أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - كيف فهم القطيع العراقي ديمقراطية العم سام














المزيد.....

كيف فهم القطيع العراقي ديمقراطية العم سام


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 14:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ربما لن يصدق احد أن أوربا اليوم كانت تعيش حكم الهي مطلق يستمد سلطته من السماء وكان الملك الحاكم اشد قسوة من حكام المسلمين اليوم فهو يعتبر نفسه مفوضا بأمر الله كما حكم هارون الرشيد من قبلة .
وان محاكم التفتيش المسيحية قتلت من الأوربيين أضعاف ما قتلت داعش من المسلمين .
أوربا اليوم تغيرت كثيرا ليس بكلمات المصلح والمرشد والمنبر بقدر ما ظهرت وسائل أنتاج حديثة ترافق مع نمو طبقات جديدة غيرت معها التاريخ وأسقطت كل مفاهيم الماضي حملت معها الكاهن والملك إلى مقصلة الموت .
فضح منظار غاليلو كذبة الكاهن عن السماء وجرد نيوتن السماء من سكانها كما يقول ماركس .
وحل العقل محل النقل وعادت أوربا إلى ديمقراطية أثينا القديمة لكن بصيغة محدثة وظهر مفكري الديمقراطية الجدد مثل ما أراد روسو تطبيق مبدأ الإرادة العامة في هذا العصر وان جاءت رياحه بما لا تشتهي سفنه لان الواقع العملي دائما لا يتشابه مع واقع التنظير .
سارت الديمقراطية بعد ظهور الثورة الصناعية ومنظريها وفتح الأسواق الجديدة واكتظاظها بالبضاعة وظهور صرخة ادم سميث دعة يعبر دعة يمر .
وهكذا ظهر البرلمان الحديث ومفهوم الدولة والشعب في وقت كانت فيه بلاد السواد لا تعرف من التاريخ سوى الله والفقيه وزوجاته الأربع.
وان انتقد الماركسيون هذه الديمقراطية البرجوازية ووصفوها بأنها تمثل مرحلة من مراحل التاريخ تتحدد بقوى الإنتاج تتجاهل في محتواها الارتباط التاريخي للطبيعة الطبقية للدولة كما وصفها لينين .
وبرزت الطبقة ومرشحها في المفهوم السياسي الحديث ونظرية المصلحة وكيف تنتخب الطبقات والمؤسسات الحديثة مرشحيها في البلديات وأماكن سن القوانين .
تنظر المؤسسات في أوربا إلى مرشحيها بأنهم سياسيين لهم القدرة على أقناع أفراد الشعب أو ناخبيهم بخطط وبرامج هذه المؤسسات في مرحلة معينة والتكيف مع الأزمات الطارئة .
ولهذا فليس لهؤلاء النواب أفضلية ولا يتمتعون بميزة مطلقة أو "كارت برانج" فهم يمثلون سيادة هذه المؤسسات الصناعية والهيئات الاستشارية أشبة بالموظفين وما يتطلبه ظرف المرحلة .
على عكس فهم القطيع العراقي لهذه الديمقراطية فالفائز العراقي يرى نفسه بأنة الله في عليائه ويتحول بعد الفوز بقدرة قادر ليصبح عارفا بكل شي ويحشر أنفة في الأمور المعروفة والمجهولة ويتدخل بعمل المؤسسات وتتجرد المؤسسات الاستشارية المليئة بالخبراء من أهميتها الإستراتيجية و تصبح إرادة الدولة بيد شلة من الأغبياء من غير العارفين بماهية الدولة وكيف تعمل مؤسساتها الإنتاجية والخدمية .
الفائز في الدول الأوربية هو ابن المؤسسة الصناعية أو الخدمية والعارف بدقائق عمل هذه المؤسسة وتراتبيتها الهيراركية وكيفية عملها في السوق وما تنتج من خدمات أو بضاعة وكيف ترتبط مع بعضها من المؤسسات برباط أفقي . عمودي أو تسير بصورة متوازية وكيف تسهم في زيادة الدخل القومي للبلد وبالتالي الإسهام الفعلي في صنع القرار وتحقيق المردود والمنفعة المتبادلة مابين الحق والواجب .
لا يعرف العراقي كل هذا ويفكر فقط في مخصصاته المالية وكيف يستلمها وكيف يتعاون مع المقاولين باختلاق مشاريع وهمية لنهب المؤسسات والميزانية .
وبالتالي فهو غريب بكل ما يمثل مفهوم الغربة عن عمل المؤسسة المنتجة للبضاعة أو للخدمة ولا يعرف معنى الطبقة أو الحزب لأنة ينتمي إلى شلة أو طائفة تفهم من الحياة فقط كيفية زيادة امتيازاتها من ميزانية الدولة لذلك فهو يصبح حجر العثرة الأول في عمل وأداء هذه المؤسسات .
لينعكس الأمر بالتالي على مفهوم الدولة حين تتداخل الأمور إلى فوضى حقيقية ويتحول الأمر إلى مهزلة .
لذلك فالديمقراطية في مفهومها التاريخي مرحلة من الفهم العالي في الفكر الإنساني في بناء المؤسسة – الدولة وليس من المعقول أبدا تطبيق هذا المفهوم في بلاد لا تعرف الصناعة والإنتاج والطبقة ومازالت تعيش إلى اليوم مفهوم العشيرة وتفكير القطيع .

//////////////////////////////////م
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والكارثة المقبلة
- لوحة من صوفيا .....قصة قصيرة
- ومازلنا نعيش ... العصر البطولي
- لحظة حرية .....قصة قصيرة
- مكتبة الجنرال القائد ......... قصة قصيرة
- درس الثاني من آب 1990 ...الوقوف بوجه رأس المال العالمي
- الرجل الذي هو ..أنا ..........قصة قصيرة
- عندما أحب القديسة....... قصة قصيرة
- الاختلاف مابين التشكيل البريطاني و الأميركي للعراق
- الحاجة إلى الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم
- طيور الشيخ المهاجرة ......................... قصة قصيرة
- هكذا قالت لي العرافة . .. قصة قصيرة
- كومونة بابل .... قصة قصيرة
- الكمين الأول ....والأخير .............قصة قصيرة
- ولازالت قوانيننا قمعية
- الفلوجة....الجدل السلبي للعملية السياسية
- وكانت رياح ..فهد ... قوية هذه المرة
- الحزب الشيوعي والطبقة البرجوازية
- هل سيقودنا التقدم العلمي إلى العصر الحجري ؟
- هل ألغى الديالكتيك المادي الطبقة العاملة العراقية


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - كيف فهم القطيع العراقي ديمقراطية العم سام