدأ من جديد ..شبعنا يا أخوان أفلام و معارك و ثورات ..شبعنا تسميات و صبغات و صفات , متى تسمى الأحداث و الأجراءات بمسمياتها الحقيقية , فمنذ الثورة المباركة , و القادسية المجيدة و أم المعارك و يوم الأيام و النصر العظيم و القائد المجاهد المنصور بالله ووووغيرها الكثير مئات بل الآف التسميات و الألقاب ..عفوا" نسيت ,الماجدة العراقية ,ونحن نعيش بالوهم اللغوي الذي خسف بنا الأرض ..و اليوم تعود هذه المأساة التي لم تتوقف يوما" بعد السقوط فنرى قواد عظماء و مرجعيات عليا و سفلى و جيوش ذات مسميات متنوعة, كسرا" للملل و آيات الله العظميات , فضلا" عن الشعارات و الأفتداء بالروح و الدم الذي وصل الى أرخص مستوى , الدم الذي كان بلأمس يعد بأفتداء القائد الأوحد , يعد اليوم بأفتداء قواد متعددين جدد متى تنتهي هذه القصة و ماذا ستكون النهاية , متى يخرج العقلاء أذا ما كان هناك عقلاء , ليرشدوا هذا الشعب و يمنحوه بعض الكرامة التي ضاعت و بيعت منذ زمن ..فبعد ان صنع العراقيون دكتاتورا" طاغية بالأمس , فهم اليوم يصنعون مئات الدكتاتوريات الصغرى التي تتوالى وتتصارع على أخذ الجمل و ما حمل و أحيانا تتقاسم فيما بينها أرباح مبيعات الكرامة العراقية ..التي اوشكت على النفاد .
شبعنا يا ؟؟؟ ( لاأدري من أخاطب) ..المهم, شبعنا أزمات و ضغوط نفسية و مادية و مساومات على الأمن و الكرامة و المستقبل الذي يوشك ان يباع قبل أن نطأه .
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