|
البرلمان 18...سنة واحدة ومهمة خطيرة واحدة
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 23:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مساء الثلاثاء العشرون من هذا الشهر أيلول 2016 ، أسدل الستار على " العرس الديمقراطي " ، في أردن الحشد والرباط ، دون أن يعلم غالبية المترشحين - الذين صرف بعضهم الملايين من الدولارات كمال سياسي أسود ، وإرتكب من المخالفات ما إرتكب ، وأهمها : ممارسة الكذب على الناس بأنه جاء ليغير واقع الحال ، وهو يعلم علم اليقين ، أنه غير قادر على إجراء التغيير حتى في بيته – أن عمر البرلمان المقبل سيكون سنة واحدة على الأكثر ، وأن مهمة واحدة خطيرة جدا ستكون مناطة به ، ثم يؤتى ببرلمان جديد غيره ، يتوافق مع المرحلة الأردنية التي يتم تحضير الأردن لها ، والغريب في الأمر ان الجهات الرسمية حاولت الإيهام بنجاح العملية الإنتخابية ، من حيث نسبة المشاركة البالغة 30% علما أن هناك من يجزم أن النسبة تتراوح ما بين 15- 20% ، بمعنى أن ما يطلق عليه "حزب الكنبة " هو الغالب ، إذ ما ذا يعني وحسب الجهات الرسمية ، أن يقاطع الإنتخابات نحو 70% ممن يحق لهم الإقتراع في الأردن؟ هذه المهمة الوحيدة المناطة بالبرلمان المقبل ، هي تمرير الكونفدرالية بين ضفتي نهر الأردن ، ولهذا جيء بالإسلاميين للمشاركة فيه ، حتى يتم توزيع الدم المهدور على الجميع ، علما أن الإسلاميين كانوا من المقاطعين للإنتخابات الماضية التي أجريت عام 2013 ، وقد أشعلوا المنابر والشوارع تأييدا للإنتخابات وضرورة المشاركة فيها ، ولا أدري ما الذي حصل لنرى هذا التبدل السريع والحامي في المواقف ، أما لماذا توصف هذه المهمة بالخطيرة ، فلأنها تمثل عدوانا صارخا على الشعبين - الشعب الواحد ، لأنها ستلغي هوية الشعب الأردني المكتسبة منذ 100 عام ، وستلغي هوية الشعب الفلسطيني المتجذرة عبر التاريخ ، وذلك لصالح الهوية اليهودية - الصهيوينة الطارئة على التاريخ والجغرافيا. وحتى لا نذهب بعيدا ، ونفسح المجال لمن يتصيدون في الماء العكر ، فإن هذه الإنتخابات أكسبت الأردن الرسمي ، نقطة قوية ماسية على المستوى الدولي ، وهي أنه " ينتخب في حين أن الإقليم من حوله ينتحر وينتحب " - حتى أن مستدمرة إسرائيل تعاني ما تعانيه من عدم الإستقرار رغم حالة المنطقة ، وقد أثبتت نشميات الكرك " جنوبا" وأشاوسها الرجال الرجال ، وهم يشيعون الشهيد الشاب العمرو الذي إغتالته الأيدي الصهيوينة الآثمة في القدس قبل يومين أن فلسطين في وجدان كل أردني حر شريف ، وهذا بطبيعة الحال أمر مزعج لإسرائيل التي تظن واهمة أن الشعب الأردني معها - وهذا مصدر قوة لصانع القرار السياسي !؟؟ كما أن هذه الإنتخابات قد حرّكت بعض مفاصل الإقتصاد الأردني ، التي تعاني من الكساد بسبب مجريات الأمور في الإقليم ، مثل قطاع الخيم ومستلزماتها ، وكذلك المطاعم التي تقدم المناسف وسوق الحلال والحلويات وخاصة الكنافة والبقلاوة والقهوة، وقطاع المطابع والخطاطين والنقل وتوفير فرص عمل مؤقتة للشباب العاطلين عن العمل ، وأهم من هذا وذاك أن الفقراء والمساكين ، وجدوا من يتفقدهم بالصدقات" الرشاوى " لكسب أصواتهم من خلال المال السياسي الأسود ، ويروى أن أحد المترشحين الذي صرف أكثر من سبعة ملايين دولار على حملته الإنتخابية ، قد إجتمع مع أئمة المساجد في منطقته التي نزل عليها بالبراشوت في العاصمة عمان ، وقدم لكل واحد منهم تنكة زيت زيتون رشوة ، ناهيك عن البذخ الذي يمارسه ، وقيامه بالصرف أيضا على من تم فرزهم من القوى السياسية اليسارية للتحالف معه في قائمة واحدة ، وقيل أن الهيئة المستقلة للإنتخابات لم تقدر عليه لنفوذه العابر . وقبل الغوص في التفاصيل ، فإن أصحاب المال السياسي الذين صرفوا الملايين من الدولارات في بلد فقير ، قد أثبتوا أنهم كالشعراء الذين ورد ذكرهم في كتاب الله "يقولون ما لا يفعلون " ، فلو أنهم صادقين في شعاراتهم ونواياهم لوفروا ملايينهم التي صرفوها على شراء الأصوات ، وتقديم الصدقات المشبوهة ونثر صورهم في الشوارع ، ولبادروا فورا إلى بناء المصانع لأبناء الأردن الذين يعانون من البطالة ، وبذلك يثبتون صدق شعاراتهم وحبهم للأردن ولقيادته ، أما أن يفعلوا ما فعلوه ، فإنهم غير صادقين ويجب محاكمتهم وتوجيه سؤال واحد لهم "من أين لك هذا "؟ تميزت شعارات غالبية المترشحين بالإفتقار للحلول الواقعية لمشاكل الأردن المزمنة وحتى لمشاكل الأمة ، إذ أن بعضهم على سبيل المثال طالب بتحرير الأندلس ، وهناك من تعهد بمكافحة الفساد وإجراء التغيير الجذري في السياسة الأردنية ، وبأنه سيحدث إنقلابا جذريا في كافة مناحي الحياة الأردنية ، وهذه ظاهرة تتكرر عند بداية كل عملية إنتخابية جديدة . وهناك قضية أخرى ظهرت في هذا العرس ، وهي ظاهرة " الحشوات" في القوائم النسبية ، إذ يتطلب القانون الجديد الذي تم تطبيقه سابقا في بريطانيا الحزبية ، والآن يطبق في الكونغو كينشاسا ، تشكيل قائمة نسبية تتكون من عدة مترشحين يستقطبهم صاحب القائمة ، وربما يدفع لبعضهم مبلغا من المال للموافقة على التحالف معه ، مقابل أصوات عشيرته ، وبطبيعة الحال فإن الكثير ممن يشكلون القوائم لا يحالفهم الحظ ،لأن المطلوب فقط 130 برلمانيا والمترشحين نحو 230 مترشحا ، نجد الكثير منهم من أصحاب الرتب العسكرية والأمنية الذين لا يظهرون إجتماعيا بحسب طبيعة عملهم ، ومع ذلك يحصلون على نسبة عالية من الأصوات؟؟!! وقد إنفجرت قضية الحشوات قبيل ساعات من بدء العملية الإنتخابية ، لأن الحشوات إكتشفوا أن الجوكر يطلب من المتحالفين معه على إنفراد ب" صب " أصوات جماعته عليه وليس على القائمة! ومن النوادر التي شاهدناها قيام مترشحة في الكرك جنوبا بتوزيع الورود على الناس على أمل إستمالة الناخبين للتصويت لها . مخالفات بالجملة وقعت يوم الإقتراع مثل قيام لاجيء سوري بمحاولة الإنتخاب في الرمثا ، ودخول بعض الناخبين وهم يحملون أسلحتهم الفردية إلى قاعات الإقتراع ، وتصوير الورقة الإنتخابية وقد تم القبض على هولاء من قبل رجال الأمن ، كما وضعت بعض العراقيل أمام الناخبين ، مثل منع المراقبين من العمل والطلب منهم إبراز كتب رسمية تخولهم العمل مع انهم يحملون الباجات على صدورهم ، ولا يوجد بند يتعلق بالكتب الرسمية ، كما تم إغلاق بعض الدفاتر الإنتخابية وخاصة في منطقة بدو الوسط ، والتصويت المتكرر وبيع وشراء الأصوات وإشتداد ذلك في الساعات الأخيرة ، وكذلك الدعاية الإنتخابية داخل مراكز الإقتراع وتكرار التصويت الأمي وحجب نسب المقترعين وتأخير حضور بعض اللجان ، ووجود صلة قرابة بين بعض أعضاء اللجان والمترشحين في الدائرة ومنع الصحفيين من الدخول والتصوير وترويج أوراق إقتراع قديمة وفصل النت ، وجاء في اللحظة الأخيرة من الإنتخابات أنه تم سرقة ثمانية صناديق إقتراع في دائرة بدو الوسط وملئها بالأوراق الإنتخابية وإعادتها ، وقد تم إلغاء الإنتخابات في تلك المراكز ، والتحضير لإعادة الإنتخاب فيها في حال جرى تامينها ، ويتوقع إعلان النتائج يوم الخميس المقبل ، ليشهد يوم الجمعة الذي يليه مشهدا منسفيا وكنافيا لم يشهد له الأردن مثيلا.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرشح عبد الهادي المحارمة يفتتح مقره الإنتخابي بالهتاف ثلاث
...
-
الكونغرس والدعم الأمريكي لإسرائيل
-
طريق خراسان إلى إيران سالكة
-
الناشطة الأمريكية جاكي تيللور إسرائيل تحرض البيض على السود ف
...
-
ما أبلغ - القحباء- وهي تحاضر عن العفاف
-
العرق دساس لسابع جد
-
احمد ابو حسان: العربية للهلال والصليب الأحمر تشيد بالدور الإ
...
-
-سيسامي-
-
عائلة الأسد: أصول غامضة... وتضارب مثير للشكوك
-
المأساة السورية ..جريمة دولية بإمتياز
-
أمة مهزومة وتطلق الرصاص بالهواء وتأكل من منتجات عدوها
-
التعويض مقابل السلام ..آخر عتبات السجال مع إسرائيل
-
التيه رغم القناديل
-
الإنتخابات الأمريكية ..هيلاري أم ترامب؟
-
-السحيباني- يطلع على التفاصيل الأخيرة لمشروع -سلام- لدعم أطف
...
-
التطرف واقع وأسباب
-
حسن التركماني يدخل المعترك السياسي من خلال بوابة -الفرسان-
-
عبد الهادي المحارمة لمؤازريه في القويسمة : نسعى لتحقيق نصرة
...
-
روسيا ..الشريك الإستراتيجي لإسرائيل في المنطقة
-
المرشح عبد الهادي المحارمة لمؤازريه: صوّتوا لصاحب الخلق
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|