أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - الكذب .. في زمان الكوليرا !!















المزيد.....

الكذب .. في زمان الكوليرا !!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكذب .. في زمان الكوليرا !!

نستأذن الروائي المشهور جابرييل غارسيا ماركيز، في استعارة اسم روايته الشهيرة ( الحب في زمان الكوليرا ) ، تفائلاً بإصرار بطل روايته (فلورنتينو اريثا) واصراره علي بلوغ هدفه واصطباره لمده ( خمسين عاماً) ، لينال مطلوبه في التقرب من محبوبته (فرمينا داثا) ، بالرغم من سؤ الظروف الاقتصادية والحياتية والإنسانية !!
ومطلوب الشعب السوداني هو الخلاص من براثن سلطة الهوس الديني ، الذي يقارب الثلاثة عقود من الزمان، في تراجيديا غير مسبوقة في تاريخ وحاضر الشعب السوداني الصابر علي البلواء! والتوصيف البليغ علي الدوام لتلك الأوضاع انها مواصلة من (يفوقون سؤ الظن العريض) عوائدهم! في الكذب والنهب والفساد، والادعاء علي الله والتضليل باسم الدين.
وفي ظل هذه الهيمنه الاخوانية، يزداد وباء السكوت استشراءً ، خوف فقد الولد، مابين المعتقلات والرصاص الحي، وهتك العرض، وقطع الرزق، والاختطاف، والاعتداء بالضرب والأذي (بواسطة مجهول) !!
وتعلو أصوات الكذب وطحالب العطن للمتأسلمين، حدثاً تلو الآخر، ففي الوقت الذي يستشري فيه وباء الكوليرا! ويموت المواطنين ، وبالأخص الأطفال، في ولاية النيل الأزرق والروصيرص والدمازين وسنار وما جوارها من القري العديدة ،اذ تجاوز عدد الإصابات في تلك المنطقة 188 حالة.
وكما ظهرت حالات وبائية في كل من مناطق كسلا والنيل الابيض، تجتهد حكومة الاخوان المسلمين في تطفيف خطورته بتسميته ( إسهالات مائية) ، ارتعاباً من غول الكوليرا ، لان كل الذي يعنيهم، ان لاتتأثر استثماراتهم الخاصة! مع الشركات العالمية والإقليمية من اعلان الوباء ، لذلك يجتهدون في إصدار البيانات الكاذبة، بنفي وباء الكوليرا، وإخفاء الإحصاءات الحقيقية لإعداد الموتي والمتأثرين بالوباء في تلك المناطق ، كأنما ( الإسهالات المائية) مرض عادي وطبيعي!! غير عابئين بتزايد ارقام الضحايا وجزع الأهالي وحزن الأسر علي موتاهم !!
في وضع صحي غاية في التعقيد، اذ فاضت مستشفي سنار باستقبال الحالات من داخل المدينة ومن القري المجاورة ، وتقول التقارير المحلية انها بصباح اليوم فقط استقبلت حوالي 40 حالة، مقابل نقص حاد في الأدوية وضيق العنابر وانعدام الاسرة للمصابين ، ونقص الكادر الصحي المؤهل للطوارئ ،.
فلا الحكومة إعانتهم! ولا هي أعلنت منظمة الصحة العالمية ، والمنظمات الطوعية العالمية ، بحالة الوباء للتدخل ، ولا هي سخرت اعلامها لتوعية المواطنين من خطورة مرض الكوليرا، والاهتمام بالنظافة وغلي المياه ومحاربة الذباب وحرق النفايات وغيرها من طرق تحجيم انتشار المرض.
ولا حتي تسارع رجال وعلماء دينها! من اجل الإسهام في حفظ الانفس! ونشر التوعية للمصلين بدلاً من قراءة وتكرار ( الخطب الصفراء)! ومراضاة الحكام في الصمت عن البلاء.
وللإخوان المسلمين نقول، بدل الكذب علي الشعب وعلي الله، والخوف علي مصالحكم الخاصة!! والتغاضي عن إعداد الموتي! فلتكن لكم في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب أسوة حسنة، اذ يحكي في الأثر الديني، انه في عام الرمادة والمجاعة في سنة 18 هجرية، حرم علي نفسه الطعام وعاش معاناة رعيته، وكان منهم ولم يكتفي بالبيانات الكذوب!! وإنما كانت حياة الناس هي مسئوليته!
( قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "تقرقر بطن عمر وكان يأكل الزيت عام الرمادة، وكان حرم عليه السمن، فنقر بطنه بأصبعه. وقال: تقرقر تقرقرك إنه ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس) !
وبدل ان يألوا حكام الاخوان المسلمين جهداً في ان ( يحيا الناس)! فهم يزيدون في التستر علي الوباء، حتي يموت الناس مزيد..
وهل يجرؤ حكام الاخوان المسلمين علي غير الكذب في هكذا محن؟ فهم علي الدوام في حالة انشغال بدرء التهم والفساد عن ولاتهم ، ففي الولاية المنكوبة نفسها نجد نوابهم تطاردهم التهم ( يواجه عضو في المجلس التشريعي لولاية النيل الأزرق الاتهام في (15) بلاغا جنائيا تحت المادة (179) من القانون الجنائي المتعلقة بتحرير شيكات من دون رصيد لحوالي (15) شخصا بمدينة الدمازين من حسابه المغلق استولى عبرها على سيارات ومواتر وشحنات دقيق قمح وأشياء أخرى اشتراها من أصحابها وحرر لهم شيكات بلا رصيد ...وأوضح الشاكى أنه وجد أمام المجلس (14) طلبا لرفع الحصانة عن العضو نفسه في بلاغات مماثلة).
وبالطبع وقفت الشرطة عاجزة عن تطبيق القانون لان العضو البرلماني محصن..
ومن أعجب البيانات والأخبار التي تجافي المعقولية !! ما طالعتنا به الصحف السودانية ، والذي يصيب الانسان بالحيرة، ان الخبر جاء في صيغة البشارات التي تزف للشعب السوداني! بالصورة التي تدلل علي الاستهانة بهذا الشعب الكريم ، ايضاً يؤكد علي ان الاخوان المسلمين مايزالون يكذبون بالدين .
