متسولون غصبا عليكم

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 09:21
المحور: المجتمع المدني
    

لاحظت زوجة احد مدرسي مادة الجغرافيه ان زوجها لم يعد كما كان فهو حين يأتي من المدرسة ينزوي في غرفته لساعات طويلة.
حاولت ان تقترب منه لتعرف سبب هذا التغير ولكنه يطلب منها ان تمهله بعض الوقت.
امس فقط خرج من غرفته وجلس معها وسمعته يقول:
حددت بعض مواقع الاطفال المشردين والمتسولين في عدة مناطق في بغداد وياليتني لم افعل ذلك فقد اصبت بالرعب بعد ان عرفت ان هناك 4 مليون ونصف المليون طفل مابين متسول ومشرد او يعيش في دار الايتام.
ولأني بطران فقد قررت ان اكتب رسالة الى كل من وزير العدل الدكتور حيدر الزاملي واخرى الى وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد شياع السوداني واخرى مماثلة الى وزير الداخلية الذي لم يتم تعيينه لحد الان.
وزير العدل من اهالي الصويرة،وزيارة منه الى هناك سيجد العجب العجاب.
وزير العمل والشؤون الاجتماعية قد لايعلم ماذا يعاني منه هؤلاء الاطفال.
وبيت القصيد بعد ذلك عند وزارة الداخلية ويبدو ان مهمتها صعبة في اكتشاف مافيا الاتجار بالاطفال.
قبل يومين طلب مسؤول سيطرة من مسؤولي المافيات ترتيب ازدحام للسيارات لمدة ساعتين او ثلاث يوميا لأتاحة الفرصة للاطفال المتسولين ان "يشوفوا رزقهم" (حصة كل من يساهم في هذا الازدحام 250 الف دينار..يابلاش).
تشير الارقام الى ان عدد الايتام بالعراق تجاوز 4 مليون وهم رضينا ام ابينا مشروع داعشي بامتياز.
الاكثر الما من ذلك ان العشائر الذين يدعون الغيرة والنخوة وايواء الغريب رفضوا بشكل قاطع قبول ايواء عدد من الايتام.
هذه العشائر التي تبحث الان عن صيد ثمين في الدية و"الكومة" و "الكعدة" لايهمهم كيف يعيش هؤلاء الاطفال فقد اصبحوا مثل غيرهم بدون ضمير ولا اخلاق.
يالله هي بقت عليهم.
فهل يتحرك ضمير وزير العدل او وزير الشؤون الاجتماعية ام يظلوا يبحثوا عن صيدهم الثمين كما يبحث غيرهم.
في بغداد وحدها توجد 14 دارا للايتام من مجموع 22 دارا موزعة في بقية المحافظات.
انه بالتأكيد رقم بائس ازاء 850 ألف يتيم حسب احصاء وزارة العمل.
دينيا دعوة اليتيم مستجابة،واجتماعيا هناك دلائل كثيرة على ان المسؤولين في المنطقة الغبراء غير معنيين بذلك.
يبقى لدينا امل اخير في المرجعيات الدينية التي يمكن ان تعدّل قليلا من شرعة التبني وتصدر فتوى بضرورة ايواء من لايجد مآوى له.
ورغم ان ذلك حلم رومانسي الا انه يظل مرفوعا في رفوف الامل.
نقطة نظام: زميلة عزيزة قالت لي امس لقد كرهنا الخروج بسبب هؤلاء الاطفال الذين يمدون رؤوسهم من خلال نوافذ السيارة ليطلبوا بعض الدنانير.
المهم قرة عينك يا ايها العبادي.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات