أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما مغزى أن يكون رئيس الوزراء أحد اللواءات؟















المزيد.....


ما مغزى أن يكون رئيس الوزراء أحد اللواءات؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5288 - 2016 / 9 / 18 - 16:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما مغزى أنْ يكون رئيس الوزراء أحد اللواءات؟
طلعت رضوان
متى بدأتْ منظومة (عسكرة المجتمع)؟
لماذا تشابه حكم العمامة وحكم النسر؟
ردّدتْ الصحافة المصرية خبر تشكيل وزارى جديد ، والمُـرشـّـح لمنصب رئيس الوزراء اللواء (محمد العصار) فهل سيفعلها السيسى؟ وإذا فعلها فما نتيجة ذلك؟ وهل ينفصل ذلك عن تعيين المحافظين الأخيرة ؟ حيث خمسة لواءات من ستة.
وبغض النظرعن احتمال تعيين اللواء العصار لمنصب رئيس الوزراء، أو أنْ يأتى شخص مدنى لهذا المنصب، فإنّ النتيجة لن تؤثرعلى منظومة الحكم التى أحكمتْ قبضتها على المجتمع بواسطة تعيين اللواءات فى المناصب المدنية (محافظين، رؤساء مدن وأحياء ورؤساء شركات)
وإذا كان الأحرار يرون خطورة تعيين اللواءات فى المناصب المدنية، فإنّ عددًا كبيرًا من الصحفيين رحـّـبوا بتعيين اللواء العصار لمنصب رئيس الوزراء، وكان أكثر المُـتحمسين لذلك كبار صحفىّ الأهرام أصحاب المقالات الثابتة، وبالأخص من يعملون بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وأعتقد أنّ الجدير بالتنويه والذكر فى هذا المجال، هو أنّ تعيين اللواءات فى مناصب الدولة العليا (المدنية) بدأ مع نظام يوليو1952واستمرّ طوال حكم السادات ومبارك والسيسى. وإذا كانت التجربة أثبتتْ فشل هؤلاء اللواءات فى رعاية مصالح الدولة (ناهيك عن مصالح المواطنين) فلماذا يـُـدافع صحفيو الأهرام عن تلك الظاهرة الكارثية؟
وأعتقد أنّ السؤال المسكوت عنه (منذ يوليو52وحتى الآن) ما هدف تعيين اللواءات فى المناصب المدنية؟ أعتقد أنّ الهدف كان ولا يزال هو تحقيق آلية للحكم تؤدى إلى منظومة (عسكرة المجتمع) وكان أ. طارق البشرى (عندما يلتزم بمنهج التأريخ) محقــًـا عندما ذكر أنّ نظام يوليو52 ((ولــّـد عددًا من التناقضات داخل بنيته وجرى إخفاؤها.. وكان من الصعوبة بمكان (تلجيم) المجتمع بكامله وأنْ يـُـشد عليه وثاق وحيد)) (الديمقراطية ونظام يوليو52- كتاب الهلال- ديسمبر1991- ص288) وعن تلك القبضة الحديدية ذكر أنّ شمس بدران (مدير مكتب المشير عامر، ثم وزير الحربية) أنّ عبدالناصر اعتبره معاونــًـا لنائب القائد الأعلى فى ممارسة اختصاصاته. ثم صدر قرار نائب القائد الأعلى (عبدالحكيم عامر) بضم عدد كبير من الاختصاصات إلى وزير الحربية، ثم نـُـقلتْ إليه تبعية مصلحة السواحل وحرس الجمارك والمؤسسة الاقتصادية للقوات المسلحة، وتبعية الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء. ليس ذلك فقط وإنما تمّ ارتباط بين وزير الحربية وكل من إدارة المخابرات العامة ومباحث أمن الدولة ووزارة الحكم المحلى لاتمام السيطرة العسكرية على المحافظات. وكذلك ارتباط قيادى وتنظيمى بين وزارة الحربية وقطاعات كثيرة فى الدولة بحجة الاستفادة من العسكريين بتعيينهم رؤساء مجالس إدارات وأعضاء فى أغلب مؤسسات وشركات القطاع العام. وارتباط مع وزارة الخارجية بتعيين بعض السفراء فى الخارج من الضباط وكذلك السيطرة على المدارس الثانوية والكليات الجامعية. وكانت قمة المأساة فى مايو1967حيث طلب عبدالحكيم عامر من عبدالناصر أنْ ينقل إلى وزارة الخارجية عشرة من قيادات الضباط الذين فوجىء محمود رياض (وزير الخارجية) بأسمائهم ، وكان فى مقدمتهم اللواء أحمد إسماعيل الذى قاد حرب73 فيما بعــد ، وأشـّـر عبدالناصرعلى طلب المشير بالموافقة (من 353- 355)