ورد في الخبر ( توبة 206 من النهب والإجرام بمحلية السنطة وإنضمامهم للمؤتمر الوطني).. (أشار والي ولاية جنوب دارفور اللواء الركن آدم محمود جار النبي، الي ان معتمد السنطة العقيد علي سليمان ابو ضراع ، بذل مجهود مقدر لاقناع المجموعة التي تتكون من ( 206) شخص للتخلي عن ممارسة اعمال النهب والاجرام وقد توجت مبادرته بتوبة المجموعة ، ووقوفها مع الأجهزة الأمنية بالمحلية ومساندتها في المساهمه في بسط الأمن والاستقرار وانضموا للوطني وأعلنوا مشاركتهم في التصويت لصالح مرشحي الحزب في الانتخابات المقبلة، ونوه جار النبي الي حكومة الولاية أعلنت العفو عن المجموعة الا في الحق الخاص) ... انتهي
هل يأتري يجهل الاخوان المسلمين شروط التوبة النصوحة في الاسلام ؟؟ والتي ورد التعريف بها ( الإقلاع الفوري عن الذنب، والندم على ما فات منه، والعزم على عدم العودة فيه) ، فهل ضمن تلك الشروط ان يجازي المذنبين بالمناصب والكفاءات؟؟
فهؤلاء ( المجرمين)!! باعتراف وشهادة السلطات، بممارستهم لاعمال العنف والنهب والاجرام! يجب ان يعاقبوا علي جرمهم! وان ترد المظالم لاهلها، وان يُودِّعوا السجون ، بدل من ان يلحقوا بركب ( المتمكنيين) في حكومة المؤتمر الوطني!!
وكيف يمكن لهؤلاء 206 شخص ان يبسطوا الأمن والاستقرار؟ وهم حديثي عهد بالإجرام، وكانوا يروعون المواطنين ، بالأمس القريب، ولم يتوبوا خوفاً من الله ورسوله ، او رأفة بالمساكين ، او حتي خوفاً من الحكومة نفسها!! وإنما تم الاجتهاد في إقناعهم! بواسطة معتمد المحلية!! في صفقة بائنة بينونة كبري، بينهم والحكومة ، بعد ان تم إغرائهم بالمكاسب والمناصب ، منها العفو العام! والانضمام للأعيان المعترف بهم في الوطني، مقابل التصويت للمرشحين في المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة!! ومن الواضح ان هؤلاء المرشحين المقبلين ليس سوي الحاكمين والولاة الآن.
والدليل علي ذلك ، موقف العقيد علي سليمان ( ابو ضراع) نفسه، الذي قام بإقناع هؤلاء الخارجين علي القانون، ففي العام الماضي، تم إعفائه من منصبه كمعتمد لمحلية السنطة ! بواسطة والي ولاية جنوب دارفور ( السابق) آدم الفكي في يوليو 2015 ، (وأرجعت مصادر مطلعة إعفاء المعتمد إلى حضوره إلى عاصمة الولاية نيالا أثناء المواجهات بين الرزيقات والهبانية، بسبب اتهام متبادل بينهما بسرقة مواشي، وعدم تمكن مسؤولي حكومة الولاية من الوصول إليه بسبب إغلاق هاتفه الجوال)... وهي الأحداث التي راح ضحيتها، 40 شخصا من الهبانية، و130 شخصا من الرزيقات.
( بحسب مصادر راديو دبنقا)
فبعد تلك السابقة ، بغض النظر عن كيف عاد مجدداً للوظيفة، وما الذي حدث! فلقد ادمنا مخازي الحكومة. لكن هل يعقل ان يؤتمن ( ابو ضراع)! كمعتمد للمحلية ، علي ارواح وسلامة المواطنين في المنطقة وهو بصحبة هؤلاء ( التائبين) ؟؟
وهكذا يتلاعب الاخوان المسلمين بالحكم والكراسي، كانما قد ضمن الاخوان المسلمين ورئيسهم، انهم مخلدون في حكم هذا البلد الطيب ( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم
ينالون الوظائف والمواقع القيادية بواسطة التمكين وليس الكفاءة ، ثم يختلفون فيما بينهم فيتبادلون المواقع! فيكتبون الرسائل للشعب السوداني ، يتشاكون من ظلم اخوانهم لهم، وفي نفس الوقت لايخفي علي حصيف ،الاستجداء والتملق لاصحاب المشروع الحضاري لبعضهم البعض .
ويؤكدون ان ( تغيير) المواقع وانهاء خدماتهم، هو من اجل خير الشعب السوداني!! اذ هم ( اصحاب رسالات) !! ابتداً من حادثة ( الوداع الباكي) الشهيرة! لكمال عبد اللطيف وزير المعادن. ومروراً بسكرتير البشير أبي عز الدين ، وكيف ان بعض (اخوانه) تربص به، لكنه نصح الشعب السوداني، باحترام ولاة الأمر في البلاد. والثقة فيهم ( فرؤيتهم لا شك هي أوسع للمشهد كاملا).. وانتهاءً بالمجاهد سوار حديثاً!!! فقد ذكر في ( خطبة) الوداع :
( و ختامآ أؤكد أنني صاحب رسالة و مشروع سأقوم بواجبي حتى آخر ساعة في حياتي،،
و لكني سأبتعد في الفترة المقبلة عن رهق الوظيفة العامة،،،
و جزاكم الله خيراً و أدام إخاءنا و مودتنا،،
أخوكم / حاج ماجد سوار) ..انتهي جريدة الخرطوم
والسؤال ما الذي يهم السودان في ابتعادكم ، وتبادلكم الكراسي؟ فهل علوتم السطلة برضا الشعب ؟ او عبر الانتخابات النزيهه ؟ وهل خدمتم احتياجات المواطنين؟ هل شهدكم المواطنين قط، ورئيسكم البشير في مناطق الكوارث او الفيضانات حين حدوثها ، كما يفعل كل الحكام والرؤساء ؟
الحقيقة ان حكمكم غير مرغوب فيه ورحيلكم غير مأسوف عليه.
وتحية لابناء هذا الشعب المصابر ، فهو بالرغم من حكومته المعطوبة ، وشح الإمكانيات، استجمع إرث النفير و بدأ يتناقل اخبار كارثة وباء ( الكوليرا) او ( الإسهالات المائية) كما يحلو للحكومة ( تدليل) الموت!! ومحاولة بذل التوعية عبر الوسائط الإعلامية والتحرك في تلك المدن ، في محاولة مد العون بالرغم من عجز الحيلة.
بثينة تروس



