|
اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 13 - 2001 / 12 / 21 - 13:52
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بلاغ
عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم 18 كانون الاول 2001 اجتماعا اعتياديا ، بحثت فيه تقريرا ضافيا حول التطورات السياسية، وآخر حول نشاط الهيئات القيادية للحزب خلال الاشهر الاربعة التي انقضت على التئام المؤتمر الوطني السابع للحزب. واولى الاجتماع اهتماما استثنائيا للمخاطر المحدقة بالبلاد جراء تزايد التهديدات الامريكية بتوجيه ضربة عسكرية في اطار "الحرب ضد الارهاب"، والتي تفاقمها حماقات النظام الدكتاتوري واستهتاره بمصائر الشعب والوطن، وتشديده وتائر القمع والارهاب في ظل اجواء استنفار امني - عسكري لمواجهة الاحتمالات التي ينطوي عليها الوضع، وبضمنها حشده قواته على خطوط التماس مع اقليم كردستان. فيما يستبد بالحكام الخوف اساسا من احتمال تفجر غضب الشعب ونقمته والاطاحة بنظامهم البغيض. وقد بحثت اللجنة المركزية هذه التطورات في ضوء التقرير السياسي الذي يتناول الجديد الذي شهدته الفترة المذكورة في اعقاب احداث 11 ايلول في الولايات المتحدة، وذلك على المستويات الدولية والاقليمية والعربية والداخلية، وفي الميادين المختلفة، لاسيما السياسية والعسكرية والاقتصادية. وفي هذا السياق اكدت مجددا ادانة الحزب لاعتداءات 11 ايلول، باعتبارها عملية ارهابية لا انسانية طاولت آلاف الابرياء، واسفرت عن نتائج خطيرة عالمية الابعاد. كما اكدت موقف الحزب المعلن ايضا ، من شن الحرب في افغانستان، والذي عبر عن رفض الخيار العسكري، معتبرا انه ليس الوسيلة الانجع لمواجهة الارهاب واجتثاثه، بل انه يمكن ان يخلق دوافع جديدة لمواصلته. ودعت الى ان يجري اولا استنفاد الحلول السلمية: السياسية والاقتصادية وغيرها، وفقا لميثاق الامم المتحدة. ولاحظت اللجنة المركزية في سياق مداولاتها، ان احداث 11 ايلول، التي شكلت انعطافا في السياسة الدولية والعلاقات على الصعيد الدولي، جاءت في وقت يزداد فيه ترابط وتشابك قضايا وطننا ومنطقتنا مع التطورات على المستوى العالمي. وشدد الاجتماع في الوقت نفسه على ان يتم ، تحت اشراف الامم المتحدة ، اعتماد تعريف واضح ودقيق للارهاب، وتمييزه عن حق الشعوب المشروع في نضالها ضد الاحتلال ومن اجل تقرير المصير والاختيار الحر لانظمتها الاجتماعية - السياسية ، وفي الكفاح ضد الانظمة الدكتاتورية والفاشية. واشار اجتماع اللجنة المركزية الى ما جرى من تذرع باعتداءات 11 ايلول لتنفيذ خطط ستراتيجية مهيأة اصلا ونابعة من نزعة التسلط الامبريالي والهيمنة، ومن الرغبة في فرضها على امتداد العالم، كنموذج امريكي للعولمة، ينطوي على توجه صارخ لعسكرتها. وفي معالجتها لانعكاسات التطورات المذكورة على الاوضاع في بلادنا، وتزايد احتمالات تعرضها الى هجوم عسكري في اطار المرحلة الثانية من "الحملة العالمية ضد الارهاب"، اشار الاجتماع الى الموقف المستهتر للنظام، والمتشفي ازاء احداث 11 ايلول، وتأييده غير المتحفظ لنظام طالبان وبن لادن، واعتماده نبرة تحد استفزازية جوفاء، وفي ذلك ما يوفر الذرائع التي تحتاجها واشنطن لتبرير تهديداتها بضرب العراق. وفي الوقت نفسه، والى جانب التدابير الارهابية والامنية - العسكرية التعبوية، تحسبا للضربة العسكرية، اعتمد النظام اجراءات تفاقم معاناة الملايين، حيث تؤدي الى ارتفاع الاسعار وانخفاض قيمة الدينار وارتباك الاسواق واشتداد وطأة الضرائب، الى جانب القلق والتوتر والخوف من المجهول. ورصد الاجتماع كذلك تنامي مختلف اشكال الاحتجاج والرفض من جانب جماهير الشعب، وبضمنها عمليات اغتيال المسؤولين في اجهزة السلطة، وضرب مقرات حزبها سواء في بغداد او في المحافظات الاخرى. وفي اجواء تزايد المخاطر والمخاوف والتوتر الداخلي، جاء قرار مجلس الامن الدولي اخيرا بتمديد برنامج النفط مقابل الغذاء حتى نهاية ايار المقبل، وهو القرار الذي قابله النظام بالموافقة السريعة. ولاحظت اللجنة المركزية ان صدور هذا القرار، الذي عكس جديد العلاقات الامريكية - الروسية فيما يتعلق بتطوير الموقف من القضية العراقية، انما شكل تسوية فوقية، لا تعني في الواقع سوى اطالة امد الحصار المفروض على شعبنا. واذ يتوجب الترحيب بكافة الاجراءات الهادفة الى التخفيف من معاناة شعبنا ، لابد من التأكيد ان هذه الاجراءات لا تشكل بديلا عن الرفع الكامل والفوري وغير المشروط للحصار المفروض على شعبنا. ومن ناحية اخرى ليس صدفة ان النظام جعل من موضوع الحصار ، في نشاطاته وتحركاته في الفترة الماضية، امرا ثانويا ، مركزا بدل ذلك على اطلاق المناورات السياسية والاقتصادية والاعلامية، الرامية الى تحقيق مكاسب معينة لمواقفه وتعزيز مواقعه، واشغال الجماهير بامور وهموم تبعدها عن التفكير في حاضر الاوضاع وتطورها اللاحق. وفي هذا السياق تندرج تحركات النظام الاخيرة تجاه كردستان المحررة من سيطرته، وطرحه فكرة "الحوار"، مهددا ب "قطع الالسن"حينا ، ومحاولا التحدث بمرونة حينا آخر. واعتبر اجتماع اللجنة المركزية ان الموقف الوطني والمسؤول ازاء التطورات القائمة، وما تنذر به من مخاطر ، يتجلى في رفض تعريض بلادنا الى ضربة عسكرية، وفي التعويل على شعبنا ووحدة قواه، وعدم الانخراط في الجهد الامريكي، والاستعداد للتطورات كطرف مستقل مناهض للنظام ورافض للضربة العسكرية، يطرح مشروعا وطنيا ديمقراطيا لانقاذ الشعب والوطن من الحصار والدكتاتورية والعدوان. وفي ما يتعلق بالمعارضة الوطنية العراقية ودورها في مواجهة المخاطر والتهديدات ، اكد الاجتماع ان مهمة توحيد نشاطها وتشكيل اطار تحالفها ماثلة بالحاح قبل الآن كمسؤولية وطنية وواجب تاريخي، وان الحاجة ماسة اليوم للاقدام على مبادرات تستحث الجهود لتحقيق هذه المهمة الكبيرة. واكدت اللجنة المركزية ان مهمات كبيرة وشديدة الحساسية تنهض اليوم امام حزبنا ومنظماته ورفاقه وجماهيره، وتقتضي التهيؤ لمواجهة ما يمكن ان يسفر عنه تطور الاوضاع، والتفاعل مع معطياته وآفاقه، وصياغة مواقف وتكتيكات تنسجم مع المسؤولية الوطنية للشيوعيين العراقيين ومبادئهم دفاعا عن مصالح الشعب وكادحيه. اضافة الى العمل على تعبئة الجماهير ونشر الوعي في صفوفها، لكي تكون حاضرة وفاعلة في تقرير مصائرها ومستقبل البلاد. وتوقف الاجتماع في مجرى بحثه التطورات على صعيد المنطقة، ارتباطا بموضوع الارهاب وتداعياته وتفاعلاته، عند الشأن الفلسطيني والحملة الارهابية الدموية التي تشنها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني بهدف خنق انتفاضته المجيدة. واعلن من جديد استنكار حزبنا للنهج الارهابي لحكومة شارون اليمينية المتطرفة، التي تحظى بالدعم المطلق والسافر من جانب الادارة الامريكية، ودعا الى العمل من اجل شل العدوانية الاسرائيلية وتقديم كل العون والاسناد لانتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله، من اجل اقامة دولته الوطنية المستقلة، وعاصمتها القدس. كما اكد على ضرورة وحدة القوى الفلسطينية، التي لا غنى عنها لافشال المخطط العدواني المعادي للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة. وعلى الصعيد الدولي، اشار الاجتماع الى استغلال ادارة بوش اجواء الحملة ضد الارهاب والعمليات الحربية في افغانستان، لالغاء اتفاقية 1972 المعقودة مع الاتحاد السوفيتي السابق حول الصواريخ والشروع ببناء نظام "الدرع الصاروخي"، مما يهدد باطلاق جولة جديدة، خطيرة وباهظة، من سباق التسلح، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر جسيمة على السلم والامن العالميين. واتخذ اجتماع اللجنة المركزية في ختام مداولاته عددا من القرارات والتوصيات المتعلقة بعمل الحزب اللاحق ونشاط هيئاته ومنظماته.
شقلاوة - كردستان العراق 20 كانون الاول (ديسمبر) 2001
#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
Iraqi_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خوفا من انتفاضة شعبية جديدة كاسحة
-
ندوة عن حقوق الإنسان في العراق
-
البؤس والمعاناة حصيلة رسالة صدام حسين سيئة الذكر
-
مجزرة اعدام سجناء في -غرفة الغاز
-
العار لحكومة شارون! والظفر للشعب الفلسطيني
-
برقية تضامن مع شيوعيي تشيلي
-
من اجل إبعاد شبح الحرب عن العراق ورفع معاناة الشعب العراقي
-
مستقبل الشيوعية في القرن الحادي والعشرين
-
اكثر من 100 الف متظاهر يهتفون: لا للحرب.. لا للارهاب
-
لا للإرهاب بكل صوره وأشكاله!
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|