جماعة حقوقية في فرنسا: نراقب اوضاع حقوق الانسان في العراق

الزمان

الحوار المتمدن-العدد: 14 - 2001 / 12 / 22 - 11:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

باريس ــ عراق بريس:
أصدرت منظمة حقوق الإنسان الفرنسية، قبل أيام، تقريرا موسعا أكدت من خلاله، مرة أخري, مواصلة الحكومة العراقية لسياسات القمع الجماعي ومصادرة الحريات مشيرة إلي اتخاذ هذه الممارسات أشكالا تصاعدية في الأشهر الأخيرة، انسجاما مع تصميم نظام الرئيس العراقي صدام حسين علي إسكات الأصوات المعارضة من خلال سلاح الحديد والنار، بالاستفادة من انشغال المجتمع الدولي بهموم إضافية تخص الاستقرار العالمي.
وفي اتصال مع وكالة، عراق برس، أكدت المتحدثة الرسمية باسم المنظمة، فرانسواز بريي، بأن التقرير المكون من أربعين صفحة ينقل صورة دقيقة لما يجري في الأروقة السرية العراقية من عمليات تعذيب ومصادرة شرسة للحريات العامة وبالشكل الذي يتناقض بالكامل مع جميع بنود حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي وأسس العدالة الاجتماعية، مشددة في الوقت ذاته علي أهمية توحيد جهود المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان من اجل الكشف عن هذه الخروقات التي أصبحت صورة ملازمة لبقاء صدام حسين في الحكم .
وتضيف فرانسواز بريي، إن التقرير الذي تمت صياغته بموجب الشهادات الحية التي حصلت عليها المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والمنظمة الفرنسية من العديد من المهاجرين العراقيين الموزعين علي الأردن وسوريا والعديد من الدول الأوروبية يتضمن ادانات حقيقية لاصحاب القرار السياسي والأمني في العراق ممن لا يعرفون غير القمع ومصادرة الحريات العامة سبيلا لإرهاب المواطنين قبل إعدامهم من خلال محاكمات صورية لا احترام فيها لأي بند من بنود التشريع العالمي لحقوق الإنسان .
وأولت الأهم من وسائل الإعلام الفرنسية بنود هذا التقرير وهذه القضية الخطيرة ما تستحقه من الاهتمام خاصة وان أبناء العراق، عربا وأكرادا وتركمانيين، يدفعون الثمن يوميا من حياتهم وكرامتهم ومستقبل أطفالهم الذي يكتنفه الغموض والضياع بسبب رغبة النظام إبقاء الأمور عند هذه الدرجة العالية من التوتر لتحقيق مآربه السياسية والاقتصادية والعسكرية من دون الاكتراث بمستقبل ملايين العراقيين المشردين والمضطهدين.
فقد خصصت صحف اللوموند والفيغارو والليبراسيون حيزا مهما للحديث عن واقع حقوق الإنسان في العراق في ضوء المعلومات التي قدمها التقرير وبالاستناد إلي المتراكم لديها من معلومات تتفق جميعها علي نقطة واحدة مفادها إن خرق حقوق الإنسان في العراق سياسة منظمة هدفها الأول والأخير إرهاب المواطنين للتغطية علي الإخفاق السياسي المنظم . وحيث اعتبر التقرير وهذه الصحف الرئيسة الفرنسية قطع آذان وألسنة العراقيين وذبح النساء من بين أسوأ الجرائم في الألفية الثالثة مما يستدعي وقفة دولية حازمة لاعادة الأمور إلي نصابها الصحيح .
وفي ما يخص النقطة الأخيرة تحديدا، قال إدريس اليزمي، السكرتير العام للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان، لوكالة عراق برس ان العالم لم يتخذ بعد موقفا حازما من النظام العراقي ينصف من خلاله شرائح المجتمع المختلفة، وهذا ما نعمل جاهدين علي تحقيقه لان السكوت علي جرائم القتل والتعذيب والتطهير العرقي التي يمارسها النظام العراقي وفق سياسة مدروسة، إن هذا السكوت هو أشبه بالمشاركة في الجرم لانه يمنح الجلاد فرصاً اضافية لممارسة القمع والتسلط مؤكدا إصرار المنظمة علي التعاون مع كل التيارات العراقية بهدف تقديم ما يضمن الاحترام الصحيح لحقوق الإنسان في العراق، فهذا الشعب لايستحق كل هذا التغييب المتعمد لحقوقه ومستقبل أطفاله تحت غطاء التحالفات الاقتصادية والسياسية ذات الامتدادات غير الواضحة في جوانبها الإنسانية .
وفي السياق ذاته، شدد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، فرانسوا ريفاسو، علي موقف باريس الرافض لكل محاولة رسمية عراقية تهدف الي توظيف الوضع الإنساني جراء استمرار العقوبات الدولية من اجل التملص من مسؤولياتها في احترام حقوق الأنسان وفق ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة وآخرها المتخذ في الثلاثين من شهر تشرين ثاني الماضي مؤكدا امتلاك باريس لمعلومات تخص استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في العراق .
وأشار ريفاسو الي ان بلاده مستمرة في مراقبة الموقف عن كثب، مشدداً علي ان (فرنسا وشركاءها الاوروبيين يتابعون ببالغ القلق وضع حقوق الانسان في العراق)

#الزمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات