أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - معقل زهور عدي - هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – حركة المنظمات الشعبية في العالم ) (1/3)















المزيد.....

هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – حركة المنظمات الشعبية في العالم ) (1/3)


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 11:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أولا : حول المؤلف سمير أمين :

سمير امين مفكر عربي وعالمي بارز من مصر يعتبر الكتابة جزءا من النضال ، وهو أحد القلائل من المفكرين الذين يجمعون بين الرصانة العلمية والحماس للقضايا الاجتماعية والوطنية-القومية والانسانية ، مثله في ذلك مثل برهان غليون ، سوى ان تجربته تمتاز باتساع أكبر حيث *عمل مستشارا اقتصاديا فى مالى والكونغو برازافيل ومدغشقر وغيرها من الدول الأفريقية الناهضة، وخاصة فى الستينيات. كما عمل مديرا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادى IDEP بداكار لعشر سنوات طوال السبعينات، حيث تصدى لمقولات عديدة سائدة عن التنمية والتحديث وخطط المؤسسات المالية الدولية، وشارك أثناء عمله هذا فى تأسيس منظمات بحثية وعلمية أفريقية مثل المجلس الأفريقى لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية (كوديسريا) ومنتدى العالم الثالث، وهى المنظمات التى مازالت تقود حركة البحث والحوار الثقافى التقدمى فى أفريقيا حتى الآن. وبعودته إلى مصر والعالم العربى مع نصوصه المترجمة من اللغات الأخرى للعربية أو بأصولها العربية منذ أواخر الثمانينات، واصل حواره ومشاركته فى تعميق الحوار العلمى والثقافى فى مصر والعالم العربى وخاصة منذ توليه رئاسة مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة رغم بقائه رئيسا لمنتدى العالم الثالث بقسمه الأفريقى فى داكار.
لقد هيئت المساهمات الفكرية المبكرة لسمير امين ( التطور غير المتكافىء ، التراكم الر أسمالي على الصعيد العالمي ، نظرية المركز والأطراف ) الأرضية له ليحتفظ بآخر كلمة للفكر الماركسي قبل انهيار التجربة السوفييتية ، خاصة وانه اتخذ مسبقا موقفا نقديا تجاه التجربة السوفييتية وتنبأ بسقوطها ، وهكذا استطاع من موقعه استعادة المبادرة ليتقدم باتجاه ملاقاة الصراع الاجتماعي الذي بزغ مجددا عبر تيارات مناهضة العولمة انطلاقا من سياتل 1999 ، ورغم تقدمه في العمر ( 74 عاما ) فقد ساهم مساهمة جدية في انهاض اليسار من كبوته واعادة اكتشاف مفاهيمه الاساسية في الصراع العالمي الجديد . ويمثل كتابه المشترك مع فرانسوا اوتار مثالا لذلك.

ثانيا : عودة الصراع الاجتماعي – الملامح والدلائل .

