أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - صورة البطل في المخيال الشعبي الديني. ح2














المزيد.....


صورة البطل في المخيال الشعبي الديني. ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى هنا يمكننا القول أن السيئ في الأمر أنه يجرف الطريق العقلي المنطقي ليحول مسارات الوعي من طريقها الطبيعي إلى أخر جانبي لا يستهدف الحقيقة بقدر ما يستهدف النتيجة المتوخاة من كل القضية، قد نجد من يقول أن كل الكتابة والتدوين هدفها غايات وطريقتها توصيل القاري بطريقة ما لغائية ما وهذا لا علاقة له بالحقيقة أو بما يسمى أخلاقيات الكتابة،، الذنب ليس ذنب المؤرخ المصور وليس ذنب البطل الأسطوري التي تم سبك صورته في النص، الحقيقة هنا مرة ومرة جدا حين يكون المؤرخ وخاصة الذي يرتبط بمنظومة قيمية وأخلاقية مثالية كالمنظومة الدينية، في أن يكون غير صادق وملفق لصورة كاذبة يدع أنها تنتمي للدين ويعيد توجيه الوعي الديني بهذه الكيفية نحو أطر لا مثالية ولا أخلاقية، وبذلك خرج من أنتمائه المزعوم إلى فضاء غير محدد بأي صفة تمثل وظيفة الكتابة.
في مجالات الكتابة الأدبية والفنية والتي تعمد على الحس الفني والخيال وتوظيف الذائقة الإبداعية لا بأس أن نسخر المخيال الإنساني نحو هدفية وغاية جمالية مطلوبة وضرورية، أما أن نجعل من التوثيق الذي هو نقل حرفي للواقع بإطار فني وجمالي لا يجوز أن نستخدم الإيهام والأنحياز في هذه السرديات لأننا بذلك نتخلى عن التجرد والموضوعية ونتدخل في إعادة صياغة الحدث خارج واقعه، عندها يصبح المؤرخ كاذب ومحرف وغير أمين ويفقد علميته وأنتماءه الطبيعي للعلم والفن المعرفي الموصوف بدائرة التأريخ أو التاريخ الموصوف بمعرفة مستقلة.
من هنا نستطيع أن نحدد نتائج هذه الصورة المزيفة على الواقع المعرفي وعلاقته في صياغة الوعي بالحدث وبالنتيجة، لنؤشر لإنحرافات فكرية حقيقية يراد لها ولو بصورة غير مقصودة أحيانا أن تترسخ ذهنيا لدى الفرد وتتحول على المدى البعيد لسلوكيات مترجمة في الواقع وتعيد توصيفه بناء على ما في الوعي العميق من تناقض، وأيضا لتحدد مسارات خارج واقع القضية التأريخية مبنية على التناقض والتشويش، ومن جراء ذلك صار عند الفرد الشعبي إحساس يقيني بأن الصورة المنقولة له هي نهائية وقطعية وإن كانت مغلفة بشيء من القداسة لأنها تنتمي للمقدس÷ وإن كان في وعيه العميق يتسائل عن الحقيقة في توصيف الصورة، هنا عندما لا يستطيع أن يخرج صوته الواعي من عمقه الذهني سيتحول لا إراديا إل منافق أو إلى غبي يعرف ويحرف.
تعزيز الخيال الوهمي وتغييب الفعل الواعي عن الحدث يصب في خانة ما يسمى بالتجهيل المركب، حينما لا تسمح للعقل أن يتابع الحركة الحدثية بمجرياته الطبيعية لأستخراج القوانين السننية منها، ومن ثم توظيف النتائج لدعم حركة الإنسان في مسارها العقلي التكويني، وثانيا حينما تسحب الحدث عن دلالاته الكلية إلى قاع خال من صورة الفعل وتأثيره على الواقع الإنساني، هنا الروائي التاريخي الذي ينشر الأكاذيب المزوقة ينحت أيقونة فارغة سرعان ما تكشف عن هزالتها وضعف قوتها أمام البحث والنقد، فتنهار تبعا لذلك كل المنظومة التي أنشئت بناء عليها، هذا ما تواجهه اليوم الثقافة العربية الإسلامية التي بنيت على أوهام المخيال الشعبي والذي لا يمكن أن يترد أحد نتيجة لذلك من وصف كل التاريخ العربي بأنه مجرد هرطقات كتابية قد لا تكون حدثت أصلا.
علينا اليوم أن نعيد قراءة التاريخ المهزوم التاريخ الذي سرقه الأولون منا وحولوه إلى مجرد سيرك يلعبون به وفقا للمصالح دون أحترام للواقع ودون تقديس للحقيقة، الخطوة النقدية الأولى أن نخرج الحدث من القداسة المزعومة ونعيد تركيب المشهد بالواقعية المنطقية التي تعيد ترتيب كل الأحداث وفقا لتسلسلاتها دون أن نخشى على البطل الحقيقي من أن لا يكون كما هو، بل إعادة هذه القراءة تنصفه هو أولا بما يمكن أن نجعل منه صورة إيجابية للأجيال القادمة، والتي سيكون مخلدا فيها كبطل واقعي وليس شخصا زائفا ووهميا ليس له قيمة حقيقية في الوظيفة الإنسانية.




#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة البطل في المخيال الشعبي الديني. ح1
- إحياء الوعي أم تفعيل العقل ح1
- الحقية والرأي ومديات مفهوم التجربة بينهما
- لماذا ننحاز للعقل ونتهمه دوما بالتقصير
- الأقتصاد الريعي والمدنية الأجتماعية.
- الدين الإنساني اليوم بين اتقليد والتجديد
- مذكرات رجل ... كان ح4
- مذكرات رجل ... كان ح3
- مذكرات رجل ... كان ح2
- مذكرات رجل ... كان ح1
- مديح الحروف المسافرة .... لك أنت وحدك يكون المديح فرضا
- جرائم السلطة وجرائم السياسيين
- الياسمين ينزع لونه ليوزعه عشقا للناس _ دراسة نقدية لشعر السي ...
- وهم المرجعيات وسقوط نظرية الطاعة الولائية لرجل الدين
- الفيس بووك وحياتنا الأجتماعية ... أزمة أم حل؟
- مفهوم الدين وحقيقة الديانة
- قصص شعريه
- حوار حاد في خرم الرأس _ قصة قصيرة
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...
- قراءة نقدية فقهية وقانونية في محتويات قانون العفو الذي تم ال ...


المزيد.....




- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - صورة البطل في المخيال الشعبي الديني. ح2