|
شذرات سياسية
غمكين ديريك
الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 11:08
المحور:
القضية الكردية
شهدت منطقة كردستان سوريا او مناطق تواجد الكرد السوريين في الاونة الاخيرة فترة اضطرابات ومصادمات وحوادث سلب ونهب للمحلات التجارية ، بالاضافة الى الاعتقالات التعسفية والتي طالت الاحداث ايضا ، وهي تعتبر امتدادا للعام الماضي ، او بالاصح هو انتقام من العام الماضي ومن انتفاضة اذار المجيدة ،ولكنها حالات طبيعية تصدر من قوى عنصرية او استعمارية ، تتمتع بالثقافة الانكارية والاستعلاء القومي ، وسوف تستعمل كافة الاساليب والسبل للنيل من قضية شعب مضطهد ، لاننا لايمكن ان نامل شيئا اخر من هذه القوى التي مازالت تقف على رجليها عن طريق هذه الاساليب والممارسات التعسفية والارهاب المنظم .
لقد استمر تطور القضية الكردية في سوريا من حوال خمسين سنة الى يومنا الراهن ، وهي اهدء من الهدوء الذي لاامل فيه ، او بشكل اخر نستطيع القول ان قيادات الحركة السياسية وان لم يفقدو الامل في حل القضية الكردية في سوريا الا انهم لم يكونوا يأملون في حلها ايضا ، (لان الحركة السياسية الكردية في سورية هي الحركة الوحيدة في العالم التي تفتقد الى الدبلوماسية والعلاقات الخارجية ، وهي الحركة الوحيدة التي تعيش بمنعزل عن التطورات والعلاقات الخارجية ، ولاتوجد لها ممثليات في الخارج ) او انهم لم يكونوا في مستوى قيادة القضية الكردية الى الحل المنشود ، وهذا ما يظهر بشكل جلي في برامج الاحزاب بشكل عام وفي ممارساتها العملية بشكل خاص ، وان كانت ظروف هذه الحركة قاهرة واصعب مما يتصوره اي متتبع للحركات السياسية او تاريخ الاحزاب السياسية ، لكن مهما كانت الظروف او شروط الحركة معيقة ، فان الموقف السياسي هو الاساس في النظرة السياسية لحل القضية الكردية في سوريا ، ووضوح هذه النظرة هي التي تشكل الارضية المناسبة لتشكيل ظروف اخرى افضل او اسوء ، في حال ممارستها عمليا ، وذلك عن طريق التعبئة الجماهيرية وتنظيمها من جهة ، وتشكيل ضغط خارجي دبلوماسي وعلاقات واسعة بعيداً عن الاحتواء والتقوقع في مناطقها فحسب .
لقد اعطى العام الماضي دفعا قويا وزخما للحركة الكردية في سوريا ،بحيث لم تعطه كافة التطورات في الخمسين السنة الفائتة مثل هذا الدفع، وان كانت تلك(الانتفاضة ) نتيجة طبيعية للتراكمات السياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية المفروضة على كردستان ، الا انها وبالارتباط بتاثيرات اخرى خارجية, استطاعت ان تكون على الاقل نقطة تحول جذرية في منعطف الحركة السياسية الكردية في سوريا ، وبذلك استطاعت ان ترقى بالقضية الكردية من مصافي المسائل العالقة او مشاكل الاجانب او الاوضاع الاقتصادية ، الى مصافي القضاياالجوهرية والتي تفرض نفسها على جدول الاعمال الداخلي والخارجي على حد سواء في الشأن السوري والشأن العام الكردي ، ولكن كل طرف يبحث بطريقه الى سبل الحل لهذه القضية ويريد من جهته التاثير عليها او تفعيلها وفقا لنظرته الى القضية وتصوراته لسبل حلها ، فالحكومة السورية او الدولة السورية (لعدم وجود حكومة ) تحاول وبشتى السبل النيل من االارادة الشعبية التي ظهرت بعد الانتفاضة ، وذلك بطرق القمع والارهاب والانكار كعادته من جهة, ومحاولة خرق الحركة السياسية وتشتيتها من جهة ثانية, بالاضافة الى زرع بعض التيارات المستقبلية والتي تعمل تحت- او وفق -توجيهاتها ، ومن طرف اخر تبقى قيادات الحركة في نزاع على اسم الحركة السياسية الكردية السورية وكيفية تسميتها ، وعدم الوصول الى توافق مشترك لسبل التعامل مع الاوضاع السياسية الراهنة والقضية بشكل عام, وسبل الممارسة العملية التي يجب ان تتحلى بها الحركة ، ومن جهة اخرى تحاول الحركة الكردستانية فرض بعض نزعات التهدئة على القضية و بشكل غير معلن ، خوفا من مصالحها مع الدولة السورية في الوقت الراهن ، مع بعض التحفظات على تطورها مستقبلا.
