|
الصحة والبيئة في العراق: مؤتمر في عمان تنظمه جامعةستوني بروك
جواد كاظم الديوان
الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 09:46
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
شاركت باحثا في المؤتمر الدولي الصحة والبيئة في العراق: الحالة والمتطلبات والصعوبات، للفترة 19 – 22 / 9 / 2005 في عمان / الاردن. واشترك فيه اكثر من مئتين متخصص من الجامعات العراقية ( كليات الطب والعلوم والزراعة والمراكز البحثية) ووزارات الصحة والبيئة والعمل والشؤون الاجتماعية وغاب عن المؤتمر المؤسسات المهنية العراقية ومنظمات المجتمع المدني واعلام العراق. نظمت المؤتمر جامعة ستوني بروك من الولايات المتحدة الامريكية حيث تتبنى الجامعة مع الوكالة الدولية للتنمية USAID برنامجا لتطوير الجامعات في العراق ومنها كان برنامج صحة البيئة في العراق حيث طموح جامعة ستوني بروك المساعدة في بناء التعليم العالي في العراق في مجال صحة وعلوم البيئة. وقد بذل مدير برنامج صحة بيئة العراق (د . وجدي هيلو) جهودا متميزة في تنظيم المؤتمر من الضيافة وحتى الجلسات العلمية وحلقات النقاش وكان صبورا في تعامله مع العراقيين حيث الطلبات الكثيرة ومنها تغير اماكن السكن في الفنادق وتقاعس البعض عن حضور الجلسات العلمية. فتم اختيار المواضيع بعناية فائقة وكذلك المتحدثين وميزهم عن ضيوف المؤتمر. كان جديا ويتابع كل شيء حتى طلبات العراقين في طبع بوسترات بحوثهم رغم مشاغله في متابعة مؤتمر بهذا الحجم. و د. وجدي هيلو طبيب من اهالي البصرة هاجر قبل فترة طويلة ولم يتذكره احد طيلة الفترة السابقة في حين لم ينسى د. وجدي هيلو العراق لذلك كانت مفاجاة للحضور ذلك الحب الذي حمله عميد كلية الطب / البصرة فاضاف بعد اسم د. وجدي هيلو جملة حفظه الله ورعاه وقال فيه ابياتا شعرية واشار الى انه سيبني الصحة والتعليم العالي في العراق. تدارس المؤتمر في جلسات علمية منفصلة تلوث الهواء والماء والسرطان والصحة المهنية والتدخين والصحة العامة ومواضيع عامة متعلقة بالبيئة وحلقات نقاش علمية حول بيئة الاهوار وكون الاشعاع اشكالية بيئية في العراق وتقييم الصحة البيئية في العراق ومصادر تمويل خدماتها والتشريع لحماية البيئة ليكون الختام حول برنامج صحة البيئة في العراق حيث تحديد الحاجات ومراجعة الانجازات والتصورات المستقبلية وقد اعترض بعض العراقيون حول مناقشة بيئة الاهوار وتساءل البعض حول الجدوى من اعادة الاهوار بعد ان تم تجفيفها متعللا بان الحياة فيها مهينة للانسان واشار البعض الى ان اعادة الاهوار هي مسالة سياسية لا علاقة لها بالبيئة. ومن المفاجات في المؤتمر حضور وكيلي وزارة الصحة والبيئة جلسة الافتتاح وثمن الحضور جهود د.وجدي هيلو في ترتيب حضور الوكيلين. كانت المشاكل الصحية (الامراض الخمجية نتيجة تلوث البيئة) عنوانا لكلمة وكيل وزارة الصحة مشيرا الى اختلاط مياه المجاري بالمياه الصالحة للشرب. اما وكيل وزارة البيئة فقد عرض واقع البيئة في العراق من تجمع القمامة ومرورا باليورانيوم المنضب والصناعات المنزلية الى اشكاليات الغبار. وغاب الوكيلان عن جلسات المؤتمر العلمية بعد ان وعدوا بالجضور كل الجلسات. وكان اعلان وكيل وزارة البيئة حول ميزانية الوزارة مفاجاة ! وعرضت ممثلة منظمة الصحة العالمية في العراق (بحرينية الجنسية) اشكاليات العمل في العراق ومصادر التمويل ومعاناتها مع المانحين. فالمشاكل الصحية في العراق تتمثل في النسب العالية لوفيات الاطفال الرضع والامهات وازدياد نسب الاصابة بالامراض الخمجية والامراض المزمنة وسوء استخدام الخدمات الصحية. اوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية بان البيئة والصحة تعني الامن والسلام وهي سياسة في حين فشل العراقيون في الاشارة ببحوثهم العلمية عن البيئة لمفاهيم سياسية. كان عرضها رائعا مع وسائل ايضاح شكلت المنحنيات للاصابات بامراض محددة مثل الكوليرا واللشمانيا (الحمى السوداء) عموده الفقري مع خطط الوقاية ولم يرتقي العراقيون الى ذلك في عرض افكارهم ونتائج بحوثهم فكانت هناك من عرض اوراقا كاملة في كل سلايد يعرضه (وسائل العرض السمعية والبصرية) ويقرأ كل الكلمات على الحضور ومنهم من لم يفرق بين المحاضرة وعرض بحث في مؤتمر مما ادى الى عتاب مسؤول طب المجتمع في الهيئة العراقية للاختصاصات الطبية (اعلى شهادة اختصاص في حقل الاختصاص) حيث لم تتدرب الكوادر العراقية على ذلك! وكان الجواب ان هناك اساتذة في كلية الطب لا يستطيعون تقديم البحث بالشكل المطلوب، يضاف الى ذلك حضور كوادر وسطية في حين يتناول المؤتمر مواضيع علمية معقدة ذات مستويات تتعدى البكالوريوس واللغة انجليزية! ان تقديم ممثلة منظمة الصحة العالمية يعكس تكامل عمل المتخصصون في منظمة الصحة العالمية حيث يعملون كفريق واحد Team work ويغيب هذا التكامل بين المتخصصين العراقيين وفي الكليات. ان تصميم طريقة البحث تشكل اساس لانجاز البحث ومناقشة نتائجه وهي علم قائم بذاته ولم يتعود اساتذتنا او يتقبلوا الاستشارة او تقبل الافكار الجديدة. اوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية بان المانحين يثـقون بخبراء المنظمة ويتبرعون بسخاء بعد عروض المنظمة في حين يفتـقد العراقيون هذه الثقة نتيجة تقديمهم معلومات مضللة طيلة العقود الماضية ومن الطريف ان نذكر بان الجدري اصاب العالم في بداية السبعينات (تم الاعلان بان العالم خاليا من الجدري في الثمانينات) وكان العراق مصدر العدوى وانكرت الحكومة العراقية وجود الجدري في العراق وفي اجتماع منظمة الصحة العالمية في نيويورك اوضح الخبراء بما لا يقبل الشك بان المصدر بغداد مّر بها الحجاج الى يوغسلافيا واضطرت الحكومة العراقية للاعلان عن اصابات الجدري فتساهم منظمة الصحة العالمية بمكافحته يضاف الى خبرتهم معنا في مسالة الايدز واشكاليات المعلومات الصحية طيلة فترة الحصار وقد دعم احد الامراء السعوديون مشروع مسح الطفل في العراق في نهاية الثمانينات للوقوف على الحالة الصحية للطفل العراقي وتحمل تكاليف المشروع (شراء السيارات والكومبيوترات وتدريب الفرق الصحية ومكافئاتهم وحتى تكاليف الاستشارات) ولم يتم نشر النتائج لانها لا تتفق مع تصورات قادة وزارة الصحة. تميزت قاعة المؤتمر في فندق الرديسون – عمان بزي نساء العراق المشاركات في المؤتمر الذي عكس سنوات طويلة من الحملة الايمانية (الحجاب) مما اعطى انطباع عن تدين المجتمع العراقي بشكل عام! في حين كان زي المشاركات من خارج العراق او الامريكيات من اصل عراقي ملفت للنظر لاناقة وزينة المراة .
#جواد_كاظم_الديوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|