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطة الجامعية !! أغتيال الوعي والطلاب!!
- الوهابية.. والمنابر الحرة !!
- أفراح الرئيس...دموع الشعب!!!
- الإرهاب... خيبة الإسلاميين!!
- ( معاً)...نحو تحرير السوداني من سياج القداسة...
- بل نال السودان منكم كل الويل يا هؤلاء !!
- الطلاب يستشهدون !! والاخوان المسلمون يستنفرون !!
- تصريحات الاخوان المسلمين !! بين نقض التجربة !! واشتهاءات الس ...
- عندما يكون الهوس الديني حكومة!!
- رحل الترابي.. ومازالت عجلة الهوس الديني تدور !!
- حاج ماجد سوار ( التمكين) في الحكومة.. والفئ في كندا!!
- وانا ما بجيب سيرة الجنوب !!
- ( الخال الرئاسي) !!وهل لك مقال صدقٍ فيؤتمن!!!
- ومن أجل هذا نحتفل بذكري الأستاذ محمود محمد طه!
- شبابنا بين ( جاهزية) داعش.. ( وجهلنا ) بالدين!
- سعد أحمد سعد ( عفريت الجن) ولغة الخطاب الديني التكفيري
- رجال الدين ( يؤخرون عقارب الساعة) في قضية المرأة


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - الكذب .. في زمان الكوليرا !!