أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شذى احمد - لما يزعجك دكاني














المزيد.....

لما يزعجك دكاني


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 02:53
المحور: المجتمع المدني
    



لا اعرف لما بحثت عنها وكانت قد مرت بي منذ زمن ليس بالقصير مقولة اعجبتني لأبن حزم .. جاء في بعضها... لا تنصح على شرط القبول ،ولا تشفع على شرط الإجابة ،ولا تهب على شرط الإثابة ، ولكن على سبيل استعمال الفضل . وتأدية ما عليك من النصيحة،والشفاعة، وبذل المعروف....

فكل واحد منا مهما كبر يبقى بحاجة بين الحين والأخر ليتذكر مثل هذه المقولات يتوكأ عليها ملزما لا ترفا.
فلو سردت للبعض شيئا عن عشرات المصاعب والنكبات. التي تحيط بهم من كل جانب وهي أولى باهتمامهم من الترهات. لتأففوا ضجرين ،وأداروا لك ظهورهم مستغربين كلامك الذي لا يعنيهم
اما اذا ما قررت تغير الموجة كما كان يحلو لآبائنا تسميتها محاولا لفت انتباههم لجمال الحياة .. من اتساع افق الحركة الى امكانية الابداع دون الإساءة او الحقد ، والكراهية لكشروا لك عن انيابهم معتبرين كلامك اهانة لنرجسيتهم التي اصبتها بمقتل بدعوتك الصادقة لهم للحياة بسلام

فهم مثل صاحب الدكان في سوق كبير، ورثه عن ابيه ام خاصته لايهم... صار الدكان مصدر رزقه، لكنه لا يوليه الاهمية التي يستحق. لا يعتني ببضاعته، ولا يهتم بزبائنه واحتياجاتهم. لا يلتفت حوله ليعرف شيئا عن المتغيرات فيتعاطى معها. لا يهتم بعرض بضاعته والتسويق لها. لا يهتم بهندامه كما يجب كي يحبب الزبائن به ثم بدكانه

ظل على هذا الحال زمنا طويلا. حتى لم يعد من خيارات الزبائن المفضلة على الاقل كما راح يعتقد هو.
بدلا من الالتفات لكل اسباب كساد بضاعته، راحت الغيرة والحسد تأكلان قلبه. فصب جم غضبه على جاره متهما اياه سببا لخيبته.
صار يتربص به كل يوم. كيف يبعد عنه الزبائن . كيف يقصيه من السوق. كيف يستطيع الوصول لبضاعته وإتلافها. ترى هل يمكن سد كل المنافذ امام دكان هذا الجار الظالم.
هذا الذي تسبب في فشله

فيوما يغرق المكان امام دكان الجار، وأخر يتعمد اتلاف المصابيح التي تنير الدرب اليه. وثالث يبتكر طرقا لا تخطر على البال في ايذائه. صار شبح الجار يراوده في كل مكان. لم يعد له من هم سوى ايذائه

كان يظن بسذاجة جاره في السوق. لكن هيهات كان الرجل يتابع كل حركاته وسكناته بهدوء وصبر. ولما لم يجد لأذيته من خلاص .. ذهب اليه ذات يوم .. بادره بالسلام ، رد الأول بتبرم ودهشة، فبادره الجار بالسؤال:جاري العزيز هل لي بسؤال اذا سمحت. ؟ . ولم ينتظر رده بل تابع .. ما الذي يزعجك في دكاني. فانا لست اثرى التجار في السوق ، ولا املك افخم المحلات والبضائع فيه. ثم انني لا اكسب كثيرا. اكاد اكون بذيل القائمة اذا ما قارنتني بالباقين في السوق . لكنني اثابر واهتم بدكاني، وما دام عملي وأحبه . اعطيه ما يستحق من الاهتمام ، فينحسر اهتمامي به .. لا ادس انفي بعمل الاخرين،لا احسد احدا ،او اغبطه. مؤمنا بان لكل مجتهد نصيب. اتعامل مع زبائني بإخلاص وحب فيزوروا دكاني لما احسوا بكل ذلك.

فما بالك انت . ولما حربك الضروس ضدي لما تركت العالم كله وتصر على حصر حربك معي.

كم بودي تسديد النصح لك . لكن يبدو لي ان ذلك شبه مستحيل فأنت لا تطيقني، وتناصبني العداء
لكني اريد قول شيء قبل ذهابي يا جاري اريد مشاركتك درسا تعلمته ذات يوم يقول .. (ستتعلم الكثير من دروس الحياة إذا لاحظت أن رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار)

ثم تركه ومضى



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تكون العيد
- أصفار شهادة الميلاد
- يظل القيد ارجواني- الخديعة
- يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا
- يظل القيد ارجواني-التمرد
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين
- ترحل وقيودها معها
- مخالب الامومة
- اغراء لاينتهي
- فرنسا تلعب بهن
- اوراق انثى . النادلة
- السلطان في حدائق الكون
- رماد النقاب
- رفعة رأس بالمايوه
- خوذ العار
- كتبوا (يطالبون باعادة نظام الجواري)هم
- خرق الذاكرة
- وصايا للعاشق


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شذى احمد - لما يزعجك دكاني