|
مركز أبابيل للدراسات الإستراتيجية
مركز أبابيل للدراسات الإستراتيجية
الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 03:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مركز أبابيل للدراسات الإستراتيجية دراســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة رقم (2) تاريـــــــــــــــــــــــــخ 5 1/ 9 / 2016 أعد مركز أبابيل للدراسات الإستراتيجية، ورشة نقاشية بجميع أعضاءه، حول أبرز المستجدات على الساحة السياسية المحلية، حيث تناول هذه المرة الوضع الداخلي وما يجري من أحداث، لا سيما بين المركز والاقليم والتصريحات والاتهامات المتبادلة؛ من خلال هذه التصريحات وبناء على معلومات مؤكدة، أعددنا دراسة كاملة حول هذا الموضوع بالتفصيل، شرحاً وتحليلاً وخلاصةً. أولاً: ماذا تعني تصريحات السيد البرزاني بشان المناطق، التي حررتها البشمركة جنوب الموصل، بانها تابعة للإقليم.؟؟ يبدو إن السيد برزاني قفز على الحقيقة، وكما يقال هرب إلى الأمام كثيراً، كون هذه التصريحات لا تنسجم مع الدستور والقانون والإتفاقية الأمريكية، وأحد بنود هذه الإتفاقية هي إن الجانب الأمريكي، يزود قوات البشمركة رواتب مقابل التزام البرزاني بقوانين المركز؛ ولا يخالف الدستور العراقي، وهذا الشرط داخل الإتفاقية لم يكن من أجل عيون العراق، وإنما تريد أمريكا أن تحافظ على تجربتها في العراق، وتصور للعالم إن أمريكا وضعت نظاماً ديمقراطياً للشعب العراقي؛ وحافظت على توازنه الطائفي والقومي، وسيطرت على إقتصاده، وبنفس الوقت تتملص من الجرائم التي أرتكبتها في العراق، وتظهر للعالم بمظهر الحسن وهي الراعية للديمقراطية في العالم؛ هكذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية. ثانياً: بين الفين والأخر، يصرح السيد البرزاني بانفصال الاقليم عن المركز.؟؟ السيد برزاني لم يعد رئيس اقليم كردستان في قابل الايام للأسباب التالية أ- إنهيار الوضع الإقتصادي في الاقليم بسبب الإتفاقية النفطية؛ التي جرت في بداية تشكيل حكومة السيد العبادي، وهذه الإتفاقية الزمت الاقليم بتصدير النفط عن طريق الحكومة المركزية، مقابل 17% حصت كردستان من مجمل الميزانية العراقية، وهذا عدم التزام برزاني بهذه الإتفاقية، القت بظلالها السلبي على الواقع الاقتصادي في الاقليم. ب- معظم إيرادات كردستان على السياحة، وهذه الضربة الإقتصادية التي تأثر فيها الشرق الاوسط، وشبة الجزيرة العربية، أيضا هي احد العوامل التي جعلت السيد برزاني يفقد جمهوره، واصبح الكل يلقي باللائمة عليه، أضف إلى ذلك الكتل المناوئة له إستغلت هذا الأمر، وبدأت تجر النار إلى قرصها كما يقال؛ وتخرج بمظاهرات وعبئت الشارع، حتى وصل الأمر إلى حرق بعض مقرات حزب السيد برزاني، وبدأت تتسع هذه البقعة الشعبية حتى أصبح اليوم مرفوض من الشعب الكردي؛ والكل يحمله المسؤولية وهذا ما يتضح لنا من خلال تصريحات المسؤولين، وفتح أبواب السياحة عكس ما كان في السنوات السابقة، لا يمكن الدخول لكردستان إلا بكفيل. ثالثاً: هل يستطيع السيد البرزاني من بناء دولة كردية، وسط اجواء مشحونة ومتوترة وإعادة الثقة به من قبل الكرد.؟؟ نعتقد هذا حلم ولا يمكن تحقيقه لا في الوقت القريب؛ ولا في البعيد ولا يمكن للعاقل أن يصدق هذا الأمر للأسباب التالي. أ- نأخذ حدود كردستان جغرافيا 360 درجة؛ من جهة الشرق ترتبط مع الجارة إيران بطول أكثر من 350 كم، ومن جهة الشمال تركيا ترتبط معها بطول أكثر من 250 كم، ومن جهة الغرب ترتبط مع العراق بطول أكثر 400 كم، أي ما يعادل أكثر من 1000 كم؛ المساحة الحدودية التي تربط كردستان بالدول الثلاثة جيرانها، العراق- إيران- تركيا- ومحاطة ب 360 درجة. ب- إيران لا يمكن أن تفكر يوماً ما؛ أن يقطع شبراً واحدا من أرضها على مر التاريخ، فكيف تسمح أن تبنى دولة كردية وتقتطع مساحة كبيرة من أرضها، وتختزل مجموعه كبيرة من شعبها، ومن المعلوم إن إيران لديها أكثر من مليون كردي مقاربة للحدود مع كردستان؛ وبالتأكيد إذا أصبحت دولة كردية تحرك هذا القطب الكردي على الاراضي الفارسية، من أجل إندماجه تحت علم واحد، ويعمل ضمن منظار القومية الكردية. ت- تركيا هي الاخرى التي يقوم على أرضها أكثر من 3 ملايين