أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - غمكين ديريك - دور الشبيبة في ترتيب البيت الكردي السوري















المزيد.....

دور الشبيبة في ترتيب البيت الكردي السوري


غمكين ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 10:19
المحور: القضية الكردية
    


ان كانت النظرية العامة تؤكد ان الشبيبة هي طليعة التطور والتغير في العالم او في المجتمعات ، الا انها وبسبب ظروف خاصة بها لم تستطع الشبيبة الكردية في سوريا لعب هذا الدور ، او المجازفة في هذا المضمار ، وذلك لاسباب عديدة قد تكون غير واقعية بالنسبة للكثير من المجتمعات ، الا انها بكل تاكيد واقعية ومنطقية بالنسبة للشبيبة وفئة الشباب في سوريا بشكل عام والشبيبة الكردية في سوريا بشكل خاص .
لقد كانت اول انطلاقة للشبيبة المثقفة في كردستان سوريا بقيادة المثقفين الاوائل اوسمان صبري ونورالدين زازا وغيرهم ، الا ان هذه الانطلاقة وان ادت الى انشاء اول تنظيم سياسي كردي في كردستان سوريا لم يستطع الاستمرار في قيادة المجتمع , وذلك بسبب الانشقاقات المتتالية والتي ادت الى طفرة في التنظيمات السياسية وتشتيت البيت الكردي من جديد ، بين اليسار واليمين ، والوطني والقومي ، الثوري والاصلاحي ، الواقعي والمثالي ...الخ ، وان كانت هذه التبلورات نسبية ولم تستطع تحديد هوية التنظيم بمعناه السياسي ، الا انها استطاعت تفتيت البيت الكردي بين هذا وذاك .
ففي مرحلة الثمانينات ومع تصاعد النضال الوطني الثوري ، واحراز الكثير من حركات التحرر العالمية انتصارات باهرة في تحرير اوطانها من براثن الاستعمار والاعداء المحليين او الرجعية ، تاثرت الشبيبة الثورية الكردية في سوريا بهذه التطورات ، ودخلت مرحلة الانتعاش والبحث عن السبل الكفيلة بالتطور الوطني والقومي ، ودخلت في صراع عنيف مع بقايا الانطلاقة الاولى ولم تستطع تغيرها او تطويرها ، لانها كانت تعيش حالة جمود وسكون ولم يكن من الممكن ان تتحول او تتطور ، ولم تستطع هذه الفئة الثورية من الشباب المثقف ان ترسم لنفسها خط ثوري ثابت على اساس الاستحقاقات الوطنية السورية او القومية الكردية في سوريا ، واتجهت الى نفث ثوريتها خارج حدود سوريا ، لظروف خاصة بها من جهة وظروف دولية واقليمية من جهة اخرى ، واتجهت على شكل قوافل هائلة الى تركيا لتثبيت انتمائها القومي ، وان احرزت النصر في تركيا واستطاعت ان تحصل على استقلال كردستان تركيا ، فانها ستجعل كردستان تركيا قاعدة عسكرية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية للتوجه الى تحرير كردستان سوريا ، لا بل انها ستستعين بالقوات المسلحة الكردية الشمالية في سبيل خلاص الشعب الكردي السوري ونيل استقلاله ، ولكن وان كانت هذه الاستراتيجة هي بعيدة المدى ، ومع تطور الظروف الدولية تصبح مستحلية , الا انها استطاعت اقناع نفسها بهذه الاستراتيجية ، ودفعت ثمن ذلك ما لم تكن تصوره .
يبدو من هذا العرض البسيط بان الانطلاقتين الاولى والثانية لم تحققا النجاح ، على الرغم من الايجابيات الكثيرة لهتين الانطلاقتيين ,الا ان سلبياتها اصبحت تلازم الحركة السياسية الكردية وتجد صعوبة فائقة للتخلص منها ، فالانطلاقة الاولى ادت الى ظهور اكثر من عشرة احزاب وتنظيمات سياسية تندمج يوما وتنفصل في اليوم الاخر ، واصبحت في وضع لاتستطيع فيها تمثيل الجماهير ، والانطلاقة الثانية على الرغم من الكثير من الشهداء الابرار والتضحيات الجسيمة والتي لاتقدر بثمن ، جعلت من القضية في خبر كان وتناهض اي تحرك ديمقراطي ووطني في كل اجزاء كردستان ، وتحولت الى عقيدة دينية اكثر ما تكون تنظيما سياسيا .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الان وبكل قوة في كردستان سوريا ، هل تمتلك الشبيبة الكردية في سوريا الارضية اللازمة لانطلاقة جديدة ، وماهي مميزات هذه الانطلاقة ان وجدت ، وماهي خواصها ، و الظروف المحلية والاقليمية والدولية التي تحثها على القيام بهذه الانطلاقة ، او بشكل اخر هل تمتلك الشبيبة المثقفة الكردية في سوريا قيادة واعية متمكنة من تسيير النضال الديمقراطي الوطني او القومي ( على مستوى الوطن السوري ) ، وهل توجد بوادر لظهور هكذا قيادة الان في كردستان سوريا ، وما هي مهامها .
لقد افرزت الالفية الثالثة العديد من المحاور الاساسية في الدولة والمجتمع ، وشكلت اجندة عدة للعمل والنضال الفردي والجماعي ، وتعدد مجالات الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث اصبح بامكان اي فرد من المجتمع ان يختار اكثر من مهنة او عمل او هواية او مجال ثقافي لاظهار ابداعه الفردي في الثقافة والفن والتكنولوجيا ....الخ ، حيث اصبحت وسائل الانتاج في متناول الجميع ان صح التعبير ، واصبح الاتصال والسرعة وتوسيع شبكة العلاقات العامة ميزة العصر ، واصبح التطور الليبرالي الديمقراطي وحرية الراي والتعبير والممارسة الديمقراطية السلمية احدى الخواص الاساسية لهذا العصر، واصبح بمقدور الانسان العادي التواصل مع العالم ومحيطه بكل سهولة وسرعة فائقة ، وبالشكل نفسه اصبحت التقنيات والتطورات التكنولوجية والاكتشافات المتعددة وفي كافة مجالات الحياة في متناول الجميع عبر وسائل الاتصال السريعة والمريحة ، والتي اختصرت الزمن والمسافة وضيقت الهوة بين الفئات الاجتماعية من نواحي الوعي والمعرفة وامتلاك المعلومة .
وان كانت هذه التاثيرات والتطورات العامة قليلة التاثير على شبابنا الكردي في سوريا ( بسبب التعتيم والحجب والمنع من قبل السلطات الحاكمة ) الا ان نسبة لاباس بها استطاعت تجاوز هذا الحظر وامتلاك هذه الوسائل او استعمالها وممارسة فعالياتها المتعددة عن طريقها ، والخوض في الخفايا التي لاتخفى في هذا العصر ، والتي تتمثل في الانترنيت وثورة الاتصالات وسرعة انتشار المعلومة وتاثيرها على مجمل نواحي الحياة الاجتماعية في البيئة التي ينتمي اليها هذا الفرد، ويستطيع كل فرد مخاطبة اي فئة يريد او اي تنظيم في العالم والاتصال به لايصال معاناته ، بدأ من المنظمات الحقوقية السورية وصولا الى هيئة الامم المتحدة والاتحاد الاوربي ، وبامكان كل فرد او مجموعة افراد التنظيم في اطار منظمة مدنية تعنى بالشؤون الاجتماعية او الثقافية او السياسية والتواصل من خلال هذا التنظيم مع كافة التنظيمات الموازية لها ، وصولا الى ممارسة اعمال مشتركة والاتفاقات الثنائية والثلاثية ، والتجمعات او الاجتماعات المطولة والتي لاتصل الى قرارات فاصلة اصبحت غير مجدية او من مخلفات القرن الماضي .
ان الوجود المكثف للشبيبة في كردستان سوريا ( بسبب منع السفر او عدم تامين وظائف لخريجي الجامعات ، والبطالة ) يؤهلها للقيام بالدور الفعال والمؤثر في مجريات النضال السياسي الديمقراطي وطنيا وقوميا ، لان الشبيبة المثقفة تحتاج الى افراغ حماسها وطاقاتها في طريق التحرر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، لانها اكثر الفئاة حاجة الى هكذا نضال ، ومن جهة اخرى فان الديناميكية التي تتمتع بها الشبيبة الكردية ، لايمكن ايقافها او اجهاضها عبر ممارسات تعسفية او القمع الذي تمارسه السلطات ، لابل ان ازمتها تصل الى مأزق تبحث وباسرع شكل عن الحل وسوف تصل اليه بكل تاكيد ، عبر توجيه طاقاتها وامكانياتها العديدة الى طريق النضال الديمقراطي والصراع من اجل التطور والتقدم ، ورص الصفوف ضمن العديد من التنظيمات المدنية السياسية منها والاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية ، والضغط من خلالها على السلطات الحاكمة والقيادات الكردية او الاحزاب الكردية على حد سواء ، من اجل الوصول الى صيغ توافقية في المجتمع السوري بشكل عام والمجتمع الكردي السوري بشكل خاص .
ان شكل التنظيم الشبابي لايحتوي على حدود او جغرافيا معينة وهو يتخطى الشكل الواحد او المفهوم الشمولي في ترسيخ التنظيم او تشيكلته العامة ، اي انه لايستند الى مركز واحد , بل الى العديد من الاطراف المحيطة ، ويبقى المركز محصوراً في مفهوم الديماميكية الشبابية او الطابع الشبابي ، ويتم الارتباط او التنسيق بين هذه الكتل او المجموعات او الاشخاص عن طريق الاتصال السريع والمحادثات الانترنيتية ، بحيث نستطيع ان نصل الى كافة الطلاب الكرد السوريين في جميع جامعات العالم ان وجدوا ، ويتم الاجماع حول مسالة ما , والتطبيق وفق الظروف الخاصة لكل مجموعة او شخص ، وبقوة المبادرة الشبابية في النضال الديمقراطي يتم تحديد الاستراتيجية النضالية ، وسبل النضال السلمي والديمقراطي المتعددة الاشكال والمتنوعة في حل القضايا الوطنية والقومية بشكل عام ، والقضايا الشبابية بشكل خاص .
ان الاجماع على حل الازمات العامةوالخاصة من قبل الشبيبة المثقفة واصرارها على لعب دورها عبر الوسائل السلمية وبعنفوان الشباب والضغط الاعلامي والثقافي ، تؤهلها للعب الدور الريادي في النضال الديمقراطي السياسي العام والاجتماعي الخاص ، وبشكل خاص تؤلف هذه الفئة أكثرمن نصف المجتمع الكردي السوري والاكثر فعالية وديناميكية في النضال .



#غمكين_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأهيل الشرق الأوسط الكبير
- افتتاحية جريدة الوفاق العدد 22
- الانظمة تخلق حفارة قبرها


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - غمكين ديريك - دور الشبيبة في ترتيب البيت الكردي السوري