كريم بياني
الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 21:25
المحور:
القضية الكردية
(تناغما مع ما جاء في ما كتبه الأستاذ آرام بالهتهی على حسابه في الفيسبوك بتاریخ 4.سبتمبر.2016)
لا يخفى على أحد أن القضية الكوردية تمر بمرحلة شديدة الحساسية والتعقيد، على جميع الأصعدة؛ السياسية والأقتصادية والأجتماعية. والعلاقات السياسية والحزبية الكوردستانية تعاني هي الأخرى حالة مزرية، من الارتباك والتنافر والتشتيت، في منعطف تاريخي؛ أحوج ما تكون القضية فيها الى توحيد الصفوف والمواقف.
العقل السیاسی الکوردی او الشخصیـﺓ السیاسیـﺓ الکوردیـﺓ تعاني من عقدﺓ سایکولوجیـﺓ مزمنـﺓ.. بسبب تماهي الحدود بین بین ما هو شخصي و ما هو سیاسي. هذا فیما یتعلق بالتعامل مع الاخر الکردي ـ ان صح التعبیر ـ لانە لایجوز ان یکون الکردي اخرا من منظور المصلحـﺓ الوطنیـﺓ والقومیـﺓ علی الاقل. ومن ناحیـﺓ اخری لا نری آثارا لهذە العقدﺓ فی اطار العلاقـﺓ مع الاخر الغیر کردي و تحدیدا أعداء الکورد. وهذە ظاهرﺓ غریبـﺓ تستدعي التقصي والدراسـﺓ، لانها ادت الی إنتهاج سلوک غریب علی المستویین السیاسي والشخصي.
الاحزاب الکوردستانية تنحی منحا ستراتیجیا فی إطارعلاقاتها مع الجوار الاقلیمي ــ وهو جوار عدو حسب المنظور السیاسی فیما هو متعلق بالمصلحـﺓ القومیـﺓ العلیا للکورد ــ فی حالتي التحالف والعداء، والاستقطاب الاقلیمي داخل الاحزاب الکوردستانیـﺓ تاریخیا، ظاهر للعیان ولا یخفی علی احد.. ربما تعتریه حالات فتور لکنها متعلقـﺓ دوما بمواقف مرحلیـﺓ او راهنـﺓ، لا ترقی الی صمیم أو مبدأ العلاقـﺓ.
لکن علی الطرف الآخر وعند النظر الی العلاقـﺓ بین الاحزاب ألکوردستانیـﺓ، نری انها محکومـﺓ بمبدٲ التکتیک والمساومـﺓ، وهی مرسومـﺓ عادﺓ وفق متطلبات الحالـﺓ الستراتیجیـﺓ التی تحدثنا عنها سلفا وتتجه ٳزائها وتتناغم مع بوصلتها. وجوهر إشکالیـﺓ الوضع الکوردي و تعقیداتە وجمیع إرهاصاتە تکمن فی هذا السلوک (السیاسي) الغریب والمریب، وهذا الوضع لا یستقیم إلاّ اذا استقام هذا السلوک وحدث تغییر جوهري وتبادل فی آلیات اللعبـﺓ السیاسیـﺓ بین حالتي التکتیک والستراتیجیا الآنفتي الذکر.. عندها فقط يمكن الحدیث عن إرادﺓ سیاسیـﺓ کوردیـﺓ.. وهو حدیث ٲلیم وذو شجون.
#كريم_بياني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