ان الحركة الكردية في سوريا تفتقر الى قيادة واعية وموحدة ، وهي بنفس الوقت تفتقر الى القوة التي تستوفي متطلبات المرحلة المقبلة وتلبية استحقاقاتها (لان الحماس الجماهير وعنفوان الانتفاضة لاتاتي بالنصر ان لم يكلل بالقيادة الحكيمة والتي تستطيع السير بها الى بر الامان ) وهي تتجه الان الى مصير مجهول تقريبا ، وهي في خطر حقيقي ، قد يكلفها المزيد من المتاعب ، ولان صراع اشباه القيادات على القضية يفقدها وزنها السياسي ويجعلها في مصافي التناقضات العشائرية ، ويشتت الجماهير اكثر مما تستطيع الدولة تشتيتها ، وقد ظهر هذا بكل وضوح في حادثة اغتيال وشهادة الشيخ الخزنوي ، فبينما تقوم بعض القوى على تقليد الابوجيين القدامى في الاستفراد بالجماهير وتعبئتها وفقا لمصالحها الحزبية الضيقة ، تقوم الاحزاب او الفصائل الاخرى بمحاربتها والتشهير بها ، وتبقى ابواب القضية مفتوحة على مصراعيها للتأويل والتحليل ، وتترك الممارسات الوحشية والقمعية والنهب والسلب في مأمن حتى من انتقادٍ ولو ببسيط ، وتقع اشباه القيادات الكردية في مهاترات لاطائل لها ، متناسين التطور الحاصل في القوة الاستخباراتية والحرب الخاصة والتي تستكمل قوتها بعد اتفاقية اضنة وتستفيد من التجربة التركية في ضرب الكرد بالكرد ، واظهار شقاق وتشتيت الحركة الكردية عن طريق اظهار بعض القوى بالراديكالية والاخرى بالمتخاذلة ، وتعبئة الجماهير وفق ذلك ، لاحتواء النقمة الجماهيرية وامتصاص رد فعلها الممكن ان يخرج من تحت سيطرة ومبادرة الحركة السياسية والتنظيمية ، وهذا ما تخشاه السلطة في الوقت الراهن ، وتعمل جاهدة للسيطرة على الوضع عن طريق سياساتها العنصرية والانكارية .
ان الحركة السياسية الكردية في سوريا بحاجة الى قيادة حقيقة ومسؤولة عن تسيير النضال الديمقراطي وتحمل تبعاته مهما كانت المخاطر ، وهي بنفس الوقت مضطرة الى ترتيب البيت الكردي اولا : وذلك عن طريق عقد مؤتمر وطني كردي سوري والوصول الى الصيغة الموضوعية للنضال الديمقراطي وتحديد التكتيكات الواجب اتباعها في الممارسة العملية ، وعدم اعطاء الفرصة للتشتت والانهيار التي من الممكن ان تحصل كما في السابق ، وان تخرج من هذا المؤتمر بإرادة موحدة تشمل التنظيمات السياسية والفئات الاجتماعية والثقافية للشعب الكردي في سوريا ، في لجنة تنسيقية او لجنة ممثلة للشعب الكردي السوري وتحدد مهامها في العلاقات والتحالفات .
ثانيا : على الحركة ان تعي باننا مضطرون للعيش مع القوميات الاخرى في البلاد وان كانت ثقافة الديمقراطية لدى اخوتنا العرب ضعيفة جدا ، الا انه لايمكننا حل القضايا الوطنية في الوطن السوري الموحد دون الرجوع او الاستغناء عن هذه العلاقات والتحالفات مع هذا الشعب (الشعب العربي ) والاقليات الاخرى في البلاد ، وتكون اللجنة المنبثقة من المؤتمر هي المسؤولة عن هذه المهمة وتكون القرارات بالنسبة للتنظيمات السياسية بمثابة توصيات ومرجع عام للحركة في اتخاذ قراراتها .
ثالثا :علينا ان نعلم بان القوى العالمية لها التاثير الكبير في مجمل الاحداث والتغيرات والتطورات في المنطقة وهي ستؤثر في طننا السوري دون ادنى شك ولاداعي للمغالاة في الوطنية المزيفة والتقليل من قوة ودور القوى الخارجية وتاثيرها ، لذا علينا ان نصل الى خطاب سياسي موحد ، والوصول الى قوة دبلوماسية كردية سورية موحدة في الخارج لجمع الدعم والتأييد لقضيتنا وان يحامى عنا في المحافل الدولية .
#غمكين_ديريك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور الشبيبة في ترتيب البيت الكردي السوري
-
تأهيل الشرق الأوسط الكبير
-
افتتاحية جريدة الوفاق العدد 22
-
الانظمة تخلق حفارة قبرها
المزيد.....
-
مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران
...
-
-الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا
...
-
الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين
...
-
الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو
...
-
هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق
...
-
مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه
...
-
كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم
...
-
سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي
...
-
سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|