أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - فوبيا انفصال الكرد - 2/2














المزيد.....

فوبيا انفصال الكرد - 2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5284 - 2016 / 9 / 13 - 16:23
المحور: القضية الكردية
    


ولتدرك المعارضة السورية الافتراضية، والتي تستخدم نهج سلطة بشار الأسد، ومثلهم شريحة واسعة من المثقفين العروبيين وسياسييهم الذين يطبلون على الحيز الوطني، إذا كان الانفصال سيقدم الحل لمشاكل شعوب المنطقة، وستقربهم من بعضهم، وتنقذهم من الصراعات المدمرة، والحروب المذهبية والقومية الجارية، وستنقذ الأطفال من الجوع والقتل والتشرد والضياع في الأبعاد، والغرق في البحار، فلماذا لا يكون مشروعا إنسانيا؟! ويناقش عليه، ولماذا لا نجعله حلقة من حلقات التواصل والتلاقي؟ ونعمل معا لإزالة الغطاءً عنه، عله يشفي البعض من الأمراض الذاتية. وليعلم الجميع أن الكرد يدركون أن المطالبة بالانفصال، خطئ جسيم للشعب الكردي، وهي مرحلة سابقة لأوانها، ولا تمهد الطريق لوضع الحلول المناسبة للجرائم الجارية، لذلك فهم من اكثر شعوب المنطقة ابتعادا عنه؛ ورفضا له، وما تدعيه المجموعة المذكورة، بأن الكرد يطالبون بالانفصال، ليس سوى خداع يلهون به عقول الناس، وعملية من عمليات التلاعب بمفاهيم المجتمع، وبيع للوطنيات ولربما مخططات أخبث لتمرير أجندات قوى إقليمية، أو خدمة لسيادهم، أو في أفضل حالاته نتيجة مرض حب الظهور، ومعاداة الكرد وإلصاق التهمة بهم أسهل وارخص الطرق وأقرب الأساليب لجلب انتباه الشارع لذاته، ولا نشك بانه بينهم شخصيات على معرفة تامة للحقيقة، وهي أن الكرد أكثر الشعوب في المنطقة متمسكين بالتراب الوطني الواحد، وأصدقهم مع ذاتهم ومع الأخرين في عرض المشاريع المنطقية لحل القضايا العالقة بينهم وبين السلطات الاستبدادية، وليعلم الجميع بأنه لا مشكلة للكرد مع الشعوب، بل مشاكلهم مع المستبدين وزعماء الأحزاب العنصرية، وما يعرضونه من الطرق لحل القضايا المصيرية في المنطقة هي لمنفعة الشعوب الأخرى قبل أن تعكس مطالبهم.
لا يمر يوم وحدث، بدون أن يظهر أحد هؤلاء المرضى، على الإعلام ويزاود الأخرين بما يختلج في ذهنه من الهوس، ولا نود ذكر الأسماء هنا، فقد أصبحوا معروفين للقاصي والداني، يشاركونهم مجموعة من المثقفين والسياسيين والكتاب العروبيين الدوغمائيين، الذين لا يريدون الاقتناع أمام الحقائق، وفي الطرف الآخر السلطات الاستبدادية وبشائعها الغنية عن التعريف. القضية ليست في إقناعهم، على أن المقال ليس سوى هوس ذاتي لا أساس له على أرض الواقع، بل في الألاعيب التي يقدمونه للتغطية على هوسهم، فأصبحت معالجتهم أصعب من مجرد تصحيح الخطأ. بينهم من يبرأ الكرد، ويتهم جزء من الحركة الكردية، ويلعب على حبال الوطنية، ليعرض ذاته كمدافع عن حقوق الكرد، وآخر يقدم ذاته صديقاً للكرد وحكيما يحمل لهم أفضل النصائح، ويرى أن حقوق الكرد كمواطن مهاجر إلى سوريا كان قد هضم من قبل السلطات ويجب أن تحل في وزارة الثقافة ضمن سوريا العروبية القادمة، وهلمجرا، وهناك آخرون وفي جعبتهم حلول أغرب، ومعظمهم لا يخفون الصورة النمطية الجاهزة في ذهنهم (الكرد والانفصال) فلا يتوانون بين فينة وأخرى بالظهور، ينبهون الكرد ألا يسقطوا في مستنقع