أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟















المزيد.....

هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5284 - 2016 / 9 / 13 - 23:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟
طلعت رضوان
هل يمكن فصل المال عن السياسة؟
لماذا لايتعظ النظام مما حدث لدولة الإكوادور؟
منذ يوميْن شاهدتُ قناة النيل الثقافية. المذيع استضاف أحد المختصين فى الاقتصاد المصرى، قال (من بين أشياء كثيرة مذهلة ومفجعة) أنّ أحد كبار رجال الأعمال والذى يحتكر استيراد السكر، هو الذى اختار وزير التموين فى حكومة المهندس إبراهيم محلب، بمراعاة علاقة الصداقة والعمل التى ربطتْ بين الرجليْن، وبناءً على ذلك استجاب رئيس مجلس الوزراء لرغبة الرجل الذى يحتكر استيراد السكر.
ورغم أنّ المذيع (كى يحمى نفسه وقد شعر بالتورط فى استضافة هذا الاقتصادى المحترم) أبدى دهشته وقال (هل هذا معقول)؟ فردّ الضيف عليه : هذا الكلام على مسئوليتى ولدىّ ما يؤكد ذلك ، بل أكثر من هذا بكثير.
أعتقد أنّ تصريحات هذا الاقتصادى المحترم تستوجب الملاحظات التالية:
أولا: أنّ كلامه جاء فى قناة تليفزيونية حكومية 100%.
ثانيـًـا : حالة الرعب التى انتابتْ المذيع عندما سمع الكثير عن صور الفساد، ومدى تغلغل رجال الأعمال داخل مؤسسات الدولة، والمدى الذى وصلوا إليه لدرجة اختيار الوزراء وفرضهم على الواقع السياسى والاجتماعى، حتى لو كان الوزير سيرأس وزارة (غاية فى الحساسية) مثل وزارة التموين التى (من المفترض) أنها مسئولة عن توفير السلع الأساسية للمواطنين ذوى الدخول المُـنخفضة.
ثالثــًـا : كان الضيف شجاعـًـا عندما أجاب على سؤال من المذيع (بدا لى أنه شديد السذاجة) حيث قال : وما مصلحة رجل الأعمال فى هذا؟ فقال الضيف : المصلحة واضحة. الذى اختار الوزير هو أكبر محتكرى استيراد السكر، والوزير الذى اختاره سيرأس وزارة التموين، وهو الوزير المختص بعملية استيراد وتصدير السلع الغذائية، وبالتالى فإنه سيرد (الجميل) لرجل الأعمال ويوافق على كل طلباته حتى ولو كانت ضد الغالبية العظمى من فقراء شعبنا الذين يستهلكون تلك السلع.
رابعـًـا : الوزير كى يبقى فى منصبه فلابد أنْ يرضى عنه أصحاب النفوذ المالى، خاصة محتكرى الاستيراد والتصدير.
خامسًـا : ضرب الضيف أمثلة عديدة عن حجم الأرباح التى يـُـحققها رجال (مافيا الاستيراد والتصدير) وهى أرقام بمليارات الجنيهات.
سادسًـا : أين رئيس الدولة من كل تلك الكوارث؟ وما موقفه من ظاهرة زواج المال بالسياسة؟ وهل يمتلك شجاعة إنهاء هذا الزواج غير المُـقـدّس والملوّث والمؤسس على (مهر) يدفعه شرفاء شعبنا من الفقراء والمُـعدمين وحتى من ذوى الدخول المتوسطة الذى رفضوا وقاوموا الانخراط فى منظومة الفساد.
سابعـًـا : هل آلية (إقرار الذمة المالية) الذى يـُـوقعه الوزير عند بداية تسلمه الوزارة، مازال معمولا به أم لا؟ وإذا كان معمولا به، فهل تتم عملية التحرى (الدقيقة والأمينة) التى تتحقق وتُـطابق بين المكتوب فى الإقرار، وبين الواقع؟ وهل (وهو المهم) يتم حصر ممتلكات الوزير(من سيولة نقدية وأرصدة فى البنوك المصرية والأجنبية، وما فى حوزته من منقولات وعقارات) وذلك عند نهاية خدمته (بالإقالة أو الاستقالة)؟
ثامنـًـا : أعتقد أنّ إقرار الذمة المالية الذى يـُـوقعه الوزراء المصريين، هو مجرد (حبرعلى ورق) ودليلى على ذلك هو استمرار ظاهرة الفساد السياسى والاقتصادى، وأنّ الوجوه والأسماء تتغير، بينما منظومة الفساد تشق طريقها بكل قوة وجسارة مثل القطار المُـندفع الذى يدوس على الحشائش والحشرات كى يصل إلى مُـبتغاه.
تاسعـًـا : ألا يستحق ما قاله هذا الاقتصادى المحترم تقديم المهندس إبراهيم محلب للمحاكمة؟ وهذا السؤال يخرج من أحشائه أسئلة أخرى : لماذا وافق على أنْ تـُـملى عليه الأوامر من رجال الأعمال؟ وما مصلحته فى ذلك؟ والأدق : هل هو مُـستفيد من ذلك؟ وإذا كانت الإجابة على تلك الأسئلة بالنفى، فلماذا وافق على أنْ يكون رجل الأعمال هو (رئيس الوزارء الفعلى) بينما رئيس الوزراء (الرسمى) مجرد واجهة لمؤسسة غير رسمية ولكنها واقعية اسمها (مؤسسة رجال الأعمال والمال لإدارة الشئون الاقتصادية فى مصر)
عاشرًا : أليس ما حدث بين رئيس الوزراء (إبراهيم محلب) وأكبر محتكر للسكر الذى اختار وزير التموين، يستدعى ربطه بظاهرة عدم تقديم الوزراء الفاسدين للمحاكمة؟ ومن المُـستفيد من هذه الظاهرة؟ ومن الذى يعمل على استمرارها؟
حادى عشر: هل يمكن فصل ما يحدث فى مصر من انهيار للعملة الوطنية، ومن تردى اقتصادى وصل لدرجة الانحطاط المُـتمثل فى الاعتماد على اقتصاد (الريع) فيما يـُـسمى الموارد السيادية (ضرائب، جمارك، تعويض عجز الموازنة العامة للدولة بفرض المزيد من الرسوم على الخدمات ورفع أسعار السلع الأساسية للمواطنين)؟ وأليس كل ذلك سببه التطبيق العملى (والحرفى) لتعليمات صندوق النقد الدولى وغيره من المؤسسات المالية العالمية، التى تفرض شروطها على الأنظمة التى استنامتْ واسترختْ واعتمدتْ على (منظومة القروض)؟
لقد اعترف أحد الذين عملوا فى تلك المؤسسات النهبوية بخطورة الاعتماد على القروض، هذا الرجل اسمه جون بيركنز (الخبير الاقتصادى الدولى) فى كتاب عنوانه مثير للتأمل (الاغتيال الاقتصادى للأمم : اعترافات قرصان الاقتصاد) فى هذا الكتاب فضح مؤلفه (القرصان) سيطرة المؤسسات المالية الكبرى على بعض الأنظمة، وأنّ وسيلتها إلى ذلك ((إغراق تلك الدول التابعة بالديون، والسبيل إلى ذلك هو (الإغراء) الدائم بالقروض. وضرب عدة أمثلة على ذلك من بعض الأنظمة، فحكى ما حدث مع حكومات الإكوادور، واعترف بأنه هو وزملاؤه تسبـّـبوا فى إفلاس العديد من الدول. وذكر أنه بعد ارتفاع الدين خلال ثلاثة عقود من 240مليون دولارًا إلى 16مليار دولار، فنتج عن ذلك أنّ حكومة الإكوادور أصبحتْ تدفع نصف ميزانيتها لسداد الديون، ولم يكن أمامها إلاّ بيع غاباتها إلى شركات البترول الأمريكية. وذكر أنّ حكومة الإكوادور مجرد مثال لما حدث مع أنظمة أخرى أغرقناها بالديون ثم فوائد الديون. فهل يتعظ النظام المصرى مما حدث؟ وهل يملك إرادة التحدى للمؤسسات المالية العالمية وعلى رأسها صندوق النهب الدولى؟ وأليس بيع أصول الدولة (كما حدث ببيع شركات القطاع العام) هو المدخل لإغراق مصر فى الديون وفوائد الديون؟ ولماذا لا يكون البديل هو الاعتماد على مواردنا الطبيعية وثروتنا البشرية من علماء مخلصين لوطنهم مصر؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟
- ما سر الولادة المتعسرة لقانون بناء الكنائس ؟
- لماذا ارتدى بوكاى عمامة المسلمين ؟
- لماذا يسعى الأصوليون للتدخل فى كتب التراث ؟
- العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية
- هل مصر ينطبق عليها مصطلح (دولة فسادكو) ؟
- حوار الواقع والقرآن
- هل سرق الصبى الفجل ؟
- الشخصية الأفريقية والأدب الأفريقى
- القومية المصرية ومرحلة ما قبل يوليو1952
- هل كذب شاعر الر سول فى شهادته ضد عائشة ؟
- أثر الواقع الاجتماعى على النص القرآنى
- لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟
- رد على السيد ماسنسن بشأن القومية المصرية
- هل الواقع أفرز النص أم العكس ؟
- من أفرز الآخر : الواقع أم النص ؟
- ملاحقة القرآن للواقع (2)
- لماذا تجاهل النقاد مسرح اللامعقول لتوفيق الحكيم؟
- لماذا وقف القرآن مع الوثنية وليس مع المسيحية
- ملاحقة القرآن للواقع الاجتماعى


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