محمد الحمّار
الحوار المتمدن-العدد: 5285 - 2016 / 9 / 14 - 16:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قبل ما يسمى بالثورة كان جانب من الشعب التونسي متخوفا من أداء المناسك الدينية وخاصة من أدائها في المساجد والجوامع. لكن كانت المصانع في بلاده تشتغل والسلع تصدر والسواح يتوافدون على المنتوج الوطني والمواطنون يوفقون بين المدخول والمدفوع. أما بعد تحولات ديسمبر/جانفي، يلاحظ أن الشعب التونسي كله يتمتع بحرية العبادة، و في أي مكان كان، بينما يلاحظ أيضا أن هذه الحرية تزامنت مع غلق تدريجي للمصانع وما تبعه من تقلص في الإنتاج ونقص في التصدير عدا تصدير الأدمغة والكفاءات، ومن ازدهار في الاستيراد، ومن غلو في المعيشة بسبب الارتفاع في الأسعار، ومن انحسار للطاقة الشرائية للمواطن.
كما تواقتت حرية العبادة مع حرية مفرطة في الثراء الفاحش وما قابله من تفقير يكاد يكون ممنهجا للشعب بدليل الموت السريري للطبقة المتوسطة وما تلا كل هذا من استشراء للتبعية الاقتصادية والثقافية.
وكأني بنا قد اخترنا لأنفسنا عقيدة جديدة: "الدين لا باس"مقابل"الإفلاس" يساوي "لا الدين ولا الدنيا شدولنا الساس"! لقد جنينا على أنفسنا وما جنى علينا أحد.
فليقال لي إنه لا علاقة بين هذا وذاك لكني سأرد بالتشديد على أن العلاقة موجودة ولو غابت، وأن من لم ينفعه دينه للإسهام في إنقاذ بلده فلا دين له. فأين مفكرونا ومربونا وأئمتنا؟ أين هم من هذا التدهور الشامل؟
#محمد_الحمّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