كردي؛ وهذا الرقم كبير جداً ومخيف في الحسابات السياسية، والمعادلات الإقليمية، ولا يمكن السيطرة عليه إذا أتفق على توجه معين، بالإضافة إلى إن حركة" البككه مدعومة كردياً" لديها مشاكل مسبقه مع الحكومة التركية، فاذا نشاءت دولة كردية على سبيل المثال، أولاً يقتطع جزء كبير من أرضها وتختزل مجموعة كبيرة من شعبها، ثانياً تصبح تحت مرمى التهديدات البككيه، وتبقى مرتبكه أمنياً ومهدده تقطيع أواصرها إجتماعياً، وأيضا إقتصادياً. ث- من الجانب العراقي صاحب الارض المقتطعة؛ والجمهور المشتت تحت مسمى القومية، وبناء دولة داخلها كردية، لا يمكن أن يمر عليه هذا الامر بسلام، وإنما لديه طرق قانونية ودستورية وإتفاقات دولية، على أقل تقدير مع المتضررين الأخرين من هذا الأمر، مثل إيران- وتركيان، وهذه الإتفاقات بإمكانها تميت هذه الدولة الفتية سريرياً( أي الكردية)؛ أمنياً إقتصادياً سياسياً، مهما كان حليفها وعمقها، الُإستراتيجي الإسرائيلي الإمريكي. رابعاً: هل هناك رؤية مغايرة للكتل الكردية الاخرى أم مساندة له.؟؟ يبدو إن هناك رفض شعبي وسياسي كردي، من خلال ما يظهر على السطح، رغم التكتم الإعلامي على هذا الرفض؛ لكن أتساع مساحة جمهور حركة التغيير كوران، وبروز قوى رافضه لهذه السياسة، وتشتيت القرار الكردي ونشوب صراع داخلي على أقل تقدير؛ إختلاف بالسياسة وأعترض هذه الجهة على تلك، هذا ما يتضح لنا إن الكتل الكردية الأخرى، هي أيضاً رافضة فكرة الدولة والإنفصال. خامساً: ما هو راي حكومة المركز، بهذه التصريحات بشان الإنفصال.؟؟ من البديهي جداً إن الحكومة المركزية بارتياح كبير؛ لا سيما بعد الإنقلاب التركي، حيث قلت مساحة الخلاف بين العراق وتركيا؛ وكذلك بعد الفتوى إرتبطت مع الجانب الإيراني أكثر، من خلال الفصائل المسلحة ودعمها للحشد الشعبي المباشر، وهذا التفاهم الدولي جعل الحكومة لا ترد على الاصوات المناديه بالإنفصال؛ كونها متيقنة إن هذه الاصوات من أجل إعادة الثقة بالجمهور لا أكثر ولا أقل، وتنطلق من منظار المصالح الشخصية لتلك الاصوات، وبإستطاعة حكومة المركز بعد تحرير الموصل تعيد الخطوط الناقلة للنفط، عن طريق كركوك موصل تركيا، وهي لا تزيد عن 100 كم. سادساً: ما هو عمق كردستان إستراتيجياً.؟؟ كردستان إذا أرادت الإنفصال فقدت عمقها الإستراتيجي؛ وهو الجانب التركي إقتصادياً سياسياً أمنياً إجتماعياً، ولا يمكن أن ينفعها العمق الإسرائيلي أو الامريكي، وكما يقال الغلبة إلى أصحاب الأرض، وأمريكا لم تكن بهذه الدرجة من الغباء، أن تترك عمقها الإستراتيجي الإيراني المستقبلي في الشرق الأوسط؛ وتؤيد فكرة الدولة الكردية الجديدة.!! إذن هنا فتح باباً أخر وهو تدخل أمريكا على الخط صاحبة فكرة الإنفصال بالأمس، واول الرافضين اليوم، كون المصلحة إقتضت أن عملية الإنفصال تخلط الاوراق مع إيران وحليفتها روسيا؛ ولهذا السبب البيت الابيض دعا السيد البرزاني، بعد التصريحات الإنفصالية الاخيرة. سابعاً: الخلاصة. إذن ما يتضح لنا إن تصريحات السيد برزاني هروب إلى الأمام؛ بعد أن فقد الجمهور الكردي، أراد أن يعيد الوضع تحت سيطرته من خلال إبراز العضلات، بتحرير مدن من نينوى وشعار الدولة الكردية، وهذه المناطق التي حررها باتفاقية مع مجموعات" داعش"، هي مناطق عربية سنية وإذا، كان اليوم السنة لا يدافعون عن هذه الارض بسبب النازحين السنه في إقليم كردستان؛ بمعنى أن لا يريدون فتح باب الصراع القومي، وهم أرضهم محتله من قبل داعش؛ وبالتأكيد بعد تحرير نينوى وعودة النازحين السنة إلى ديارهم، سوف نسمع الأصوات ترتفع بالرفض القاطع لهذا الأمر، إذن هي محاولة من السيد برزاني من أجل كسب ود الشارع الكردي، ومداعبة مشاعرهم تحت يافطة القومية الكردية، والجميع يعلم هذه سياسة كردية متبعة، إذا أرادوا شيء واحد يطلبون عشرة، وما جاء فوق الواحد لهم يعد ربحاً، وهذا مفهوم صحيح بالنظرية السياسية؛ وبهذا نقول لا دولة كردية لا بالمستقبل القريب، ولا البعيد إطلاقاً، وعلى الشعب الكردي أن يعي هذه المسألة، ولا تأخذه التصريحات ذات الطابع القومي، التي بنية على أساس مصالح شخصية وحزبية فقط
#مركز_أبابيل_للدراسات_الإستراتيجية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|