|
ثورة بلا قضية
محمد نبيل صابر
الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 10:07
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
تمتلئ صفحات نشطاء المجتمع المدنى بالعديد من الصرخات والكوميكس والجعجعة حول قضايا تبدو مهمة للعيان مثل زيادة وتضخم ميزانيات القضاء والشرطة والجيش وقروض صندوق النقد وغيرها من مختلف القضايا التى تشغل بال افراد وجماعات يؤمنون بمدنية الدولة ويحلمون بامكانية الامل فى دولة علمانية متمدنة وقوية ولكن يبدو الفشل فى داخل هذا المعسكر مجرد ظاهرة على سطح فشل عميق يتجاوز حتى الاختلاف والانشقاق على قضايا تعريف مدنية الدولة والتحالف مع الاخوان واساليب وطرق المعارضة للنظام القائم وتحديد اهدافها والاتجاهات الايدلوجية للاصلاح الاقتصادى ...الخ ورغم ان كل تلك الاختلافات تسير فى حدود المعقول والمقبول لاتساع حدود هذا المعسكر من اقصى اليمين الليبرالى الى اقصى اليسار واتساع رقعته من الحمائم الى الصقور كأى معسكر ايدلوجى الا ان الحقيقة ان جذور فشل هذا المعسكر تتجاوز فقظ قلة تأثيره وفشل ضغطه فى القضايا التى تصدى لها وخصوصا بعد انتفاضة يناير 2011 الى انه يرفض الاعتراف بهذا الفشل ان قيادات هذا المعسكر مع اختلاف تنوعهم العمرى فشلوا فى وضع اهداف موحدة فضلا عن وضع خطة موحدة لدعم مواقفهم المختلفة سواء فى الاتفاق على مرشح فى انتخابات الرئاسة 2012 او طرق تقوية موقفه بعد ازاحة نظام الاخوان المسلمين وتدعيم تلك الخطة الموحدة وحتى فى طرق الاحتجاج وتحديد الهدف فى التعامل مع نظام الرئيس السيسي بعد 2014 وحتى فى طرق اعداد البديل او الحشد له تلك الاختلافات ليس مصدرها فقط الاختلافات الايدلوجية او اختلاف وجهات النظر بل لان كل قضية تشعب بها هذا المعسكر الى قضايا متعددة وطرق شتى دون الاتجاه الى الطريق الوحيد الصحيح : على سبيل المثال وليس الحصر :- 1- بدلا من الاحتجاج على رفع مرتبات القضاء كرشوة مقننة من النظام وضمان السيطرة على المنصة بمختلف مستوياتها ينبغى الضغط وتوحيد الكلمة نحو الغاء وزارة العدل برمتها باعتبارها الحاكم التنفيذى المسيطر على السلطة القضائية ومثال تاريخى للتداخل بين السلطات او حتى تعديل وظيفتها لتصبح مقتصرة على ان تكون وسيلة بين السلطة التنفيذية والقضائية 2- فى قانون بناء الكنائس الجديد كانت المصيبة على كافة المستويات من وجود الانبا بولا واصرار الحكومة على مخاطبة الكنائس فقط الى اهمال الحقيقة فى وجود قانون موحد لدور العبادة كلها وكل تلك الاثافى ادت الى ولادة قانون مشوه ثبت فيه اركان رعاية الكنيسة للمواطنين المصريين المسيحيين من منظور طائفى ودينى استسهلته الحكومة المصرية لانه يضمن لها السيطرة على طائفة مهمة من الشعب المصرى عبر مخاطبة القادة الروحيين بس ويضمن لها استمرار التعاون المكرس من الثمانينات 3- التحرك نحو قرض صندوق النقد الدولى تحرك توجه نجو عملية الاقتراض نفسها لا نحو الضغط على الاستحقاقات الدستورية من ضرائب تصاعدية وتوفير بدائل قانونية واقتصادية تقلل الضغط على الطبقات المتوسطة والفقيرة وتحول الدستور الى فاعل حقيقى فى حياة المصريين وتقلل من جشع الجشعين ومصاصى دماء الفقراء او من كونوا ارباح من الهواء عبر المضاربة فى البورصة. حتى انه لم يتم توضيح او بيان كيف سيكون هناك اى وسائل وقائية للخطوات التقشفية المطلوبة 4- مستقبل 2018 يبدو الامر متضارب بلا خطة فحتى مبادرة عصام حجى التى حتى الان هى خطوط عريضة بلا مرشح اصلا ولا يبدو ان هناك اصلا وجود لمرشح قوى يمكن تحويل الخطة العريضة الى خطة مفصلة والحشد عليها لصالح هذا المرشح كل تلك التضاربات ما هى الا نتيجة واضحة للتناقضات والاختلافات الموجودة فى المعسكر المدنى ..تلك التضاربات التى ترواحت بين مثالية المثاليين المتواجدين فى يوتوبيا خيالية المعتقدين ان قوة الاخوان المزعومة تسمح لهم بالتغاضى عن فاشيتهم او المعتقدين ان بامكان كائنات المعسكر الدينى ان تتقبلهم وتتفهم ديمقراطية والعلمانية كوسيلة وحيدة للتقدم وبين الساعين نحو مكاسب انية من نظام الحكم الحالى واليائسين من عدم استيعاب الشعب لمنهجهم او منظومتهم بدلا من العمل على توعيته وتثقيفه ان هذا المقال ليس جلدا للذات بل هو محاولة لاستكشاف الطريق ودعوة لتجديد الدماء والافكار وربما بداية لننفض عن انفسنا غبار المثاليين والمتكسبين وننطلق نحو دولة مدنية قوية وندرك انه لا نجاخ لهذا المعسكر سوى بوعى الناس وسوى بخطة واضحة محددة وملعب مرسومة ملامحه بايدينا ثم لنتصارع فى هذا الملعب الواضح المحدد طبقا للقواعد الديمقراطية بين الليبرالين واليسارييين .طبقا لقواعد نظيفة واضحة من اجل غد افضل ووطن حر ديمقراطى
#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موعد مع الرئيس
-
كوكب العقلاء...مصر
-
لماذا لا يحب الجمهور مجلس طاهر ؟
-
من اجل تاريخنا يا د. محسوب
-
فى وداع يناير
-
رسائل عاشق قديم
-
جمهورية البلح
-
العودة الى ارض الزومبى
-
اعزائى النحانيح... صمتا
-
رسالة الى معلومة العنوان
-
الرئيس ودولة السبكى
-
اسباب للدهشة
-
حماس..اختطاف غزة
-
العدالة اولا...قبل الفطام
-
وجهات نظر
-
نحو استراتيجية علمية لمكافحة الارهاب
-
الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....4
-
الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو...3
-
الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....2
-
الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....1
المزيد.....
-
حق الإضراب مكسب تاريخي للطبقة العاملة فوق الحسابات
-
تمرير مشروع القانون التكبيلي للإضراب في ظل اختلال موازين الق
...
-
مصر تتجه لإلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية على البورصة.. ومصدر
...
-
الخلفيات النيوليبرالية للقانون التنظيمي للإضراب
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تعبر عن اعتزازها
...
-
فرنسا: هل انهار تحالف اليسار؟
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 590
-
علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
-
محتجون في بنغلاديش يحرقون منزل والد رئيسة الوزراء السابقة
-
الشيوعي العراقي يدين مخطط التهجير والتطهير العرقي في قطاع غز
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|