|
زيباري ضحية الثأر السياسي
جواد البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5295 - 2016 / 9 / 25 - 17:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زيباري ضحية الثأر السياسي اختتم المسرح الوطني السياسي لمجلس النواب عرضه الكارتوني بنتائج شبيهة بتلك التي راح ضحيتها المغفور له سياسيا خالد العبيدي وزير الدفاع الذي لم تشفع له شهامته وتضحياته الوطنية في تحرير ثلثي الارض التي كانت تطأها اقدام داعش القذرة ، من التصويت بعدم قناعة عباقرة البرلمان من الاجوبة التي قدمها على اسئلة من تم توريطها لتمثيلهم في العرض المسرحي الهزيل ، ولكنها اتت على وزير المالية هوشيار زيباري هذه المرة ، فكان يوم 21/ ايلول موعدا لأبعاده لذات الاسباب .والفساد في نتائج العرضين هو القاسم المشترك الاعظم . واذا كانت من ضمن اسباب استبعاد وزير الدفاع ، هو ما أدعي بأنه اهانة لبعض اركان البرلمان والتقليل من شأنهم او محاولة رئاسته تأكيد وجودها على الارض بعد تعرضها للضغط الجماهيري لأكثر من عام عند كشف بعض زوايا فسادهم ومحاولة استغلال نفوذهم النيابي لتمرير بعض المصالح الخاصة حسب ما ورد على لسان الوزير خلال عملية الاستجواب والتي اتخذها منطلقا لكشف المستور، او محاولة رئاسته تأكيد وجودها على الارض بعد تعرضها للضغط الجماهيري لأكثر من عام الامر الذي دعى البقية ان يلتفوا حول زميلتهم خوفا من غضب الشارع او استلام حصصهم من تلك الاتهامات . نتفق من حيث المبدأ على ان الفساد هو الافة السرطانية التي اتت على جسم الدولة العراقية بشكل تام ، وليس هناك مستثنى ( بإلاّ ) غير اولئك الذين يعدون على عدد الاصابع وكأنهم قابضين على جمرة من نار ، لكثرة اعدائهم والساخطين عليهم ، وهم الآن كجهاز الانعاش لمحاولة بث الحياة بجثة في حالة موت سريري . وسواء كان ما يجري على العبيدي او الزيباري ، والذي تم تغليفه بسيلوفانالديقراطية اللماع ، لكن هل يمنع ذلك من طرح بعض الاسئلة البريئة لمن يهمه الامر : من ايقظ المارد البرلماني بعد عامين من الخمول والفخفخة والرخاء السلطاني والعراك المصطنع بي كتله وطوائفه والتي تحت مظلته راح داعش يتوسع ويقضم الارض العراقية بفكي ديناصور وهم عنه غافلون ؟ الم يكن ذلك فسادا يوازي كل اموال الدنيا ، تالله هذا لايقل عن موقف ذلك الاخرق الذي تأكل النار بيته وهو مسترخ بإنتظار فرقة اطفاء حكومية . ماهي المقاييس والضوابط التي تبنى عليها قناعة النواب المصوتين على عدم القناعة بأجوبة الوزير المستدعى امام البرلمان ؟ مع اننا لم نسمع او نرى اية محاورة او نقاش جرى بين الوزير المساءلمع اي برلماني حتى يتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الاسود من الادعاء ؟ يمكن للوزير السيطرة بشكل نسبي على الفساد في وزارته ان كان يمارس سلطته بإسم السلطان كما فعل سمير الشيخلي عندما استوزر للتعليم العالي والبحث العلمي في النظام السابق ، لكن ديمقراطية السلوفان والتهديد العشائري وكتلوية الاتباع حواجز صلدة لا تسمح في وصول اخبار الفساد المنتشرة في مفاصل المؤسسات الحكومية الى القمة . فهل يؤخذ الوزير بجريرة فساد غيره ؟ علما ان كل قضايا الفساد لا تطفح على السطح الاّ بعد ساعات القسمة . الوزير محكوم بضوابط قانونية في ممارسة وظيفته ، واذا ما خرج عن ذلك فهو مسؤول عن الفساد الذي ينتج عن ذلك الخلل ، او ان يثبت عليه انه تستر على قضية فساد واضحة . وربما كانت هناك الكثير من الاسئلة التي تحرج الكثيرين ، لكن ما يدعو لأثبات الخلل وسوء النوايا المبيتة في مثل هذه العروض المخجلة ان الاعداد الكبيرة التي تعلن موقفها بالضد ، فهي لها رأي ايضا واصواتها متقاربة ، ومن يدري ان اكتمل النصاب ماذا ستكون النتيجة ؟ وهل ان العدد الذي يتجاوز المائة والذي يمكن ان يكون له تأثير في نتيجة التصويت قد غاب صدفة ، ام هل كانت هي الصدفة في الاصرار على اجراء التصويت ومعظم الغياب يؤدون فريضة الحج ؟ في كل التخمينات لابد ان يكون فيها هامش من الشك ، اذا ما اخذنا بالاعتبار السجالات السياسية والاقتصادية والادارية وعُقد الاختلاف والملفات المطروحة بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية ومكوناتها سيتبين ان هناك الكثير من متبنيات الثأر التي تنتظر التنفيذ عند سنوح الفرصة ، وهاهو السيد رئيس البرلمان الاكثر خبرة يثأر لسمعة دائرته التي طالها السوء للسنتين السابقتين ويحاول تلميعها الآن . ولا ننسى ان هناك من النواب من يرغب بالظهور تحت الاضواء مع قرب الانتخابات التشريعية لتجديد بيعته ، فضلا انها اصبحت صرعة برلمانية جديدة تسعى لأبطال عمل الحكومة المركزية من خلال الاتفاق على تسقيط وزرائها ، في هذا الظرف العصيب وتسيير شؤونها بالانابة، وهو ما يتمناه الغارقون في مستنقع النفاق السياسي .
#جواد_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المانحون لايمنحون اعتباطا
-
يلدرم يتكفل باسدال الستار
-
واخيرا .. داعش حسم امره
-
رمضان كريم
-
لعنة الوطن
-
الهزيمة والمظلومية
-
قرار غريب
-
حرب المضايق
-
حوريتي
-
العزة بالاثم .. سياسيا
-
الاختيار الصعب
-
ثرثرة عن قطعة ارض اسمها الوطن
-
اذا اردت ان تسكت سياسيا
-
داعش تتسلل الى الشعائر الحسينية
-
راي غير متخصص في موضوعة اقتصادية
-
الله والمسلمون
-
يوميات متسكع
-
سمعت من موصليين شاهدوا
-
عندما يكون الأمر واقعا
-
مليارديرو اخر الزمن
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|