|
السعودية؛ ثور هائج في حلبة مصارعة..
عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 17:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السعودية اليوم أشبه بثور هائج وسط إحدى حلبات المصارعة باسبانيا أو نيومكسيكو لابلاصا دي طورو تضج مدرجاتها بالمتفرجين وهم يهتفون هـولــي .... هـولــي ... .. . الثور السعودي يتلقى المناوشات من أكثر من مصارع ثيران ؛ وكلهم يتناوبون عليه بالرماح والسهام ويلوحون له بأقمشة حمراء؛ مبدين حركات رشيقة تلهب حماس المدرجات؛ ووسط الحلبة هناك فرسان البيكادور يتمخترون حول الثور بأحصنتهم المزركشة لتدويخه وتشتيت أنظاره وإدخاله في دائرة عدم التركيز...وفي الأخير يتدخل المصارع الرئيسي الماتادور بهندامه ووقفته المتأنية لغرس سكينه في رأس التوريرو ؛ ثم ينقل للمسلخ لتحويل لحمه لشرائح ونقانق لذيذة تباع في منتجعات ماربيا و مايوركا لتقدم في أطباق شهية لرواد المطاعم؛...وقبل هذا يقوم المصارع بقطع أذني الثور وطرف من ذيله.. . الآن ما زال الثور السعودي في طور المناوشات قصد إنهاكه..فقد تم الزج بالسعودية في مستنقع اليمن المسموم؛ وفي حرائق سوريا والعراق وليبيا؛ و مصر بساكنتها التي فاقت ال 90 مليون تعتبر أيضا جبهة لا تقل أهميتها عن مستنقع اليمن وسوريا؛ تستنزف هي الأخرى خزائن السعودية بالدعم المالي؛ فقد تم ضرب اقتصادها الى درجة الإفلاس؛ فالسياحة المصرية تراجعت بشكل رهيب و الجنيه في انخفاض أمام الدولار؛ والزراعة التي هي مصدر الغذاء تتقلص يوم بعد يوم بعد أن كانت مداخيل القطن لوحدها في عهد الملك فاروق قبل ستين عاما؛ أي قبل الثورة الملعونة تغطي نفقات وزارة التعليم والعدل والصحة؛ وفي عهد الملك فاروق كذالك كانت سهرة واحدة لكوكب الشرق أم كلثوم تكفي تموين دار للأيتام لمدة شهر كامل.
. المناوشات التي يراد بها ارهاق الثور السعودي قبل غرس السكين بين قرنيه هي الآن في مراحلها الحاسمة بعد أن صادق الكونغرس على مشروع قانون يجيز لأهالي ضحايا 11 سبتمبر الارهابية مقاضاة دول مثل السعودية لتورطها في الارهاب ؛ المناوشات دخلت مرحلة مفصلية بعد تسريب قيمة التعويضات المحتملة من طرف منابر مقربة لصناعة القرار بواشنطن والتي قدرت قيمتها في حدود 3 تريليون دولار. . اتفاق فيينا 5+1 في يوليو 2015 والذي مكن إيران من دخول النادي النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها هو أيضا مناوشة في وجه ثور هائج جعله اتفاق فيينا يحفر أرض الحلبة بحوافره الأمامية كالمجنون؛ ويصوب قرنيه يمنة ويسارا؛ ويوزع نظراته على المدرجات المائجة ... . إيران هي الحليف المستقبلي والاستراتيجي لواشنطن ؛ إيران تمتلك مقومات دولة المركز النافعة لكل العالم وللأمن القومي الأمريكي على وجه الخصوص ؛ فهي بموقعها الاستراتيجي على الطريق القديم لتجارة الحرير المؤدية للصين؛ وتمتلك حضارة ضاربة في جذور التاريخ؛ وساكنة إيران تفوق 80 مليون نسمة من اثنيات وأعراق مختلفة؛ وتزخر بثروات هائلة وفي مقدمتها النفط؛ وفوق هذا كله استطاعت الحصول على التكنولوجيا النووية؛ شعب إيران مبدع وشبابها له قدرة فائقة على التعامل مع مستجدات التكنولوجيا ؛عكس شعوب الخليج الصهدانة في الضفة الغربية من الخليج الفارسي والتي أدمن قسم من شبابها الأكل بشراهة والقيلولة والاستمناء على فيديوهات العري وأفخاذ نجمات الإغراء ....