|
الدليل القاطع لصحة الكتاب المقدس
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5285 - 2016 / 9 / 14 - 17:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقالة مقتبسة بتصرف من موعضة للقمص زكريا بطرس . كثيرة جدا الادلة القاطعة و الثابتة التي تدل على صحة الأنجيل المقدس ، و سنأخذ في هذا المقال كلمة واحدة فقط لنثبت ذلك . كلمة واحدة تكفي لتكون هي الدليل القاطع لاثبات صحة الكتاب المقدس وهي (اسرائيل) . تاريخ اسرائيل اثبت صحة النبؤات التي قالها الانبياء السابقون عن السيد المسيح في مجيئه الاول الذي اسس للتاريخ الميلادي ، و عودته الثانية لعالمنا الارضي .: و تحققت كلمة السيد المسيح تماما في زمننا الحالي عندما قال : " فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا (اخضرا) وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ." إنجيل متى 24
حكى السيد المسيح هذا المثل ليعطى درسا بليغا للمستقبل فقال : " كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَرًا وَلَمْ يَجِدْ. فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا».
مدلول شجرة التين في قول السيد المسيح : شجرة التين تنطبق على امة اسرائيل اليهودية الرافضة لشريعة الله الحقيقة ، ثلاث سنين يجول السيد المسيح في ارض اسرائيل شمالا وجنوبا يفلح تربتها ويصلح الناس خلقا ودينا ، ولكنهم امة لا تعطي ثمراً . اراد الرب الاله ان يقطعها من تربتها ، الكرام السيد المسيح طلب من الله ان يمنحه مهلة لسنة اخرى لأصلاح الناس وان لم تثمر جهوده و لم تعطي شجرة التين ( امة اسرائيل) ثمرا فاقطعها . بعد ثلاث سنين و نصف تقريبا من الاصلاح و الموعظة بقت شجرة التين عقيمة لا تثمر ، وكان مقابلة اليهود للاحسان هي الاساءة للكرام المصلح. رجال الكهنوت اليهودي المتعنتين رفضوا السيد المسيح و تعاليمه السامية ، لأن مصالحهم الدينية والدنيوية ستصبح في خطر لأنهم فاسدون و يعملون لمصالحهم الشخصية و ضد شريعة الله الحقيقية ،و لكونهم تجار دين . وشى حاخات اليهود المسيح عند الحاكم الروماني زورا بعد ان فضح ريائهم ، مدعين انه يضلل الشعب و يثير فتنة ضد القيصر ، و طالبوا بصلبه و قتله . بذلك اثبت الاسرائيلون انهم امة تستحق الهلاك والقلع من تربتها لأنها امة لا تثمرصلاحا ، المسيح شفيع البشرية يطلب من الله مهلة لأصلاح الخطاة . الرب و المعلم يقرع على قلوب الناس ثلاث سنين ونصف لأصلاحهم وهم يرفضون بعناد . انهم فعلا اولاد الحيات و الافاعي الذين غمرهم المسيح بحبه وحنانه ورعاهم و غفر خطاياهم و شفى مرضاهم واقام موتاهم ، فصلبوه على عود الصليب . اذا شجرة التين تمثل أمة اسرائيل الضالة التي تستوجب القطع . المسيح لعن التينة (امة اسرائيل) من انجيل مرقس الاصحاح 11- 13 و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع ، فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين فاجاب يسوع و قال : لها لا ياكل احد منك ثمرا بعد الى الابد . (و في الصباح اذ كانوا مجتازين راوا التينة قد يبست من الاصول ) 11 - 20 المعنى الرمزي : المسيح يريد ان يجني من شجرة التين ثمارا روحية و ليست مادية ، فلم يجد في أمة اسرائيل الثمار المرجوة فلعنها . شجرة التين اول ما تخرج اوراقا خضراء تظهر باكورة الثمار معها . لكن شجرة التين الاسرائيلة مورقة ولكنها بلا ثمار . مظاهر اليهود الخارجية هي التقوى و البر الذي يغطي نفسه به ، لكنه من الداخل فارغ من التقوى الروحية . شجرة التين المورقة تدل على البِر الذاتي التي يتستر بها من يدعي التديّن ، يريد بورقة التين ان يستر بها عورته . اليهودي الفريسي يقول انا اصوم لك ( يا الله) يومين بالاسبوع، وهذه ورقتين يريد ان يستر بها عورته ، ويقول : اعشّر لك من اموالي ( يدفع العشورمن مدخوله ) ، وهذه اوراق تين ساقطة . لا يوجد ثمر حقيقي ، لا حياة التعفف و لاحياة الصلاح و لا بر ولا تقوى ، لا صلاة حقيقية ، وهذه كلها اوراق بلا ثمار . انهم شعب بلا بِر حقيقي ، يريدون خداع ربنا بصلاة و صوم كاذب و رياء و تمثيل ، ولكن ربنا يعرف الرائي من البار الحقيقي . تحقق نبوءة المسيح دولة اسرائيل القوية في عهد داؤد النبي و سليمان الحكيم و في عهد ملوك كثيرين يبست هذه الدولة و انهارت في سنة 70 ميلادية عندما هاجمها الرومان بقيادة القائد تيطس ، و قطع اسم ( يهودي) من دولة اسرائيل و هدم هيكل سليمان و طرد اليهود من بلادهم الى بلاد غريبة عنهم . هكذا تحققت نبوءة يسوع المسيح عن أمة اسرائيل فاصبحت مثل شجرة التين اليابسة ، فتشتت شعبُها مثل اوراق الخريف المتناثرة تذروها الرياح ، الى بلدان الشتات في كل دول العالم ، هذا ما حصل لأمة اسرائيل لعدم سماعها لصوت التوبة قد تنبأ السيد المسيح بخراب الهيكل و هلاك أمة اسرائيل و يباس شجرة التين . قال السيد المسيح: " من شجرة التين تعلّموا المثل ، متى صار غصنها رخصا و اخرجت اوراقها اعلموا ان الصيف قريب " . كل من لا يقبل المسيح يجف و ييبس و يموت روحيا . كما تجف الاشجار في الخريف و تتساقط اوراقه الى الهاوية . من لا ثمار له لا تنفعه الاوراق المؤقتة لأنها ستتساقط في يوم ما . الثمر في الشجر خير من الاوراق لأنه يدل على استمرار الانتاج و الحياة النافعة . عودة الصيف وانتعاش الامة اليهودية بعد موتها بعد عام 1917 كتب رجل يهودي اسمه هرتزل رواية اسمها احلام اسرائيل من 1900 سنة . اثرت تلك الرواية في بعض السياسيين و الاغنياء اليهود و تقربوا الى الساسة البريطانيين و حصلوا على وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا لأعادة احياء دولة اسرائيل المنقرضة مجددا بدعم بريطاني . بعد انتصار بريطانيا والحلفاء على الدولة العثمانية و المانيا و هزيمتها عسكريا، فرضت انكلترا حمايتها الادارية والعسكرية على فلسطين ودول عربية اخرى . وبعد ان احتلت قواتها فلسطين نفذت وعد بلفور ، ساعدت اليهود على الهجرة من دول الشتات الى فلسطين ، و سال لعاب العرب على اموال اليهود فباعوا قسرا او رغبة او بالقوة مايملكون من عقارات لليهود العائدين . وبعد قويت عصابات شتيرن و الهاجاناه و اتسل العسكرية الصهيونية انشئوا دولة اسرائيل بدعم من بريطانيا وفرنسا ، واعترفت بها الامم المتحدة وقسمت ارض فلسطين مناصفة بين العرب و اليهود ، الا ان العرب رفظوا التقسيم ، فاحتلت اسرائيل معظم اراض فلسطين بالحروب المتتالية . اقام اليهود دولتهم القوية على ارض اجدادهم العبرانيين القادمين من مصر بعد رحلة اربعين سنة عبر صحراء سيناء بقيادة النبي موسى و يشوع بن نون. وبعد عام 1948 عاد اليهود المشتتون الى ارض اسرائيل القديمة ارض الميعاد مجددا ليس بوعد الله هذه المرة بل بوعد بلفور وزير خارجية بريطانيا . واصبحت اسرائيل رغم صغر مساحتها و قلة نفوس شعبها اقوى دولة في الشرق الاوسط ، عسكريا و اقتصاديا و علميا ، ولديها اقوى استخبارات في العالم ، دولة حديثة مسلحة باسلحة نووية و قنابل هيدروجينية تخيف العرب المحيطين بها من كل الجوانب ، و انتصرت عليهم بكل الحروب التي خاضوها ضدها سنة 1948 1967، و 1973 ،رغم عدم التكافوء العددي بين الطرفين . لا يجروء العرب اليوم ان يفكروا بمهاجمتها ابدا ، بل يمدون الجسور سرا لكسب ودها واقامة العلاقات التجارية السرية معها و يسترضونها ، المغرب و قطر والسعودية و غيرها .. اسرائيل هي من تتحكم بسياسة العالم اليوم عن طريق سيطرتهاعلى الكونغرس الامريكي ويؤيدها زعماء السياسة والمال والاقتصاد فيها و في دول اخرى بشكل اعمى . فقد اورقت شجرة التين ثانية عندما اقترب الصيف كما تنبأ السيد المسيح. و تحققت نبؤءة المسيح الاخرى عندما قال : " فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصا ( اخضرا) وأخرجت أوراقها، تعلمون أن الصيف قريب " . والتفسيرهو ان الشعب اليهودي الذي صار كشجرة التينة التي سقطت تحت اللعنة بسبب جحودهم. ستعود إليه الحياة خلال عودته للإيمان مرة أخرى بالمسيح الذي ينتظره اليهود في أواخر الدهور وبهذا نعرف أن زمان عودة المسيح قد اقترب . سيعود اليهود في نهاية الأزمنة إلى قبول السيد المسيح ربا و مخلصا بعد أن يكتشفوا خطأهم بصلبه ورفضهم إياه . هكذا كانت كلمة اسرائيل و شجرة التين هي احدى الادلة لصحة الانجيل المقدس .
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسئلة علمية بحاجة الى اجوبة
-
تطور الحياة على الارض
-
مقارنة بين الاسلام و الاديان الاخرى
-
ما تفسير ظاهرة موت ابناء الرسول مبكرا
-
شعب صامت و حاكم جبان و فاسدون يحكمون
-
الاسلام والاديان الاخرى
-
كنتم خير امة اخرجت للناس
-
من هو المتكلم في هذه الايات هل هو الله ؟
-
ما سر براءة سليم الجبوري السريعة
-
لماذا لا يعترف رؤساء الحكومات الغربية بدين الارهاب الداعشي و
...
-
المسلمون وثقافة الاديان الاخرى
-
القرآن - بقلم محمد
-
اسماء وردت في القرآن
-
لماذا يعود المسيح و ليس محمد في آخر الزمان ؟
-
هل ظهر المسيح الدجال
-
احب قريبك مثل نفسك
-
ملاحظات عن شهر رمضان
-
ذكريات مسيحي في رمضان ايام زمان
-
في الاسلام العقل ام النقل ؟
-
لمحات من السيرة النبوية والتراث الاسلامي
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|