دور مركز كربلاء للدراسات والبحوث بلندن في التخطيط لمستقبل العراق

منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 22:32
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

دور مركز كربلاء للدراسات والبحوث بلندن في التخطيط لمستقبل العراق
الدكتور منذر الفضل

تسعى الدول المتطورة الى التخطيط في كل المجالات والحقول بهدف حل المشكلات ومواجهة الازمات التي تواجهها , كما تعتمد الدول , مثل امريكا وكندا واوربا , الى دعم المؤسسات غير الحكومية ومراكز البحوث والدراسات من أجل التخطيط للحاضر والمستقبل ولهذا تستضيف هذه المؤسسات والمراكز المئات من الباحثين والمحاضرين والاساتذه المتخصصين والخبراء والاستماع الى رؤيتهم وخبراتهم وتوصياتهم والاستفادة منها في تطوير بلدانهم .
ولاشك ان المؤسسات ومراكز البحوث والدراسات لا تتبع للدولة وانما هي منظمات غير حكومية وتعتمد في الغالب على المنح من الشركات والاشخاص الاثرياء والبنوك وغيرها لكي تصون استقلاليتها و لضمان الحياد والاعتماد على الحلول العلمية بعيدا عن السياسة والسياسيين او الولاء لهذا الحزب او ذاك وانما تجري الدراسات والبحوث والمحاضرات والنقاشات من أجل المصلحة العليا للدولة ولا يمكن لدولة ما ان تهمل التخطيط في كل شؤون الحياة وبخلافه فان الفوضى هي التي تسود والتخبط هو الذي يسري وتتعقد الازمات والمشاكل ويضيع المستقبل وتتضرر الاجيال , كما هو الحال في العراق الحالي .
وقبل الدخول في الموضوع , اي دور مركز كربلاء للدراسات والبحوث في لندن ونجاحه في هذا الميدان والفضل الكبير لجهود الاستاذ الدكتور رؤوف الانصاري رئيس المركز , لابد ان اذكر حادثة تؤكد اهمية وفاعلية التخطيط لمراكز ومؤسسات الولايات المتحدة الامريكية ومنها مثلا معهد المشاريع الامريكية AEI ومعهد السلام ومعهد اديسون وغيرها بالعشرات وهي ذات سمعه عالمية , وهذه الحادثة تتلخص بمايلي :

ارسل لنا معهد المشاريع الامريكية في واشنطن دعوة لغرض القاء محاضرة عن مستقبل العراق ومعرفة رؤيتنا لعراق ما بعد صدام وكانت المحاضرة يوم 10 اذار 2002 اي قبيل بداية الحرب على نظام صدام , ونشرت المحاضرة على مواقع متعددة نذكر منها الموقع التالي :

http://www.iraqwatch.org/perspectives/aei-postsaddam-100302.htm

ثم ارسلت الينا دعوة اخرى من ذات المعهد AEI يوم 5 اكتوبر 2005 وكان المؤتمر والمحاضرات بعنوان : (( Remaking Iraq )).

على هامش هاتين المحاضرتين التقيت باحد المفكرين والباحثين المتخصصين بالشان العراقي ـ وهو ليس عراقيا ـ وسألته عن وجوده في المحاضرة وماذا يعمل الان من مهمام علمية ؟

اجاب بمايلي :
( جئت من جامعتي متفرغا لمدة سنة كاملة لدراسة مناهج الدراسة لطلبة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في العراق لكي نعرف ما هي المواد التي تدرس للطلاب ؟ وكيف تصنع الطالب في ضوء هذه المعلومات ؟ وكيف نسيطر على هذه العقول مستقبلا ؟ وسوف اعطي نتائج البحث الى المعهد الذي تفرغت له لانجاز هذه المهمة وسيتولى المعهد بالتخطيط والتعاون مع المؤسسات الامريكية ليس لاصلاح المناهج الدراسية وانما للسيطرة على عقول الاجيال ).
وسؤالنا هو :
كم معهد في العراق او خارجه يضم مفكرين وعلماء وباحثين عراقيين يخططون لمستقبل العراق دون تدخل من مفكرين غير عراقيين للتخطيط لمستقبل العراق لاغراض غير معروفة تضر بمصلحة العراق ؟؟

