داود خوري
الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 09:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ان بعض منظري الحداثة اليوم في العالم العربي والأسلامي لا يستطيعون أو لا يريدون, موضوعيا او ذاتيا, اجتيازالتنظير للمنظومة الثقافية الدينية المعتمدة في ألاساس وبشكل خاص عل ثقافة الشريعة الأسلامية وافرازاتها المختلفة. حيث أن أساس نظرتهم لهذه الثقافة أنها هي تاريخنا أو الجزء الكبير منه وعليه لا مضرة بالاعتماد عليها في سبيل التطور وذلك في ظل الدولة القائمة, المغذية لها والمتغذية منها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
هم لا يستطيون الفرز والفصل بين هذه الثقافة (الدين ,الشريعة وافرازاتها) كجزء من تاريخنا أو كتاريخنا بكامله. وبين عملية التطور الحداثي وديلكتيكها وأصبحوا يخجلون ذكر مصطلحات مثل, رجعيه, رأسماليه , مصطلحات متعارف عليها منذ الثورة الفرنسية, فلم يبقى لديهم غير اعطاء مفهوم "حداثي تنويري" للرجعية , بالرجوع الى السلف من أجل بناء نمط اجتماعي واقتصادي "حداثي وتنويري" للدولة العربية الاسلامية التي ما زالت تعيش في السلف والخلف بعد ثلاثة قرون من وفاة أيزاك نيوتن Isaac Newton., وتبرير الأفعال الوحشية للعصابات اللأسلاموية المافيوزية من قتل وتدمير, وفتح مساحة سياسية ودعائية واسعة لهم لتدمير ليبيا وسوريا, التي لم يبقى منها الا الندر القليل من الحجر والبشر لتطبيق الديموقراطية والحرية التي ينبذها مستقطبيهم, بدعم مالي من عروش ومشايخ وملوك رجعية مستفيضة بالتخلف.
نحن الان في الربع الاول من القرن ال21 في حقبة وسائل الأتصال الالكترونية السريعة, وعلى مساوئها, يمكن الاقتراب من الحقيقة وفهمها, ولسنا في فترة فرنسا فولتير Voltaire الذي لم يكن ليستطيع القيام بحملة لتبرئة أحد البروتستانتيين بعد وفاته, نتيجة تعذيبه على يد رجال الكنيسه الكاثوليكية , بالاعتماد على الشريعة الكنسية والتراث اللاهوتي الشريعتاني للقديس أغوسطين وتوما الاقويني.
#داود_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