أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - عن الحب..عن القبائل الأمازيغ في الجزائر














المزيد.....


عن الحب..عن القبائل الأمازيغ في الجزائر


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 18:54
المحور: المجتمع المدني
    


1- قبلة مسروقة في فصل الجفاف

حدث هذا منذ يومين..على الرصيف الجنوبي للطريق المزدوج الفاصل بين حديقة التسلية ، من جهة، والمستشفى المركزي ومقر بلدية سطيف، من جهة أخرى، كنت أتمشى..الوقت عشية كان..الحديقة ورشة تهديم كبيرة، لم تبق منها إلا بعض الكراسي الإسمنتية وبنايات أقصى الشمال( محل بيع الأزهار ومطعم مارينا)..
على بعد أمتار رأيتهما يجلسان خلف السور الحديدي على أحد تلك الكراسي..الفتى عاري الساقين.. الفتاة متحجبة..ذراع الفتى اليسرى على كتف الفتاة..يمناه كانت تتكلم..حين اقتربت منهما أدارت الفتاة وجهها للفتى وراحا يغيبان في قبلة ساخنة شهية..توقفت..أفرحتني اللحظة..سرت بعدها والفتى ما يزال يمصمص شفتي فتاته..
ماران بجانبي قال أحدهما للآخر: شوف وين وصلنا، شوف..ونظرا إلي..ابتسمت لهما وواصلت سيري..
ياااااااااه، ما تزال الجزائر بخير، ماتزال بخير..ثم..تذكرت أن لا وجود لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا..ماذا لو كانت موجودة؟ تساءلت..وأجبت:حتما، كان الفتى والفتاة قد ارتكبا منكرا يحاسبان عليه..
لا وجود لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية في بلادي..لا وجود لشرطة الأخلاق الشكلية..سعيد جدا جدا بذلك..
لكن..واأسقاه، توجد تلك النظرة المتحفزة للانقضاض حين تجد الفرصة سانحة لفعل ذلك..

2- عن نضال الأمازيغ القبائل ..عن نسائهم..
المجتمع القبائلي أكثر تنظيما ونضالا.. الأحزاب الديمقراطية /العلمانية وقوى اليسار والتقابات المستقلة أكثر تواجدا فيه.. القوى والأحزاب الدينية أقل تواجدا..المرأة فيه مقارنة بكل مناطق الجزائر الأخرى أكثر حضورا في الحياة الاجتماعية والثقافية،وأكثر حرية أيضا ..
حيث تهيمن الأحزاب الإسلامية والقوى الدينية عموما تُغيَّب المرأة وتُحرم من المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية وتقل حريتها، كما يختفي النضال الاجتماعي الحياتي، وفي المقابل يزداد التنظيم والنضال من أجل ما يتعلق بعالم الآخرة ،حيث تكثر الجمعيات الدينية التي تهتم ببناء المساجد وجمع الأموال لها..
القبائل قدموا عددا من الشهداء أكبر مما قدمته مختلف المناطق الأخرى..
معظم النواب الذين استقالوا مما يسمى بالمجلس الشعبي الوطني بعد أن تيقنوا بأنه مجلس السلطة ولا علاقة له البتة بالشعب كانوا قبائل( أيت العربي، بوشاشي .. )..
القبائل وحدهم من طالبوا بأن يكون الوالي ورئيس الدائرة منتخبين لا معينين بمرسوم رئاسي..لم تطالب أية منطقة أخرى من خارج منطقة القبائل بذلك..
وحدهم من ناضل من أجل المواطنة وأنشأ لذلك ما عرف باسم حركة المواطنة..
للأسف، من القبائل من لا يشرف القبائل كبعض الشخصيات التي تسمى شخصيات وطنية ( تعرفون تلك الشخصيات حتما..)....
حيث تتواجد قوى الحياة يكون وضع المرأة أفضل وحريتها أحسن، ويكون المجتمع عموما أكثر قدرة على التنظيم والنضال من أجل تحسين أوضاعه..
حيث تهيمن قوى الآخرة تكون المرأة أقل حرية،وأكثر خضوعا لمجتمع هيمنة الذكورية،وأكثر اندماجا في القطيع ، ووضعها أكثر سوء،وصمتها على ما تعانيه أشد، ويكون المجتمع عموما أقل قدرة على التنظيم والنضال من أجل ما هو من أمور الحياة..تكون الآخرة أكثر هيمنة على النفوس، والنضال من أجل عالمها هو ما يتحكم في الناس..
تقاس إنسانية المجتمعات بمدى احترامها للمرأة..بمدى إيمانها بحريتها ..بمدى إشراكها كفاعلة في شتى مجالات الحياة..و..في تيزيوز أو بجاية المرأة أكثر تحررا..أكثر مشاركة في شتى مجالات الحياة..هي محترمة أكثر من أختها في معظم المناطق الجزائرية الأخرى..
لتكسير وإفشال نضال مجتمع القبائل استعملت السلطة في الجزائر الكثير من الحيل: فرق تسد..تسويف تحقيق مطالب النضال..تكسير تنظيمات النضال بشراء ذمم بعض المناضلين الذين يتميزون بالتردد والانتهازية، أو إدخال بعض عناصرها ودفعهم إلى خلق الصراعات فيها..اتباع سياسة رفض الحوار مع تلك التنظيمات لمدد طويلة تؤدي إلى التيئيس الذي يؤدي بدوره إلى التفتيت..
بالتأكيد، نجحت السلطة في تحقيق الكثير من مآربها..نجحت أساسا في إخماد نضال القبائل ..نجحت في منع امتداده إلى مناطق الجزائر الأخرى..
السؤال أخيرا: إلى متى تبقى السلطة محافظة على نجاحها ذاك وريع البترول الذي كانت توظفه لخدمتها قد شح كثيرا كثيرا؟..