واعترف ناصرى كبير (جميل مطر) أنّ ضباط مكتب المشير كانوا يتحكمون فى إدارة القرار السياسى فى مصر. ونقل عن مذكرات أحد السفراء الذى قـدّم تقريرًا لعبدالناصر عن أحوال مصر، فإذا بعبدالناصر يعتذرعن فعل أى شىء وبرّر ذلك بقوله ((لأنى وأنا رئيس الجمهورية كنتُ مغلوبـًـا على أمرى من المشير وعصابته)) وذكر أنّ وكيل وزارة الخارجية كان أحد كبار ضباط مكتب المشير، وكذلك كبار العاملين فى مكتب وزير الخارجية، كلهم- باستثناء المدنيين من صغار الدبلوماسيين والإداريين- من العسكريين وعدد منهم أقارب لضباط مكتب المشير ((وكانت ترن فى أذنى العبارات المعادية للمدنيين)) وذكر أنه بعد أنْ عمل فى سفارة مصر فى الأرجنتين، أنّ كثيرين من العسكريين (فى المكاتب الإعلامية والثقافية والتجارية) لم يقدموا على امتداد سنوات عملهم فى الأرجنتين خدمة تذكر للدولة التى تحمّـلتْ أعباء سفرهم وعائلاتهم وتحمّـلتْ نفقات علاجهم..إلخ. وأنّ وزير خارجية الأرجنتين قال : أحب مصر كثيرًا. ولكنى أشعر أنّ واجبى نحوكم أنْ أصارحكم بأنّ سمعة طاقم السفارة فى بيونس أيرس لا يـُـرضى أحدًا.. وأنهم لا يـُـمثلون مصر وتاريخها العريق، وأنه لابد من تغيير طاقم السفارة (بسبب سيطرة الضباط) واعترف السفير المصرى أنّ أعضاء السفارة بالأرجنتين مشغولون بالتجارة وجمع الأموال، أو قضاء سهرات حمراء.. ولم أجد من بينهم ما تشغله شئون مصر، وإنما همهم قضاء وقت للتربح والتنعم (أول الحكاية حكايتى مع الدبلوماسية- كتاب الهلال- إبريل2002- من ص17- 33) ولكن أخطر ما ورد فى الكتاب ما نقله جميل مطر عن أحد السفراء حيث قال : ليس كل من عمل سفيرًا بسبب خبرته أو كفاءته ((هناك من ذهب لأنّ فى ذهابه مكافأة لتحسين ظروفه المعيشية ولينعم بالعملة الصعبة. أو لأنّ فى ذهابه فرصة لتحسين الأداء فى وزارة نصف موظفيها غير وطنيين والنصف الآخر مهربون)) (ص227) وأعتقد أنّ شهادة أ. جميل مطر غاية فى الأهمية، حيث أنه (ناصرى الهوى) وبالتالى فإنّ شهادته غير مجروحة، ولا يمكن الطعن عليها أو التشكيك فيها.
يـُـضاف إلى آلية (عسكرة المجتمع) لإحكام القبضة الحديدية على المواطنين، كارثة تبديد أموال الدولة، حيث أنّ اللواءات الذين يشغلون وظائف مدنية من أصحاب (المعاشات) أى أنهم يجمعون بين معاشهم ومزايا المنصب الجديد، فى حين أنه (وفقــًـا لادعاءات النظام عن العجز المالى) أنْ يجلس هؤلاء فى بيوتهم مثلهم مثل غالبية شعبنا المحالين إلى المعاش. كما أنّ هؤلاء الضباط يـُـمنحون مكافأة نهاية الخدمة وقيمتها المرتفعة جدًا تسمح لهم باستثمارها.
ولأنّ أى نظام استبدادى (على مدار التاريخ الإنسانى) تمثل فى الحكومات الدينية والحكومات العسكرية، لذلك كان المفكر الكبير د. فؤاد زكريا على حق عندما كتب ((..وإذا كانت أقطار إسلامية/عربية كثيرة قد خضعتْ طويلا لحكم النسر، واعتادتْ أسلوب الحكم المُـرتكز على القوة، وافتتنتْ بسلطة القوة وجبروتها، فإنّ حكم النسر هذا هو خير تمهيد لحكم العمامة، لأنه عوّد الناس طويلا على الطاعة، وأفقدهم ملكات النقد والاعتراض.. وأنّ زوال حكم العقل وانعدام النقد والمناقشة، وترسيخ السلطة المطلقة، هو قاسم مشترك بين التطرف الدينى والاستبداد السياسى، وكلاهما يساند وجود الآخر ويـُـدعمه حتى لو حاربه وقاتله)) (الصحوة الأسلامية فى الميزان- دار الفكرالمعاصر- عام1987- ص33، 167)
فهل يتعظ السيسى من تجربة أكثر من ستين عامًا، أم أنه مُـصرٌ على منظومة (عسكرة المجتمع)؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتجاهل المستشرقون والإسلاميون (المعجزات) المصرية؟
- الصراع النفسى داخل الضابط (المثقف)
- أليس نظام الكفيل عبودية عصرية ؟
- هل دوافع المستشرقين المدافعين عن الإسلام بريئة؟
- الديانة العبرية والأساطير والتضحية بالأبناء
- أردوغان يطالب باسترداد الأهرام
- تواصل حوار القرآن مع الواقع
- هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟
- هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟
- ما سر الولادة المتعسرة لقانون بناء الكنائس ؟
- لماذا ارتدى بوكاى عمامة المسلمين ؟
- لماذا يسعى الأصوليون للتدخل فى كتب التراث ؟
- العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية
- هل مصر ينطبق عليها مصطلح (دولة فسادكو) ؟
- حوار الواقع والقرآن
- هل سرق الصبى الفجل ؟
- الشخصية الأفريقية والأدب الأفريقى
- القومية المصرية ومرحلة ما قبل يوليو1952
- هل كذب شاعر الر سول فى شهادته ضد عائشة ؟
- أثر الواقع الاجتماعى على النص القرآنى


المزيد.....




- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما مغزى أن يكون رئيس الوزراء أحد اللواءات؟