نعود لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في لندن الذي نشأ وعمل بجهود الاستاذ الدكتور رؤوف الانصاري الذي كان مؤسسة فاعلة وناجحة ابان حكم الطاغية وفترة المعارضة العراقية , وتمكن من عقد مئات الندوات والمحاضرات في لندن حضرها الالاف من العراقيين ومن مختلف الاحزاب والحركات والشخصيات المستقلة ونذكر هنا من الحضور الدكتور فؤاد معصوم والدكتور المرحوم احمد الجلبي والدكتور المرحوم محمد مكية والدكتور محمود عثمان و مام جلال الطالباني والدكتور حيدر العبادي والدكتور ابراهيم الجعفري والدكتور محمد بحر العلوم وكاتب هذه السطور الدكتور منذر الفضل وغيرهم الكثير .
لا بل أنشأ الدكتور رؤوف الانصاري مؤسسة مستقلة ضمن فعاليات مركز كربلاء للدراسات والبحوث في لندن وقبيل سقوط الدكتاتورية هي ( هيئة دراسات مستقبل العراق ) وهي دلالة واضحة على وطنيته وحرصه على مستقبل العراق والتي ضمت الشخصيات التالية وهي :

اولا 0 الاستاذ الدكتور رؤوف الانصاري
ثانيا 0 الاستاذ الدكتور فؤاد معصوم
ثالثا 0 الاستاذ الدكتور منذر الفضل
رابعا 0 الاستاذ الدكتور محمد علي زيني
خامسا 0 الاستاذ فلاح شفيع
سادسا 0الاستاذ الدكتور كاظم شبر
سابعاـ الاستاذ الدكتور شيرزاد الطالباني
ثامنا ـالدكتور توفيق الياسري
تاسعاـ الدكتورة شيرين معصوم
عاشرا ـ الدكتورة مي باكوس
الحادي عشر ـ الدكتور برهان المفتي

ولعل من انجح المؤتمرات التي جرت قبل سقوط النظام الدكتاتوري وجرى توثيقها بالكتب التالية هي :

اولا- دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري
ثانيا - النجف الاشرف 0 اسهامات في الحضارة الانسانية / الجزء الاول
ثالثا 0 النجف الاشرف 0 اسهامات في الحضارة الانسانية / الجزء الثاني
رابعا 0 كركوك 0 مدينة القوميات المتأخية

هذا فضلا عن المحاضرات المهمة التي عقدت على قاعة مركز كربلاء للدراسات والبحوث في لندن والتي تناولت العديد من المواضيع المهمة , كالاعمار والسياحة والزراعة والصناعة والنفط ومشروع الدستور للعراق الجديد واصلاح القوانين العراقية والنظام القضائي , والثقافة والتربية والفنون , والبيئة والمواصلات والسكن وخدمات البنى التحتية وتطوير الاجهزة الامنية والنظام السياسي الجديد لاسيما ندوة ( الفيدرالية ) التي كان لنا اسهاما في عرضها في المركز المذكور وفي قاعة الكوفة في لندن بهدف ابراز شكل الدولة العراقية الجديد وتضمينها في الدستور العراقي لحل مشكلة الكورد وكوردستان وهذا ما حصل فعلا حين تشرفت بتكليفي بعد انتخابي عضوا في لجنة كتابة الدستور العراقي عام 2005 .

للاسف الشديد ان يتوقف مركز كربلاء للدراسات والبحوث في لندن بينما العراق بحاجة ماسة له لانه بالامكان ان يضم مئات المفكرين والباحثين والخبراء من اجل تقديم المشورة الصادقة والصحيحة لمؤسسات الدولة العراقية لحل المشكلات والتصدي للازمات والمصاعب التي يعاني منها العراق بسببها لفقدان التخطيط في كل مجالات الحياة في العراق.

ان العراق بحاجة الى الكفاءات لا الولاءات , ولا يمكن حل الازمات والمشاكل بدون الاعتماد على العقول العراقية والمفكرين والاكاديميين والباحثين وبخاصة ممن هم في المهجر اذ لا يوجد حتى الان احصائية في كل مؤسسات الدولة العراقية عن اعداد هذه العقول المهاجرة , والعراق بحاجة لهم وليسوا هم بحاجة الى مال او جاه او سلطة ملوثة بالفساد المالي والسياسي والاداري والاخلاقي .

ان احد عوامل مأساة العراق هي تهميش العقول والكفاءات العراقية ومحاربتها وهجرتها للمنافي بينما العراق بحاجة ماسة اليهم , وهذا يعني خسارة العراق للثروة الوطنية التي لا تعوض كما ليس من المناسب تفعيل ما يسمى بمؤتمر الكفاءات والتي هي عبارة عن تظاهرات اعلامية لاحزاب السلطة لا تخدم البلاد .

الدكتور منذر الفضل

أكاديمي وخبير قانوني دولي – عضو منتخب في لجنة كتابة الدستور العراقي
20 ايلول 2016

#منذر_الفضل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات