|
دواء العشق..
محمد البورقادي
الحوار المتمدن-العدد: 5282 - 2016 / 9 / 11 - 22:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لما كان العشق من الأمراض التي تشخص ومن العلل التي تصحّح وتقوَّم ..كان تشخيصه لزاما لتحديد دواءه ..وهذا ما مر معنا في المقال السابق "داء العشق" …(وغير بعيد عن هذا السياق انظر مقالات سابقة بعنوان : منغصات ونوائب الحب ..شقاوة الحب ..ذم هوى المحبوب ..التعلق بغير الله خذلان ).. فلما كان كل داء لا بد أن يكون له دواء علمه من علمه وجهله من جهله .. كان لزاما أيضا أن يبحث ذو الداء عن ما به يكشف ضره ويرد بأسه عنه ..ولما تعلق الداء بالقلب صار أمر البحث عن دواءه في غاية الاستعجال إذ القلب أصل الإنسان وبه يعرف معدنه وصلاحه من فساده ..فإن علمنا أن مرض القلب العضوي يورث الوهن في الجسم ويقطع عنه حبل الحياة فإن مرضه الباطني أدهى من ذلك وأمر إذ أن الأول مكشوف ظاهر يُقوَّم بالجراحة أما الثاني فلا يعرف عيانا ولا يشاهده إلا العالمون ولا يقدر على الإفصاح به إلا آحاد ..أما الغالب ممن أنهكهم بؤس المرض فلا يجدون للإفصاح عنه سبيلا بل تطول فترة حضانة المرض بهم حتى ترديهم قتلة أو مجانين ..وتكابد قلوبهم المرارة والشقاء حتى لا تكاد تستفيق من سكرها إلا وهي مظلمة جوفاء صريعة وليتها فسدت لوحدها بل إن سائر الجسد يهلك من فسادها ويؤول إليه مرضها وهذا حال العاشق إن لم تتداركه عناية من العليم الحكيم وقد أحسن من قال : وعش خاليا فالحب أوله عنا وأوسطه سقم وآخره قتل ولو علم علم اليقين هذا العاشق أن قلبه لن يستريح إلا بحب الله لما سمح لقلبه أن يخطفه خاطف ..ولا تأثر نظره بحسن لم يبلغ به رحاب الله ..ولما ألجمت نشاطه الصبابة ولما استعبد العشق قلبه ..لكن الغافل عن كل ذلك هو كبش الفداء وهو الضال الشقي .. ذلك أنه في القلب تشتيت وشعت لا يلمُّه إلا ذكر الله .. والأنس بالله والإقبال على الله وطاعة الله ..ولو غذي القلب من كل شيء ما حصل له الارتواء ولو حدث أن ارتوى لحظة لن يدوم له الارتواء ولا بد له من انقطاع لأنه لم يمتلأ بغذاءه الحق ودواءه الناجع ومسكنه اللطيف.. فما إن يدرك القلب أنه قد شحن بغير شحنه الخاص حتى يرفضه معاودا الرجوع لتشتيته وشعته ..بل حتى تلك اللحظة التي قد يحظر فيها الأنس الباطل والموهوم تنغص بالخوف من فقده فيعظم النكد والحزن وتحل الوحشة ..ولما كان ذلك كذلك وجب أخذ الحذر من مواطن التغذية الفاسدة التي يظن المرء بجهله أنها سبب حياة قلبه وسعادته وهناءه وسروره ومنها أن يغذيه بالعشق لمخلوق قد بدر منه حسن في خلْق أو خلُق فيشده إليه بذلك وهو غافل مقاد إلى أن يوقعه مسالك العشق فيهتك قلبه ويأسر خاطره ويمرض .. والارتواء الحق هو ما ارتبط بالإقبال على الحق والأخذ بموجبات حبه وترك موجبات سخطه ..فإن حب الحق هو مداد القلب ودواءه ونعيمه وأنسه.. وحب غيره كيفما كان هذا الغير هو قطران القلب وسواده وبؤسه وصدأه وعذابه ..وليس عذاب القلب مقتصرا فقط على عشق أحد من الخلق استحسنه النظر أو استطابت له النفس ولكن يشمل كل محبوب بما في ذلك المال والأبناء والحرص على الدنيا ..إذ إن سنت الله مضت في خلقه وسرت في نواميسه والتي اقتضت أن من جعل مع الله إلها آخر كان من المعذبين جزاء لتأليهه لغير مولاه الحق أو بإشراكه غيره معه..وحب الشيء من دون الله أو على قدر حب الله أو بشكل يزاحم حب الله في القلب هو مما يستدعي عذاب صاحبه وسريان سنة ربه عليه ..فالقلب هو محل نظر الله إلى العبد ولذلك وجب أن يكون سليما طاهرا معافى فلا يصح أن يكون شاغرا بغير مولاه الحق وخالقه وطبيبه ..فإن هان على العبد مركز نظر الحق إليه ولم ينتبه إلى تزكيته وإصلاحه وتعهده انفرط منه وخرج من عقاله وصار هشا معرضا للفتن والأهواء والبلاء المبين ..والعبد إن لم يستقيم قلبه على حب الله وطاعته ولم يرضى به حبيبا مغنيا وأنيسا مؤنسا انصرف قلبه باحثا عن بديل سواه يشغر به ما فرغ من فؤاده ..فيسقط في شرك الهوى وعشق الصور والتمرغ في شقاء حب الخلق فبئس البديل وبئس العوض !.. فلو علم العبد أن ربه لا يُستبدل به سواه ولا يغني عنه مغن ما تجرأ على النظر لغيره وما فكر في التزلف لغير جنابه جل في علاه ولكن هوان قلب العبد عليه هو ما يحمله على ذلك وجهله بسوء البديل هو ما يشده إليه ..فنسأل الله العافية .. وليس أسوأ من أن يهب إنسان لإنسان قلبه فيضعه في قبضته وتحت رحمته يفعل به ما شاء ويسومه سوء العذاب وهو رأس حكمته وبريده إلى الجنة ..ومن لطف اللطيف أن صيَّر من تجاوز حبه إلى حب غيره معذبا ذليلا إذ إن عذابه رحمة به ودواءا له وباعثا له على إعادة النظر فيما اقترفته يداه من ذنب عظيم عله يتذكر فيرجع إلى مولاه وحبيبه الحق ..ولما كان الألم هو ما به يبرأ الجرح ويندمل كان عذاب القلب بالعشق هو ما به يهذب القلب ويقوَّم عساه ينكسر ويذل فينيب إلى مولاه وسيده.. ثم إن القلب إن بعد عن الله أحيط به من كل جانب وتلقفته الأهواء وصار كاللوح وسط البحر يقذف به أنى شاء ..فمتى ما أزال العبد عنه رداء الحياء من الله وأماط عنه رباط قلبه به مؤثرا عنه غيره تركه مولاه بدوره لحكمة منه لغيره وولاه لسواه ..ذلك أنه متى هان على العبد أمر الله هان على الله حال العبد لأن القرب إلى الله بطاعته حصن المؤمن وسلطانه وعزته متى ما فرط فيه العبد فقد ظلم نفسه وآذى ربه إذ لم يقم بواجبه اتجاهه وبحقه عليه.. ولما كان من ظلمته لزم لمعاودة إرضاءه مصالحته وكسب وده وهذا لا يتأتى إلا بالإعتذار منه ورد مظلمته إليه وحصول قبولها منه ..وجب على العاشق فعل ذلك إذا ما أراد أن يستكين عذابه ويظفر بالراحة.. ومن ظُلم هنا هو العظيم جل جلاله ! ومكمن الظلم هنا هو أن العبد العاشق حين سلم قلبه لغيره بعشقه له فكأنما تصرف فيما ليس في حوزته وسرق ما ليس له ..وقلبه ليس له ابتداء ولا انتهاء حيث أنه ملك لله لا يدخل معه شريك فيه.. فلما استهان بوديعة الله وفرط فيها حلت به العقوبة وما أشدها من عقوبة وما أعظمه من خذلان ... ! والسؤال هنا ..كيف يُستعطف من ظلمه العاشق في حقه ؟ وكيف يستجلب رضاه الذي تقطف به ثمرات النعم وتستبعد به حسرات النقم ويرفع به البلاء المبين ؟ ولا يحصل ما سبق إلا بحالين اثنين حسب اعتقادي ..الأولى هي الاعتراف بالذنب بذل وانكسار أمام العظيم وطلب الصفح والمغفرة منه والتذلل إليه والتودد له وطلب التوبة منه .. والحال الثاني وهو بذل الخير بكل أوجه والإسراع إلى أي منها ما استطاع العاشق إليه سبيلا وذلك بإخلاص وانكسار وليس برياء واغترار ..ومن أوجهه الإحسان إلى الخلق فليس هناك أحب إلى العظيم من الإحسان إلى خلقه .. ثم إني ما علمت مما يسد فراغ القلب ويشعره بالسعادة أشد من إسعاد الخلق والعطف عليهم عند المقدرة..ومن الإحسان الإكثار من الصدقة فإنها تلين القلب وتحقن اضطراباته وتأججاته وتدفن لوعته وتشفي مرضه إن كانت خالصة لوجه الله ..ومن الإحسان الإكثار من نوافل الصلوات فإنها تبعث في القلب الخشوع وتلقي فيه حلاوة تنسيه مرارة العشق وآلامه وتطرد ما تجمع به من الخبائث إن داوم عليها العبد خصوصا ما كان منها في جوف الليل.. ومجمل القول أن الطاعة الخالصة لوجه الله تنقي القلب من درنه وتفرغه من ما علق به من سيئات الجوارح وتطهره وتخليه من حظ النفس والشيطان في القرب منه ومخالطته ..فالطاعة سلطان القلب الذي به يقوى على مغالبة ما يضره ويؤذيه وتعينه على اتقاء شرور الفتن والأهواء المظلة .. وليعلم مريض العشق أنه على قدر قربه من مولاه يكون تحرره من سجن عبوديته لغيره ..وعلى قدر تمكن العشق منه واستحواذه عليه ازداد عذابه داخل سجنه الذي دخله بنفسه.. فإن دام على هذا الأمر عوفي بإذن مولاه وصفا قلبه بعد كدره وصحا عقله بعد خدره ..وعاد بدنه قويا كما كان وأحسن ..وليعلم أنما ذكرته سابقا لا يتأتى إلا بالصدق مع الله والإخلاص له ضف إلى ذلك قوة العزيمة وتأهبها لتحصيل الخير بالإحسان الذي يدرأ عنها الشر الذي هو العشق في هاته الحالة ..وليعلم كذلك أن نسيان المعشوق لا يكون بين ليلة وأخرى ولكن قد يطول أو يقصر بحسب قوة العزيمة واللجئ إلى الله إذ هو من يطهر القلب ويزيل عنه غشاوة المرض وليحرص ما أمكن أن يزيح عن ناظريه ما به يُفتكَر الحبيب من صور ..وليحرص أيضا على ألا يزور أماكن كان قد ارتادها معه من قبلُ لأن ذلك يُيَقظ القلب ويبعث فيه الخواطر فتتقلص معها نجاعة أسباب العلاج الذي ذكرناه ..ثم بعد ذلك يحاول أن يشغل وقته بما ينفع من اشتغال بمهنته أو طلب للعلم أو سفر .. فلا أضر على العاشق من البطالة والفراغ ..وليجانب كذلك ما أمكن الاستماع للموسيقى فإنها من محركات الخيال ومن موجبات الهيام والسرحان في المعشوق والتذكر له والاستجلاب لطيفه بما يحضره ذلك من غم وكمد للعاشق .. فإن قيل : إن العين تستحسن المنظور إن وجد فيه حسنا فيعلق القلب بالمنظور إليه كما تعلق البرادة بالحديد وهذا قد يقع صدفة وعن غفلة .. قلت : إن الجوارح لا تدير نفسها وإنما تدار بالعقل فإن كان العقل قويا ذا منعة لم تؤثر فيه محاسن المنظور إليه ووجدها صنعة تدل على الصانع فلا يزيده التأمل إن حصل إلا تسبيحا لمولاه وتجليلا لعظمته وهو الصانع لكل شيء ..ولو أن ما قلته بشأن استرسال النظر لتعظيم الخالق لا يجوز .. إذ إن النظر لا يجب أن يصرف إلى ما لا يحل صرفه إليه وهذا في الشرع معلوم.. ولكن القول به كان على سبيل المثال والتفكر ..وقد أحسن من قال : طليق برأي العين وهو أسير عليل على قطب الهلاك يدور وميت يرى في صورة الحي غاديا وليس له حتى النشور نشور أخو غمرات ضاع فيهن قلبه فليس له حتى الممات حضور فإن فهم العقل أن المنظور إليه لا يُعشق لذاته وأنه دليل على من وجب تعظيمه وحبه استيقن العقل أنه وسيلة لا غاية ومن تم تركها ليلحق بأحسن منها وإلا فاته الخير وتقطعت نفسه عليه حسرات! وليعلم عاشق الحسن أن الله حباه بقلب ليّن طري ولولا ذلك ما حنَّ قلبه لمعشوقه والقلب اللين منة من الله ما أعظمها منة ..فبه يذرف الدمع من خشية الله وبه يُتفكر في الخلق وبه يعطف على الخلق من الحيوان والإنس وبه يبر الوالدان ويستعذب فعل كل خير ..فليستثمر كل ذي لب هذه المنة في التقرب من المنان وليبعدها عن موجبات سخطه وجالبات نقمه .. فإن قيل : إن العشق لا يحصل فقط من استحسان المعشوق لخلْقه أو لخلُقه بل يحصل حتى من إلفة واعتياد على قربه وأن هذا قد يحدث صدفة.. قلت : إن حصل ذلك لضعف الطبع وهوان العقل وتكدر القلب وخواءه استُعجل بالوصال إن كان ذلك ممكنا وذلك عن طريق الزواج وهذا أنجع العلاج ..أما إذا تعذر الوصال..وجب العلم بأن المعشوق إنسان قاصر وضعيف وله من العيوب أكثر مما له من الفضائل ولو لم يكن له من العجز غير أنه مخلوق وميت لكان ذلك كاف لردع القلب عن عشقه .. فمن سبته الدمى يوما فلينظر إلى ما تغدو إليه الدمى في ظلمة القبر ..وقبل ظلمة القبر لينظر إلى ما ستؤول إليه تلك الدمى عند أرذل العمر.. ولينظر من سبقها لذلك من أهله ومعارفه.. وقس هذا على ذاك تسلم ويهدأ اشتياقك ويخف ولهك وولعك ..والله المستعان ..
#محمد_البورقادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
داءُ العِشق ..
-
ذَمُّ الإسراف في الافتتان بجمال النساء ..
-
أشياء لا تُشترى ولا تُقَدَّر بثمن..
-
من هم خُدَّامُ الدولة وخَوَنَة الشّعب ؟!
-
أصناف الرجال ومواقفهم من الزواج..
-
عواقب الإنقياد الأعمى لشهوة الجنس ..
-
مُنغِّصَات ونَوائِب الحبّ ..
-
نداءٌ إلى من انتهكوا حُرْمةَ المساجد !
-
التلفزة المغربية وصناعة التَّفاهَة..
-
يا أيها الإنسان ما أَضْعَفَكَ ..!
-
التطرف الديني : شروط الإنتاج
-
تخليق الفكر كسبيل لبناء المواطن المُعَوْلَم..
-
أزمة الحداثة المُعَوْلَمة ..
-
السلطة القمعية عند ميشيل فوكو وميشيل كروزيه
-
السلوك الجمعي وشروط إحداث الثورة..
-
السلطة والعنف : أي علاقة !
-
السلطة القمعية وشروط بناء الفرد الخاضِع والمُنمَّط..
-
العولمة كسيرورة إنتاج لسياسات الطرد والإقصاء الاجتماعي ..
-
واقع الفرد في ظل هيمنة العولمة والسلطة..
-
جون جاك روسو وشروط تشكيل العقد الاجتماعي..
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|