الضياع! فيا عجبي بعضهم يبحث عن الوطن، وكان الأوطان بإمكانها أن تتشكل على خلفية جغرافيات مشوهة، لا اعتبار لها، متناسيا أن الأوطان تحتاج ليست إلى جغرافية وحدود اصطناعية، بل إلى قناعة وتعامل وعلاقات إنسانية، واحترام حقوق الأخرين، وحكومات نابعة من أحضان الشعب ولرغبة الشعب. والبعض يرى أن الأوطان تبنى على تغيير طغاة ومجيء مجموعات لا تزال تؤمن بمنطق الولاية والأئمة، منطق السيادة والموالي! والبعض لا يجد في ذاته القدرة على عرض الحلول فلا يتردد بطلب التوصية من القوى الإقليمية، وهم يتصارعون ما بين دولتين قوميتين مذهبيتين، تركيا العثمانية وإيران الصفوية، لله در هؤلاء المهووسين جميعا.
وليعلم الكل، أن الحركة الكردية، الثقافية والسياسية، ملت من تكرار الديباجة، منذ تكوينها وحتى اللحظة، فرغم المواقف المخجلة والمعيبة من الأطراف المعادية للكرد، تظل الحركة الكردية والكردستانية خير المحاورين على أرض الواقع، بمنطقية طروحاته، والطرق المعروضة لحل القضية السورية في الوقت الحاضر، وجميعهم، رغم الخلافات، يرون أن أفضل الحلول التي ستنقذ سوريا من صراعاتها، حاليا، ومن الثارات المتوقعة بعد هذا الدمار، هو الحل الفيدرالي لسوريا بنظام لا مركزي، وقد تكون فيدرالية سوريا قريبة من كونفدرالية، بحيث تكون لكل جهة قوة عسكرية خاصة بها تدافع عن منطقتها، في حال حدوث التجاوزات على خلفية الثأر أو الصراع المذهبي.
وفي الواقع الكردي لا يوجد شيئاً اسمه الانفصال، فهو مرض لا وجود له في ذهنهم، بل هناك استعمار من قبل سلطات استبدادية، والتحرر منهم يحتاج إليه شعوب تلك السلطات قبل الكرد، ونأمل لأصحاب الفوبيا وعاهة الخوف من الانفصال الصحة والعافية. والتحرر غاية كل شعوب الأرض، في حال انعدمت شروط العيش المشترك، وللكرد الحق مثل غيره من الشعوب اختيار الأفضل لذاته، وتقرير مصيره. ولا نعلم ما الذي يقلق الأخرين في أن يختار الكرد طريقه في الحياة، إلا إذا كان المعارضون مبتلون بمرض الاستبداد، أما عن الجغرافية، فعند قبول حق تقرير المصير، يمكن البحث فيها. مع ذلك وليطمئن الجميع أن مطلب الانفصال غير وارد في هذه المرحلة.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
9/2/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوبيا انفصال الكرد - 1/2
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 4/4
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 3/4
- لو أن بشار الأسد - 2/2
- لو أن بشار الأسد - 1/2
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 2/4
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 1/4
- جنيف مرت من الحسكة إلى جرابلس
- الشخصية الكردية - 2/2
- بيان بصدد الحوار العربي-الكردي المقام من قبل مركز حرمون (صال ...
- الشخصية الكردية - 1/2
- القضية الكردية في سان بطرسبورغ
- رمزية سان بطرسبورغ
- احتمالات مصير غربي كردستان -2
- احتمالات مصير غربي كردستان
- إسلام من يتبع داعش والقاعدة
- الانقلاب التركي كردياً
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الثامن
- امرأة ستقود العالم - 2/2
- امرأة ستقود العالم - 1/2


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - فوبيا انفصال الكرد - 2/2