أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء البوسالمي - رسالة إلى الرّب














المزيد.....

رسالة إلى الرّب


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5295 - 2016 / 9 / 25 - 15:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحيّة مضرّخة بدماء شهداء الكلمة ثمّ أما بعد

لعنتي عليك إلى يوم دينك المزعوم، يوم ينفخ في الصور سأكون حتما ممّن صنّفتهم من المجرمين. سأواجهك عاريا، سآتيك بقائمة من ماتوا بسببك، سأتبوّل في حضرتك و أمام ملائكتك مرتّلا أسماء من ذهبوا ضحايا و قُتِلوا غدرا على أيدي مجانين يطبّقون شريعتك الدمويّة و يبشّرون بظلام أزليّ.

أتقلقك النّصوص التي تتعدّى على ذاتك ؟ أتغضب من رسم الكاريكاتور الذي يجسّدك و أنت الذي لم تلد و لم تولد ؟ هل ندمت على خلق المبدعين و الفنّانين، فتراجعت في قرارك و فوّضت مجانينك أعداء الحياة للإنتقام ؟ لماذا تعادي القلم ؟ لماذا تعادي الكلمة و الفنّ ؟ لماذا تنغّص الحياة ؟ ألم تبشّرنا بعذابك الأليم ؟ إتركنا إذا نستمتع بنعيم الحياة مادمنا من الهالكين لامحالة.

أتخيّلك تطلّ من عليائك - كما تخيّلك ناهض حتر- مستلقيًا على عرشك مسرورا بإنجازات أبنائك الذين يقدسون تعاليمك و يجلونها. أمّا نحن فنضرب بها عرض الحائط، ندقّق فيها، نُعْمِلُ عقولنا، نسخر منها و نتخلّى عنها ! نحن لا نكتفي بكتابك فكتاب واحد لا يكفي. هل يغضبك كلامي ؟ هل ستعاقبني و أكون من المخلدين في النّار ؟ لا بأس، فكلّ أحبّتي هناك حتما، أنا أرغب أن أكون بجانب من قالوا لا أولئك الذين عصوا و تكبّروا و رفضوا الخضوع، من بصقوا في وجهك و تحدوا جبروتك.

أعلمك أنّ إغتيال المفكرين و الفنانين الواحد تلو الآخر، لن يغيّر من الأمر شيئا إذ يبقى الرسام خالدا بلوحاته و الروائي برواياته و الصحفي بمقالاته و الموسيقيّ بموسيقاه. أمّا أنت، فخالد بجرائم و مجازر إرتكبت بإسمك و عملا بشريعتك. جيش المجانين من أصحاب العاهات الدينيّة يظنون أنّ سفك الدّماء هو الحلّ لأنهم عاجزون عن مواجهة الكلمة بالكلمة لم يتعلّموا ثقافة الحوار كلّهم سائرون على منهاج خالد بن الوليد و غيره من أكبر السّفاحين في تاريخ البشريّة.

أتخيّلك - دائما كما تخيّلك ناهض حتر - بمنظرٍ مقرفٍ في محاكمة عادلة و أنت قابع في دهليز شاخص ببصرك أمام جرائمك. تتالى أشرطة المجازر و ما إِرْتُكِبَ من جرائم في حقّ الإنسانيّة بسببك فتصرخ جازعا و تفقد إيمانك بنفسك. لكن فات الأوان و إنتهى الأمر.

أتخيّل كلّ من ماتوا بسببك في حلقة كبيرة تمرّ أنهار الخمر بجانبهم و كلّ يتمم عمله الذي تركه قبل أن يُقْتَلَ، آخر الوافدين على المجموعة ناهض حتر بأقلامه و أوراقه و إبتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه، يجلس و يشرع في رسمك و تجسيدك يضع في يدك مسدّسا موجّها إلى الإنسانيّة و في كلّ مرّة تطلق رصاصك ليستقرّ في نعشها المهترئ.
يوقّع اللّوحة و يضعها بجانبه، يفكّر هنيهة ثمّ يشرع في الرّسم من جديد ...

متى ستنزل لتعلم مجانينك أنّ الكلمة لن تموت ؟
متى تقنعهم بالكفّ عن إزهاق أرواح الأبرياء ؟
ألا يزعجك منظر طوفان الدّماء المتدفّقة ؟
ألا تخجل من نفسك ؟


في إنتظار إجابتك - التي لن تأتي - تقبّل مني كلّ مشاعر الكره و الحقد.
ستلاحقك لعنتي إلى الأبد !



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ”سان دني“ لعلي مصباح : تاريخ جيل من المهاجرين
- كتاب -الثقافة محنة لذيذة- لخميس الخياطي: مسيرة مثقف تونسي
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 3
- إزدراء أديان أم ضحك على الذّقون !؟
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 2
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 1
- هوس
- راب تونسي : محمّد أمين حمزاوي
- نصر حامد أبو زيد : عدوّ الظلاميّة
- عبد الجليل بوقرّة : مسيرة بورقيبة من الإستقلال إلى الإنقلاب
- الإعاقات الدينيّة في البرامج التّلفزيّة : برنامج ”يصلح رايك“ ...
- عن المتوحشين الجدد وحقيقة الطبيعة البشرية
- فِي إِسْتِبْدَاِدِ اٌل”هُمْ“
- كتاب ”الأيّام الأخيرة في حياة محمّد“ لهالة الوردي : رحلة الب ...
- إصلاح الإسلام (6) : محمّد و الوحي (الجزء الثّاني)
- راب تونسي : فريد المازني ( المُهَاجِر )
- إصلاح الإسلام (5) : محمّد و الوحي
- لاَ لأَسْلَمَةِ المجتمع … لاَ للقرآن في مدارس الجمهوريّة
- مقداد السهيلي : عندما يصبح الفنان رمزا للفشل و الرجعيّة
- راب تونسي : كلاَيْ بِي بِي جِي


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء البوسالمي - رسالة إلى الرّب