تميز النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بتصاعد الصراع الاجتماعي في اوربة البورجوازية ، وقد دفع تصاعد ذلك الصراع بالافكار الاشتراكية نحو الأمام ، وتم تأسيس الأممية الأولى ثم الثالثة مع انتصار الثورة البلشفية في روسيا ، وبين الحربين العالميتين استمر الصراع الاجتماعي على أشده مهددا البورجوازية الأوربية بمصير مشابه لروسيا خاصة ألمانيا .
بعد الحرب العالمية الثانية واقرار الدول المتحالفة ضد النازية للاتحاد السوفييتي بنفوذه في شرق اوربة تخامد الصراع الاجتماعي داخل اوربة وحصلت الطبقات العاملة على مكاسب هامة سمح بها النمو الاقتصادي الكبير ، وبدأت بؤر التوتر بالانتقال نحو بلدان العالم الثالث ، حيث شهدت معظم تلك البلدان بعد الاستقلال انقسامات وصراعات اجتماعية ذات صلة بانقسام النظام الدولي الى معسكرين وما مثلته التجربة الاشتراكية السوفييتية من وهج فكري وجذب سياسي للمثقفين والطبقات العمالية والفلاحية .
منذ الثمانينات بدأ المناخ السياسي يتجه عموما نحو تخامد الصراعات الاجتماعية على نطاق العالم ، ومع انهيار التجربة السوفييتية ظهر وكأن عصر الصراعات الاجتماعية الكبرى قد انتهى ، وكتب فوكوياما عن نهاية التاريخ معتبرا ان الرأسمالية قد انتصرت للأبد .
مع نهاية التسعينات وبالتحديد من سياتل 1999 عادت موجة جديدة من الصراع الاجتماعي بالظهور ، بدأت ملامحها تترسخ من سياتل 1999 الى جنوا 2000 الى بورتو اليغري 2002 الى مومباي 2004 الى بورتو اليغري 2005 ، وبين تلك المحطات خرجت الملايين الى الشوارع بطريقة غير معهودة احتجاجا على الحرب والعسكرة والنيل من مكتسبات الطبقات العاملة وتدمير البيئة والتهميش الخ ...
لقد أيقظ هذا الصراع وعيا جديدا عبر عن نفسه في التيارات التي التقت حول مناهضة العولمة ، وبدأ الوعي الناشىء يبحث بسرعة عن أدواته الخاصة ، وتمثل ذلك البحث في تشكيل المنتديات الاجتماعية العالمية والاقليمية ومنها المنتدى الاجتماعي للبدائل الذي صدر عنه الكتاب ( مناهضة العولمة – حركة المنظمات الشعبية العالمية ) .
تعبر الاسئلة المطروحة عن حاجة الحركة الاجتماعية الجديدة لمراجعات نقدية وابداع فكري يتجاوز الأطر التقليدية السابقة ، ويمثل ذلك أحد أهم التحديات التي تواجه تيارات مناهضة العولمة ، ومثلما يحدث دائما في التاريخ تشكل الصراعات الاجتماعية المهماز للفكر الانساني الذي يعود لتغذيتها بعد ان يندفع نحو الأمام .
ثالثا : عولمة المقاومة :
حددت حركات مناهضة العولمة موقفها المبدئي بمعارضة الليبرالية الجديدة السائدة على نطاق العالم باعتبارها لايمكن ان تنتج سوى مانراه حاليا وهو استقطاب الثروة والتدهور في احوال شعوب بكاملها ، وتنامي النزعة العسكرية ( عسكرة العولمة ) ، والاحتلال ،واضطهاد امم بأكملها ، وتدهور أحوال العمال والفئات الوسطى ، والنساء ، والسكان الأصليين ، وتفكيك الخصائص الثقافية للجماعات المختلفة ، وتدمير البيئة ، وتسليع الحاجات الانسانية (مثال الماء ) ، وتنميط الثقافة ..الخ..
لقد أصبح ضمير البشرية مثقلا الى درجة أنه لم يعد قادرا على الصمت والتحمل ، ويوما بعد يوم تظهر حركات مناهضة العولمة تصميما أكبر على المواجهة ( المواجهة الأخيرة في هونغ كونع ) وتستقطب شرائح اجتماعية أوسع فأوسع من كل قارات العالم من سياتل الى جنوا مرورا بكويبك وبرشلونة وجو هانسبورغ الى بورتو اليغري مرورا بباماكو وفلورنسا وحيدر آباد والمظاهرات المليونية في لندن وعواصم اوربية والاحتجاجات واسعة النطاق في امريكا ضد الحرب في العراق .
تطرح عولمة المقاومة مسألة خصوصية أشكال الصراع الاجتماعي في مناطق محددة من العالم ( مناهضة الاحتلال في العراق وفلسطين والديمقراطية السياسية والنضال من أجل الحريات وحقوق الانسان ومناهضة الاستبداد في المنطقة العربية ) وربط تلك الخصوصيات بالمجرى العام لمناهضة الليبرالية الجديدة وهيمنتها العالمية ( الانتقال من الخاص الى العام ) كما تطرح ضرورة التعبئة العالمية لدعم خصوصيات الصراع في المنطقة العربية ( من العام الى الخاص ).
تظهر التيارات الليبرالية الجديدة في سورية والمنطقة العربية ( اليسار الليبرالي ) تجاهلا مطلقا ومقصودا تجاه الممارسات الوحشية العسكرية ل الليبرالية الجديدة وجناحها المهيمن في الادارة الأمريكية فهي لاترى ولاتسمع قصص القتل والتدمير والتعذيب في العراق على سبيل المثال حيث بلغ عدد القتلى المدنيين 100000 قتيل وفقا لمؤسسات بريطانية مستقلة و30000 قتيل حسب جورج بوش ، وتدمير جزء هام من مدينة الفلوجة واستعمال الغازات السامة فيها ، والتعذيب الممنهج في سجن ابوغريب .
هكذا يشبه حال الليبرالية السورية الجديدة واضرابها حال التمثال الذي يضعه الموظف الصغير في مكتبه ( لا أسمع ، لا أرى ، لا اتكلم ) ، ويكفي هذا التواطؤ ليظهر عمق اللوثة الأخلاقية لتلك التيارات في سعيها للتماهي مع الليبرالية الجديدة الأم .

هوامش :
* حلمي شعراوي – سمير أمين مفكرا عالميا .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباحة عكس التيار
- خيارات اعلان دمشق
- تضامن ونقد لاعلان دمشق
- برنامجان للتغيير الديمقراطي في سورية
- تبدل التوازنات السياسية الداخلية في سورية بعد اعلان دمشق
- قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 2/2
- قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 1/2
- أمريكا-هل مازال يباركها الرب؟
- تجديد اليسار العربي-اليسار الديمقراطي اللبناني نموذجا 2/2
- تجديد اليسار العربي- اليسار الديمقراطي اللبناني نموذجا 1/2
- انكسار الحلم الصهيوني في غزة
- مؤشرات لانكفاء القوة الأمريكية
- تجديد اليسار العربي
- الليبرالية ليست هي الحل
- من ثقافة العنف الى ثقافة اللاعنف
- في ضرورة تبلور خط اليسار داخل المعارضة السورية
- بالأمل والمحبة والتصميم - منتدى الأتاسي سيبقى
- جورج حاوي - الاستشهاد والشهادة
- المعارضة السورية والمسألة الكردية
- المعارضة السورية- التحديات والمخاطر


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - معقل زهور عدي - هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – حركة المنظمات الشعبية في العالم ) (1/3)