أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - الذمية والجزية














المزيد.....

الذمية والجزية


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في انتخابات مجلس الشعب الماضية وكعادة المرشحين في مدينتنا دخل احدهم إلى كنيستنا( وكان مرشح على قوائم الحزب الوطني وهو عضو في مجلس الشعب السابق ) لكي يحض الناس في الكنيسة على انتخابه ومرهبا ومخوفا لهم من خطورة عدم خروجهم لاحتمال فوز المرشح المنافس وهو مرشح الإخوان المسلمون وبعد دش من المعايرات حول ما فعله لنا من خدمات للكنيسة وللشعب في إثناء فترة عضويته السابقة بمجلس الشعب وقد قال لا فض فوه إنا بأحب واحترم كل المسيحيين أسوة بالرسول الكريم الذي قال "من أذى ذمي فقد اذانى" هنا أدركت انه لا فرق بينه وبين مرشح الإخوان المسلمون في شئ .
وزاد الطين بله في هذا اليوم إن يقف القس في الكنيسة شاكرا هذا العضو على خدماته وقائلا :
"إن السيد المسيح كان يعطى الجزية لقيصر وكان يطيع الحكام" المهم إن هذا المرشح فشل في الوصول إلى مجلس الشعب ونجح مرشح الإخوان المسلمون المنافس له وقد توجس خيفة الكثير من الأقباط بسبب هذا الأمر ولكنني لم احزن كثيرا لهذا الفشل بل رأيت إن الاثنين مرشح الحزب الوطني ومرشح الإخوان ليس إلا وجهان لعملة واحدة وان تميز مرشح الإخوان بالوضوح في رفع الشعارات الإسلامية التي ينادى بها .
من هذا الموقف وجدت إن كلمة الذمية قد تكون غير معروفة عند الكثير من الأقباط الذين يرددونها بدون دراية وبدون فهم ووجدت إن الكلمتين مرتبطتين معا في ذهن الكثيرين لذا وجدت نفسي أحاول البحث عن مدلول الكلمتين فوجدت الاتى :
أولا الذمية وبدون الدخول في المعنى اللغوي للكلمة فان معناها المعروف لدى العامة هو انك في ذمة فلان أو في حماية فلان اى إن يقبل الأقباط إن يكونوا في حماية المسلمون في مصر اى إن يقبل الوزير أو الدكتور أو المهندس والقبطي عموما مهما علا منصبه إن يكون في حماية الساعي الذي يقدم له القهوة أو في حماية البواب أو السائق الذي يقود سيارته إذا كان مسلم .
هذه هي الذمية التي يدعو إليها ويريد إن يعيدنا لها الإخوان المسلمون وينادون بها في مظاهراتهم كي يطمئنوا بها الأقباط كما حدث في مظاهراتهم في مدينة نصر في الانتخابات الماضية عندما خرجوا متظاهرين قائلين :
نصون العهد ونرعى الذمة للأقباط أبناء الأمة
ثانيا الجزية يرتبط بمفهوم الذمية مفهوم الجزية فطالما تكلم المسلم عن الذمة وأهلها وطالما قبل القبطي إن يعامل كذمي فلابد إن يأتي اليوم الذي يحاول فيه الإخوان إعادة الجزية على الأقباط . والجزية بالمفهوم العامي من الجزاء وأقربها ضربة الجزاء التي تقرر على اللاعب المخطئ إذا اقترف اى خطأ في منطقة الجزاء أو المنطقة المحرمة كما يقولون , فإذا اعترض اللاعب على الجزاء ورفضه فقد يتعرض للطرد من الملعب ( مع ملاحظة إن نفس الخطأ خارج هذه المنطقة لا يستوجب نفس العقاب ) وهذا هو تقريبا نفس مفهوم الجزية فأنت عندما تولد غير مسلم فأنت قد اقترفت الخطأ فإذا كنت تقيم خارج البلاد الإسلامية أو خارج سيطرتها فأنت خارج المنطقة المحرمة وعقاب الجزية لن يطولك بينما لو كنت داخل البلاد الإسلامية فأنت داخل المنطقة المحرمة وتستوجب العقاب والجزية وإذا رفضت دفع الجزية قد تتعرض للطرد من الدنيا كلها بالقتل وسفك الدماء .
وهذه الجزية كما قال بعض الفقهاء غير محددة وتقدر بمقدار حاجة المسلمين ولا يعفى الغير مسلم منها إلا الدخول في الإسلام أو الموت وحتى الموتى كان يتم فرض مبلغ من المال على أهل المتوفى حتى يتم دفنهم وبسبب هذه الجزية أو الجزاء الذي كان مقرر على الأقباط في مصر دخل الكثيرين في الإسلام وانخفض هذا المورد من المال للدولة الإسلامية مما جعل الحاكم المسلم في مصر يرفض إسلام هؤلاء المصريين فما كان من الخليفة في الدولة الإسلامية في الجزيرة العربية إلا إن نهره قائلا "إننا لسنا أهل جباية بل أهل هداية" .
هذه هي الجزية التي يحاول الإخوان تنميقها وتجميلها بالقول بأنها كانت تجبى في سبيل قيام المسلمين بالدفاع عن أهل هذه البلاد أو هي في مقابل الزكاة التي يدفعها المسلمون وهذا الكلام مردود عليه بان الأقباط لم يطلبوا من احد إن يحرمهم من حق الدفاع عن بلادهم وكذلك يقوم الأقباط بدفع العشور كما يدفع المسلمون الزكاة وكذلك فأنهم ملتزمون بدفع الضرائب مثلهم مثل جميع المواطنون .
إذا وان كان من المقبول إن يرضى البعض بالجزية وبحديث الرسول السابق في الماضي عندما كانت الأمور كلها شخصية والعلاقات بين الدول تسير وفقا لعلاقات الحكام ومن الممكن إن يسدل اى حاكم حمايته على اى فرد أو اى مجموعة من السكان فانه من غير المقبول الآن قبول هذا الحديث بعد إن أصبح الجميع في حماية القانون الذي لا يفرق بين الناس وهناك دولة تسدل حمايتها على الجميع . كذلك لا مجال للحديث عن الجزية بعد إن أصبح الجميع يدافعون عن الوطن والجميع سواسية في دفع الضرائب .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى مسالة خطف الفتيات القبطيات
- حالة حوار
- سقوط الرموز الكبيرة فى الانتخابات المصرية واسبابها
- التاريخ والاثار القبطية والقرار الجمهورى الجديد
- الانفصال التام او الموت الزؤام
- لهذه الأسباب يجب حظر جماعة الإخوان المسلمون
- ملاحظات هامة على الجولة الثانية من الانتخابات فى مصر
- الحصاد
- نداء الى الشرفاء فى المنيا
- الاخوان المسلمون والخضة ورؤساء تحرير الصحف القومية
- الرشاوى الانتخابية فى مصر
- ليس دفاعا عن البابا ولكن عن مصر
- الحزب الوطنى يحذر من التصويت على اساس الاسلام هو الحل
- كنت اعمى والان ابصر
- من السبب فى هذه المهزلة ومن يوقفها ؟
- لماذا الغضب من هروب الأمير القطري ؟ مصر دولة مستباحة
- لماذا الغضب من هروب الامير القطرى ؟ مصر دولة مستباحة
- لا شرقية ولا غربية اسلامية اسلامية
- تصورات شخصيه لخطة عمل قبطيه
- كلمه الى الاستاذ جمال اسعد عبد الملاك


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - الذمية والجزية