أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحنفي - هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجماهير الشعبية الكادحة ؟ الحلقة الرابعة.....3














المزيد.....

هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجماهير الشعبية الكادحة ؟ الحلقة الرابعة.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و إلى جانب هذه الأشكال من البورجوازية نجد :

1) البورجوازية العقارية القديمة التي نشأت في المدن، بعدما تبين لها أن الناس، في المدينة، في حاجة إلى استغلال العقارات المختلفة للسكن، و للتجارة.

2) البورجوازية التجارية التي تكونت على أساس ترويج البضائع الاستهلاكية، و بالأثمان التي تحددها هي، و انطلاقا من حاجة الناس إلى بضائع معينة، أو عدم حاجتهم إليها.

3) البورجوازية المالية التي تملك أسهما كبيرة في الأبناك، مما يجعل فوائدها تزداد يوما بعد يوم.

و أهم ما يمكن أن نسجله، في هذه النقطة، أن البورجوازية المغربية تستثمر في كل شيء، و أن استثمارها يهدف إلى زيادة أرباحها، أي أنها لا تختص في هذا المجال، أو ذاك، بقدر ما تتهافت على المشاريع السريعة الربح، تاركة أمر الصناعات الأساسية، إلى الشركات العابرة للقارات، و إلى الدولة في احسن الأحوال، لتصير مصدر ثراء البورجوازية نفسها، التي تتحمل المسؤولية في أجهزة الدولة، أو في الجماعات المحلية.

و انطلاقا مما رأيناه فإن هذه الأشكال من البورجوازية، نجد أن البورجوازية لا يمكن أن تكون منتجة، و لا يمكن أن تكون وطنية، و لا يمكن أن تساهم في بناء الاقتصاد الوطني المتحرر، و لا تسعى إلى تحقيق الديمقراطية، بقدر ما تسعى إلى إفساد العملية السياسية برمتها، كما أكدت مختلف المحطات الانتخابية، التي لا تكون إلا مزورة.

و أهم سمات الوضع الاقتصادي المغربي الذي تتحكم فيه البورجوازية المغربية اللاوطنية تتجسد في:

1) التدهور المتسارع للاقتصاد الوطني، الذي صار فريسة للمديونية العالمية، و للشركات العابرة للقارات، إلى درجة أن ممتلكات الدولة التي تكونت من أموال الشعب، تم بيعها إلى الشركات العابرة للقارات، و البقية تأتي، و الأسعار تزداد ارتفاعا، و الضرائب المباشرة، و غير المباشرة لا حدود لها. و الضحية دائما، هي الجماهير الشعبية الكادحة، التي تزداد انشغال،ا بقوت يومها. و تدني مستوى المعيشة يزداد خطورة إلى درجة استحالتها لدى الكثير من أفراد المجتمع. في الوقت الذي تزداد فيه البورجوازية بذخا، و شراسة في الاستهلاك.

2) ازدياد عدد العاطلين الذين وصلوا إلى سن العمل، و خاصة من بين خريجي المدارس، و الجامعات، نظرا لكون الدولة تخضع لتوجيهات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية، القاضية بتخفيض عدد العاملين بمختلف الإدارات التابعة للدولة. و نظرا لكون البورجوازية المغربية الهجينة، و الخليعة، لا تفكر أبدا في الاستثمارات المنتجة، بقدر ما تسعى إلى إقامة مشاريع سريعة الربح، أو أنها تحتكر امتلاك العقارات، لإحداث أزمة عقارية في المغرب، ليصير الشعب مقيما عندهم إلى حين، و ليصير العقار وسيلة، جهنمية، لامتصاص قوت الجماهير الشعبية الكادحة، التي تصير بدون قوت، و بدون أرض، و يصير وجودها قائما على قبول الأمر الواقع، الذي تقره البورجوازية الهجينة، تحت رعاية الدولة، التي تقع بدورها تحت سيطرتها.

3) و أكثر من هذا و تبعا لملكية الدولة للمؤسسات التي تقوم بتسريح عمالها، و موظفيها، و تبيع ممتلكاتها، إلى الخواص فإن البورجوازية المغربية بدورها، تقبل على تسريح الطبقة العاملة، و تتسبب في تشريد اسر بكاملها، حتى تعمل على إيقاف المؤسسات، التي لم تعد تحقق الأرباح المنتظرة منها، من أجل أن تعوضها بمشاريع أكثر ربحا، أو تهجير الرأسمال الوطني إلى الخارج، حيث صار يقدر بعشرات الملايير، التي حرم منها المغاربة، ليتحول المغرب إلى وطن لتقديم الخدمات المشروعة، و غير المشروعة، إلى الأجانب، و سوق لاستهلاك البضائع الأجنبية، التي تفد عليه من كل أنحاء العالم.

4) تحول البورجوازية المغربية إلى مجرد وكلاء للشركات العابرة للقارات، من أجل العمل على تصريف بضائعها في المغرب، مما يعرض الاقتصاد الوطني إلى المزيد من الكساد، و إلى المزيد من الإفلاس، نظرا لتعرض المعامل إلى الإغلاق القسري، و فرض توقف الإنتاج الوطني، في العديد من القطاعات، و احتمال إمكانية توقف الإنتاج في جميع القطاعات، بما في ذلك القطاعات الخدماتية، التي صارت مهددة بمثيلاتها الوافدة الأكثر جودة، و الأفضل عطاء، و الأقل ثمنا، و خاصة في قطاع التعليم، و الصحة.

فالبورجوازية المحلية الهجينة، والمتخلفة التي ارتضت لنفسها أن تقوم بأدوار الوكلاء، سعيا إلى الربح السريع، غير المكلف لأي جهد مادي، أو معنوي ستحول الاقتصاد الوطني إلى مجرد أطلال، و سيتحول المغاربة إلى مجرد عاطلين، و ستعمل على تسخير الموارد البشرية، و الطبيعية لصالح الشركات العابرة للقارات، وسترهن مستقبل المغرب بإرادتها، كما تم رهن مستقبل القرار السياسي في المغرب بإرادة صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية الأخرى، و بإملاءات الدول الرأسمالية الكبرى، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........6
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........5
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........4
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........3
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........2
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........1
- الصراع ضد انتهازية البورجوازية الصغرى ........2
- الصراع ضد انتهازية البورجوازية الصغرى ........1
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...
- حول تأسيس الحزب الأمازيغي و ما جاوره :هل يتجه المجتمع المغرب ...
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....6
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....5
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....4
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....3
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....2
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....1


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحنفي - هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجماهير الشعبية الكادحة ؟ الحلقة الرابعة.....3