شريف مانجستو
الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 16:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماذا يحدث فى كوكبنا هذه الأيام ؟. إنى أرى أشباح تتحرك فى سيرك . وأرى أُناس يلعبون بمنتهى الوضاعة فى مصائر شعوب ومُقدّرات أُمم . و أرى صرخات كالهُراء ، وهُراء كالصُراخ . أرى عصابات دراكولا و كاليجولا تقتل من أجل القتل ، وتسبى من أجل السبى ، وتحرق من أجل الإحراق .
فالمشهد العبثى يظهر بجلاء فى كُل مكان ، وتحديداً فى الشرق الأوسط . حيث الإرهاب المُنتشر كالطاعون فى مُعظم المُدن والأرياف . هذا الإرهاب لا يقبل أى حوار أو نقاش أو تنازل . إنه الموت فى صورة قاسية جداً . الأطفال يعبثون فى عالمنا العربى بالكرة ، والإرهابيون يعبثون بجماجم القوم افتخاراً بسحقها . نحن من صنعنا هذا الإرهاب بأيدينا .لقد جعلنا لهذا الإرهاب قلب ينبض وعقل يُخطط و يتآمر . نحن مددناه بالتخلف و الجهل والفكر التقليدى . لقد تركنا الاستبداد يعصف ببلادنا لعقود بدون عدالة ناجزة أو ديمقراطية حقيقية و عدل اجتماعى حقيقى . و الآن هذا الإرهاب يرد إلينا ما قُمنا بإعطائه إياه .
هناك دول فى الشرق الأوسط انتهت ملامحها وأصبحت ملجأ لخفافيش تنهش أجساد العرب . فى سوريا حيث الدمار والانهيار والهروب . وفى اليمن حيث الاقتتال الطائفى المدعوم طائفياً من أباطرة الطائفية فى العالم الإسلامى . وفى العراق تجد حشود من القبور متراصة بحرص ، وذلك من اجل وأد أى رغبة مناهضة لخطر الكراهية و إماتة الضمير . وفى ليبيا تقبع إمبراطورية الظلام الدينى التى جائت على أكتاف حلف شمال الأطلسى . و فى الصومال حركة من الشباب تقتل القاصى والدان ، دفعاً عن الإسلام ، حيث القتل والتفخيخ هو الراعى الرسمى فى مقديشيو .
كل هذا يحدث وغيره فى عالمنا العربى الذى ضيّعته الأحقاد والمذهبية البغيضة . واستخدمته أسوء الانظمة الاستعمارية فى العالم بحقارة مُنقطعة النظير .
فهذه الأنظمة استغلت عوامل الضعف لدينا من أجل تقسيمنا إلى فُتات مكسور بلا فائدة . و سخّروا كل مايملكون من مراكز بحثية لتنقيذ أجندتها تدريجياً ، من اجل إراقة دماء العرب والمُسلمين . وبأسلحة تلك الدول الاستعمارية .فنرى أمريكا فى المشهد تدفع المليارات من أجل جماعات إرهابية ، وروسيا أيضاً تدفع مليارات دعماً لنظام بشار الأسد من أجل جلب ميليشيات شيعية من لبنان و أفغانستان و العراق .
فالموت مدفوع الأجر ، وهناك وسطاء فى غاية التواطؤ و الوضاعة . ونحن نرى الدماء تنزف من رؤوسنا وكأننا أطفال فى مرحلة رياض الأطفال . لا ننتفض لوقف هكذا اقتتال وهكذا استخفاف بأرواح البشر . أفيقوا يرحمكم الله .. لقد هرمنا من خيانات القوم .
#شريف_مانجستو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