بينما أدمن القسم الثاني فيديوهات مشايخ الوهابية المحرضون على البغض والقتل والالتحاق بعصابات الارهاب في سوريا والعراق. . هذه كلها مناوشات قصد تدويخ الثور السعودي الأقرن؛ قبل أن يغرس السكين اللامع المسنون في ناصيته ويسقط أرضا وسط لابلاصا دي طورو على إيقاع تصفيقات البوبليكو وهتاف هولي ....توريرو وكأننا في خضم حلبة لمصارعة الثيران ؛لينقل بعدها الثور للمسلخ لتفصيل جسده لشرائح ونقانق لرواد المطاعم وأدوات تجميل لحسناوات اسبانيا... . وقبل الحديث عن 3 تريليون دولار كتعويضات محتملة من السعودية لضحايا 11 سبتمبر2001 عملت السعودية ومنذ تقلد السيسي مهام الحكم على الاستقواء بمصر للتصدي لعاصفة آتية لا ريب فيها ؛ وعملت أيضا على ترسيخ الفكر الوهابي بين السعوديين الذين باتوا في مجملهم يؤيدون تنظيم داعش؛ والكل يعلم أن أكثر الانتحاريين في صفوف تنظيم الدولة هم سعوديون . . السعودية على وعي تام أنه حتى في حال دفع التعويضات فان الكماشة الفولاذية الأمريكية لن تستثني المملكة الوهابية ؛تماما كما فعلت مع القذافي الذي دفع تعويضات لضحايا لوكربي وتخليه عن مشروعه النووي؛ وكانت نهايته دراماتيكية وأصبحت ليبيا بعده محرقة . . أل سعود ومنذ مدة وهم يمشون في اتجاه دعم السيسي ماليا؛ وتمويل الجمعيات والمساجد المتواجدة بأوروبا وأمريكا لمواجهة أعاصير العم سام السام والتمهيد ان دعت الضرورة لعمليات إرهابية نوعية في عواصم وحواضر الغرب الصليبي الكافر؛ هذا أفضل من أن يدفعوا 3 تريليون دولار لأهالي ضحايا 11 سبتمبر؛ و ينتهي الأمر بأمرائهم ما بين مسحول ومطفوس ومسجون ومرمي في مستشفيات الأمراض العقلية؛ وتنتهي مملكتهم الى يباب محروق يموت أهلها عطشا في صحراء الملح ... اذا حدث هذا؛ أي اذا سقط الثور السعودي وتم نقله للمشرحة قصد تفصيله فإن الشريط الغربي لخليج فارس الممتد من الكويت حتى سلطنة عمان سيذوب أتوماتيكيا في الوعاء الايراني؛ وسيصير البدوي العربي كفاكهة ناذرة وسط أرومة فارسية ستستوطن هذا الشريط الملعون ..وستمارس كل أنواع الانشطة من صيرفة وادارة وتجارة وحرف مختلفة ...
فهل فعلا سينتهي الأمر بالسعودية الى مصير ثور حلبات المصارعة الهائج وهو ملقى على الأرض والأسهم مغروسة في ظهره قبل إعدامه وجره بالبغال نحو الجزار الذي يكون بانتظاره بأحد مرافق الحلبة ...؟؟؟
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيسي: زفوني يا أقباط ...
-
حرب السعودية على المجوس والمخلوع في اليمن .
-
الأقباط المتوغلون ...
-
السيسي؛ الجنرال التائه
-
يوروشلايم....نتسرات.... بئير شيفع....
-
اشمل يا قبطي .
-
الأقباط؛ وسوق النخاسة الجديد
-
لماذا خذل السيسي الأقباط؟؟
-
النيل الازرق وزبيبة السيسي.
-
ناذر بكار؛ زينة الشباب المسلم ...
-
نتانياهو ببلاد منليك الأول يستحم بمياه النيل الأزرق ...
-
نتانياهو ببلاد منليك الأول يستحم بمياه النيل الأزرق ..
-
السيسي بين السلفية و ارهاب العقيدة ....
-
سيسي، رئيس للبيع.
-
تمثيلية تيران وصنافير ..
-
الأردن ؛ عرش بني هاشم الآيل للسقوط.
-
العهدة العمرية بقرية العامرية..
-
الفصل الثاني من الربيع العربوماني.....
-
أصفار لقبطيات متفوقات...
-
أوروبا بحاجة الى من يخصبها....
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|