3- ذكور وأنوثة
- صيفا:يرتدي الشاب الجزائري التبان ويسير في الشوارع عاري الساقين..الأمر عادٍ جدا ، جدا..الشابة الجزائرية ليس من حقها ارتداء التبان..
يذهب الشاب الجزائري إلى البحر ..يعوم مرتديا التبان وحده..ساقاه عاريتان ..من نهاية التبان العلوية حتى أعلى رأسه عارٍ..لا يحق للشابة أن تقف أمام البحر أو تعوم فيه بلباس البحر الأنثوي المعروف عالميا..
تسأل: لماذا هذا التمييز بينهما ( الشاب والشابة)؟..
تأتيك الإجابة: أن تظهر الأنثى ساقيها أو ترتدي ثياب العوم المعروفة عالميا ، فذاك مظهر يثيرغريزة الذكر الجنسية..
لابأس، ألا يثير لباس الذكرالذي تحدثنا عنه غريزة الأنثى أيضا؟..لماذا إذن لا يُفرض على الذكر ارتداء ما لا يثير غريزة الأنثى؟..أم تراكم ترون أن الأنثى كائن لا غريزة له؟..
- في كل فصول السنة: يسعى الشاب إلى تكوين علاقات عاطفية مع الفتيات..يمكنه أن يشبع حاجته الجنسية في الفنادق ،أو في الشقق الخاصة إن كان غنيا أو متنفذا ..يخرج من البيت في الوقت الذي يشاء..يلعب مع رفاقه كيفما يشاء ..إذا رأى أخته تحادث شابا ما ،أو تسير بجانبه. يا ويلها..
الشابة ليس من حقها الخروج ( غالبا)..ليس من حقها اللعب خارج المنزل..ليس من حقها إشباع حاجتها الجنسية..عليها أن تبقى محرومة إلى الأبد إذا لم تجد من يتزوجها..
يختار الشاب من يتزوجها..يطلب يدها..هي، لا تختار( غالبا)، لا تطلب يد من ترغب الزواج منه..عليها أن تنتظر ( غالبا).. وقد تبقى تنتظر حتى يتزوجها الموت..
هكذا هو مجتمعنا ( الذكوري بامتياز)..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون والخوف
- رمالا تعوي ريح ُ عباد*
- لنبني حدائق ثقافية لأطفالنا
- العرب المسلمون يعيشون مخياليا في الماضي
- بين تقدم الغرب وتخلفنا..الأسباب أساسا
- تأملات فيسبوكية
- لماذا نحن لا ننتحر..لماذا هم ينتحرون؟
- الأقوياء المتنفذون وحدهم من يخدمهم الدين في الواقع
- لا خروج لنا من تخلفنا إلا بانفتاحنا على الحياة وتفاعلنا مع ب ...
- من المستفيد من دروس التربية الإسلامية في مدارسنا؟
- لماذا لم يتحرر المسلمون من استبدادهم ؟
- عالمنا العربي يتردى أكثر..ماذا نحن فاعلون؟
- عطشي الأرض..وأمطار يديك النار
- شيء من العشب..أو ..من دمي
- واصل غناءك أيها الرمل..واصلي رقصك أيتها النار
- النهر يعشق أيضا
- أطلال أخرى..
- مر من جسدي
- تلك الرسائل ما أروعها
- الفتى..كل هذا الجسد


المزيد.....




- حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 ...
- الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج ...
- اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
- تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
- قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا ...
- قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم ...
- ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي ...
- الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن ...
- بعد محادثات إيجابية.. أمريكا تلغي مكافأة الـ10 ملايين دولار ...
- السعودية ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارا بشأن إسرائيل


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - عن الحب..عن القبائل الأمازيغ في الجزائر